«صوت صدام» في مقابلة شبكة «سي.بي.اس» ممثل أميركي يجيد تقليد اللكنات الأجنبية

جدل بين العاملين في حقل القنوات التلفزيونية حول استئجار صوت لتقليد لكنة الرئيس العراقي بالإنجليزية

TT

ينتمي ستيف ونفيلد إلى «نقابة ممثلي السينما» (سكرين آكتورز غيلد) ويشارك بإدارة موقع انترنتي يسمى بـ«أصوات ساحرة» (فابيلوس فويسز) وسبق له أن ظهر ذات مرة عبره حيث لعب دور مترجم له لكنات أجنبية.

وفي الأسبوع الماضي أدى أيضا صوت صدام حسين خلال المقابلة التي أجراها دان راذر لصالح قناة «سي بي إس نيوز» التلفزيونية مع الرئيس العراقي صدام حسين وشاهدها 17 مليون شخص على شاشة التلفزيون. فمع تبني اللكنة العربية قام ونفيلد بقراءة أجوبة صدام على أسئلة راذر. وقالت محطة «سي بي إس نيوز» إن الترجمة كانت «مائة في المائة صحيحة» حيث وصفت ونفيلد بأنه كان واحدا من أربعة مترجمين استأجرتهم لهذا الغرض، وحسب المحطة التلفزيونية الأميركية فإن الهدف من ذلك هو توفير «صوت يتماشى مع البرنامج». وقالت متحدثة باسم «سي بي إس نيوز» إن ونفيلد قُدمت له المساعدة في مجال الترجمة وهي لا تعرف إن كان حقا قادرا على التكلم بالعربية.

وأضافت المتحدثة أن المحطة لم تخرق المعايير والتطبيقات السائدة إذ سبق لها ان استخدمت تكنيكا مماثلا في الماضي.

لكن ذلك أثار قدرا من الاضطراب أو الضحك أو الحيرة تجاه استئجار صوت لتقليد لكنة الرئيس العراقي بالانجليزية في وسط أصبح الخيط الفاصل بين الأخبار والمتعة غير واضح فيه يبعث على قلق الكثير من العاملين في الإعلام. من جانب آخر قالت متحدثة باسم محطة «سي إن إن» إن المعايير التي تتبعها محطتها لا تسمح للمترجم باصطناع لكنة ما. أما محطتا «إن بي سي» و«أيه بي سي» فتجنبتا التعليق على المسألة، لكن مسؤولين تنفيذيين من «أيه بي سي» و«إن بي سي» وافقوا على أن هذا التكنيك غير مستعمَل في قسمي الأخبار التابعين لهاتين المحطتين، وفي هذا الخصوص قال أحد المسؤولين التنفيذيين في الـ«أيه بي سي» إن محطته حينما تستأجر مترجما فإنه يستخدم صوته نفسه. واعتبر أحد كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين الذي رفض ذكر اسمه أن هذا الاستخدام «سخيف» وأكد أن المحطة التي كان يعمل فيها تطلب من المترجم أن يستخدم صوته عند قراءة النص المترجم.

لكن ريتشارد والد البروفسور في معهد الصحافة التابع لجامعة كولومبيا وهو رئيس سابق لقسم المعايير والتطبيقات في محطة «أيه بي سي نيوز» قال إنه طالما لم تدّع الـ «سي بي إس» أن المتحدث هو صدام فإنه «ليس هناك أي خطأ في القيام بذلك». وأضاف والد «كان من الأفضل لو أنهم أخبروا المشاهدين مسبقا. إذ انه من الأفضل دائما أن يكون المرء صريحا مع الجمهور».

ومن الواضح أن مقابلة راذر الخاصة بـ«سي بي إس نيوز» والتي كان يأمل كل منافسيه ان يجدوها واجهت تحديات لم تواجهها أي مقابلة من قبل. فلأسباب أمنية أصر العراقيون على استخدام طاقمهم في التصوير وهم وفروا المترجمين الذين كانوا بارزين في الغرفة خلال العرض. كذلك احتفظوا بالتسجيل لمدة 24 ساعة قبل إعادته إلى محطة «سي بي إس نيوز» حيث أنهم ضمّنوا التسجيل مقاطع مختلفة صُورت من ثلاث كاميرات. آنذاك قامت هذه المحطة بالتحقق في كل جزئيات الفيلم للتأكد من أنه ليست هناك أي مشاهد محذوفة قبل البدء بالقيام بترجمة أخرى. وكانت محطتا «أيه بي سي» و«سي إن إن» قد مرتا بنفس الصعوبات قبل أكثر من عقد حينما أجرتا مقابلة مع صدام. وقال مسؤول تنفيذي من محطة منافسة لـ«سي بي إس» إن محطته على استعداد لمواجهة نفس الصعاب التي واجهها راذر، أما مسألة استخدام لكنة مشابهة للكنة صدام فهي تترك قدرا من الحيرة في نفوس المتفرجين.

لكن محطة «سي بي إس نيوز» تجنبت الحديث عن سبب تبني هذا الأسلوب ولم تذكر أي شيء أكثر مما صرحت به المتحدثة باسمها حيث جاء في التصريح «أن سي بي إس نيوز» شغّلت ثلاثة مترجمين مستقلين ومحترمين لتحقيق ترجمة دقيقة لحد مائة بالمائة للمقابلة. وقام مترجم رابع بقراءة الترجمة بصوت يتماشى مع الصوت الموجود في الشريط... ويعكس التقرير الذي يستغرق 60 دقيقة ترجمة كاملة ودقيقة للمقابلة التي تتماشى مع معايير محطة سي بي إس نيوز».

واكد ونفيلد في مكالمة هاتفية قصيرة أنه كان يقلد صوت صدام في المقابلة ووصف نفسه بأنه «المترجم على الهواء». وأضافت زوجته أن ونفيلد قادر على استخدام عدة لغات لكنها قالت إن «محطة سي بي إس نيوز هي التي يجب أن تتكلم حول هذا الموضوع».

وعلى الموقع الانترنتي «أصوات ساحرة» يتم انتقاء أصوات الممثلين الذين تحتاج إليها كل أنواع الخدمات التجارية سواء تلك التي تستخدم في قراءة الكتب وتسجيلها على كاسيتات أو تلك المتعلقة بالإعلانات التجارية. وقال فرانك هنري صاحب هذا الموقع الانترنتي إن ونفيلد إضافة إلى مشاركته في إدارة هذا الموقع فهو أيضا متخصص في تقليد اللكنات الأجنبية. وقال موقع انترنتي آخر إن ونفيلد يستطيع أن يقوم بجلسات يتحدث فيها بالإنجليزية «بلكنات إسبانية وفرنسية وإيطالية وبرتغالية وألمانية». وهو يشارك بتوجيه تلك المشاريع التي تستخدم الترجمة في لغات مثل الصينية والبنجابية والهنغارية والسويدية والروسية والتشيكية».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»