الجيش البريطاني يشرك الكلاب في الحرب

TT

قد تكون انظار راصدي الحرب العراقية شاخصة الى السماء في انتظار بدء القصف الجوي والصاروخي، وقد تكون ما زالت منصبة على مداولات مجلس الامن الدولي خلال الساعات العصيبة الحاسمة، الا ان قلة من الراصدين على بينة من الدور المرسوم لسلاح فعال آخر في الحرب المرتقبة.

هذا السلاح الفعال هو الكلاب المدربة لإنجاز مهام عسكرية محددة.

فقد نقلت القوات البريطانية المرسلة الى منطقة الخليج معها اكبر عدد من الكلاب «العسكرية» لاغراض قتالية منذ الحرب العالمية الثانية. اما مهام هذه الكلاب، التي بعضها ادى فترة خدمة ميدانية فعلية في كوسوفو، فتتراوح بين اكتشاف حقول الالغام ومخابئ الاسلحة والذخائر وعمليات الاغاثة ومهاجمة الافراد والحراسة والوقاية من العمليات الارهابية. وحسب مصادر في الجيش البريطاني بمقدور كلب واحد جيد التدريب إنجاز عمل عشرة مجندين في ميادين القتال. كما يقدر عمر الخدمة العسكرية الفعلية لهذه الكلاب بنحو ثماني سنوات.

من جهة ثانية، فان الكلاب «العسكرية» المرسلة الى جبهة العراق ليست كلها من فصيلة واحدة، بل تنتمي الى فصائل مختلفة، لكل منها قدراتها في مجال ما. كما ان عدداً منها جُلب في سن صغيرة، قبل اخضاعه للتدريب والتأهيل، من ملاذ الكلاب الشاردة المعروف في العاصمة البريطانية، ويقع في حي باترسي. وبين الامور التي تحسب لها الجيش البريطاني عندما اتخذ قرار نشر الكلاب «العسكرية» احتمال تعرضها لخطر السلاح الكيماوي، ولذا ابتكرت بزات وقاية خاصة بالكلاب لكنها تعمل فقط عندما تكون في مهاجعها وليست في الميدان. وفي حال تعرض الكلاب لهجوم كيماوي فحسب المشرفين عليها يجب حقنها بمضادات حيوية للتقليل من فرص الضرر اللاحق بها.

ومما حسب حسابه ايضا عملية نقل الكلاب الى بريطانيا بعد ادائها مهامها، وعلى هذا الصعيد منح كل كلب جواز سفر لتسهيل عودته بلا مشاكل امام موظف الجوازات.