مصادر إيرانية: طهران تفاهمت مع واشنطن عبر الجلبي حول دورها في الحرب الوشيكة

TT

كشف مصدر قريب من مؤتمر المعارضة الشيعية الموالية لايران، الذي بدأ اعماله الخميس في طهران ان احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي، نجح في تعديل الموقف الايراني من الحملة العسكرية الاميركية المحتملة ضد العراق، والتي اكد المصدر ان طهران تلقت اشارات بعض الدول التي لديها معها علاقات جيدة، ومنها بريطانيا وايطاليا، الى انها ستبدأ في نهاية الاسبوع الثالث من الشهر الحالي.

وأوضح المصدر ان الجلبي اجرى على هامش المؤتمر محادثات غير معلنة مع بعض مسؤولي الامن والدفاع في طهران الى جانب مباحثاته مع وزارة الخارجية. واضاف: رغم ان الجلبي لم يكن يحمل رسالة محددة من الادارة الاميركية الى القيادة الايرانية الا ان المراقبين اعتبروا مشاركة الجلبي في مؤتمر طهران كانت في حد ذاتها رسالة صريحة عكست رغبة واشنطن في ابلاغ طهران بعدم وجود توجه اميركي لابعاد القوى المعارضة المرتبطة بايران من التركيبة المستقبلية للنظام في العراق بعد اطاحة صدام حسين.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان واشنطن قامت باعادة النظر في سياستها حيال طهران بعد زيارة محمد رضا خاتمي، نائب رئيس البرلمان الايراني وزعيم اكبر حزب اصلاحي في ايران، وشقيق الرئيس محمد خاتمي الى روما الاسبوع الماضي ولقائه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني.

وتشير المصادر القريبة من القيادة الايرانية الى ان ما ساهم ايضا في تغيير الموقف الايراني السابق المعارض للحملة الاميركية هو قيام واشنطن بمنح المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق برئاسة آية الله محمد باقر الحكيم، اكثر التنظيمات الشيعية ولاء لايران، دورا في التشكيلة المستقبلية للحكم العراقي.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان ايران وافقت بشكل مبدئي على مجموعة من الطلبات الاميركية التي نقلت اليها عبر دولة اوروبية، وابرزها مساعدة الجنود الاميركيين الذين قد يضلون طريقهم ويدخلون الاراضي الايرانية على الوصول الى مواقعهم، والسماح لفرق الانقاذ الجوية باجلاء الطيارين وحطام الطائرات في حالة سقوطها داخل الاراضي العراقية. وقد تلقت ايران مقابل موافقتها على تلك الطلبات، ضمانات بعدم تعرضها لأي تهديد خلال الحرب او بعدها، ومساعدتها على اقامة مخيمات داخل الاراضي العراقية على غرار ما فعلته خلال الحرب الافغانية لايواء اللاجئين العراقيين. كما ان قلق ايران من ان تبادر الولايات المتحدة باحتضان منظمة «مجاهدين خلق» الايرانية المعارضة الموجودة في العراق قد ازيل عقب تلقيها تأكيدات ان الولايات المتحدة تنظر الى هذه المنظمة بنفس المنظار الذي تنظر به الى النظام العراقي، وان مصير زعيم المنظمة مسعود رجوي وانصاره لن يكون مختلفا عن مصير النظام العراقي حيث ان مواقع ومعسكرات «مجاهدين خلق» ستكون ضمن الاهداف العسكرية التي ستضربها الطائرات والصواريخ الاميركية فور انطلاق الحرب.