أكراد العراق يوسعون احتجاجهم على التدخل التركي المحتمل ويطالبون أميركا بعدم التضحية بهم وفرنسا بعدم نسيانهم

TT

اربيل (كردستان العراق) ـ أ.ف.ب: تظاهر مئات الشباب الاكراد امس في اربيل،عاصمة الاقليم الكردي العراقي ضد تدخل تركي عسكري محتمل في الاقليم في حال اندلاع الحرب الاميركية ضد العراق ، فيما يضاعف مسؤولو الاقليم القلقون جدا من هذا التدخل تحذيراتهم الى الولايات المتحدة وتركيا ويطالبون في الوقت نفسه بتدخل فرنسا في كردستان.

وسار المتظاهرون الذين ارتدى اغلبهم زي فريق كرة القدم التابع لمحافظتهم من امام مقر الحكومة المحلية الى مبنى البرلمان بناء على دعوة من اتحاد شباب الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يسيطر على الجانب الشمالي الغربي من كردستان العراق.

وهتف المتظاهرون الذين كانوا يسيرون تحت مراقبة قوات حفظ الامن الذين لم يترددوا في اسكاتهم عندما بدأوا بالشتم «نحن لا نريد الاتراك» و«نحن شباب واقوياء وباستطاعتنا الدفاع عن كردستان».

وكان الاف الاكراد العراقيين تظاهروا في اربيل الاثنين الماضي احتجاجا على احتمال ارسال جنود اتراك الى منطقتهم الخارجة عن سيطرة بغداد منذ العام 1991 واحرقوا العلم التركي. ووصف وزير الخارجية التركي يشار ياكش احداث اربيل بأنها «استفزاز».

وبعد يومين وجه رئيس الاركان الجيش التركي حلمي اوزكوك تحذيرا شديدا الى الفصائل الكردية العراقية، مشيرا الى ان عليها تحمل عواقب مواجهة محتملة مع الجيش التركي في حال تدخل هذا الاخير في كردستان العراق.

وقال رئيس اتحاد شباب الحزب الديموقراطي الكردستاني سعيد مصطفى «نحن كلنا على استعداد للتوجه الى الحدود (العراقية التركية) لمنع القوات التركية واي قوة اخرى اقليمية من الدخول الى كردستان». وعند وصول المتظاهرين الى مبنى البرلمان صفق لهم عدد من النواب الذين تسلموا منهم عريضة.

ويؤكد مسؤولو الحزب الديموقراطي الكردستاني اقتناعهم بتصميم الاتراك على الدخول الى اراضيهم في حال نشوب النزاع المسلح ضد العراق بهدف السيطرة على الوضع وضمان ان يكون لهم كلمتهم في مرحلة ما بعد الحرب، أكان في ظل قيادة اميركية او بشكل منفرد.

وهم لا يخفون تخوفهم من دفع الثمن على الجبهة الشمالية التي يرغب الاميركيون في فتحها عبر نشر الاف الجنود في كردستان العراق انطلاقا من تركيا وفي اثرهم الاف الجنود الاتراك.

ورغم رفض البرلمان التركي الاسبوع الماضي مذكرة حكومية تجيز انتشار عشرات الاف من الجنود الاميركيين في تركيا، اعلن رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال حلمي اوزكوك تأييده للانتشار العسكري الاميركي. ومن المحتمل ان يجرى تصويت جديد في البرلمان التركي قبل نهاية الاسبوع المقبل.

من جهته قال «نائب رئيس الوزراء» الكردي في اربيل سامي عبد الرحمن متوجها الى الولايات المتحدة الجمعة «اطلبها منكم: لا تضحوا بحرية اربعة ملايين كردي» باسم الحرب ضد العراق.

وطوال هذا الاسبوع لم يتوقف تصعيد اللهجة بين الاتراك الذين يعتبرون بأن لهم تاريخيا حق الرقابة على المنطقة، والاكراد الذين يخشون احتلالا دائما لمنطقتهم.

الى ذلك قال مسؤول قسم العلاقات الدولية في الحزب الديموقراطي الكردستاني هوشيار زيباري في رسالة موجهة الى الولايات المتحدة محذرا، «لن يكون الانعكاس جيدا على سمعتكم رؤية اثنين من حلفائكم يتقاتلان». واضاف «اذا لم نكن شركاء» في فتح جبهة شمالية «واذا لم يكن هناك تنسيق وتعاون فستكون الطريق مفتوحة الى الحرب».

واعتبر عبد الرحمن انه اذا دخل الاتراك الى كردستان تحت قيادة اميركية فسيكون الوضع «اسوأ» من دخول منفرد، وهي فكرة ترفضها الولايات المتحدة. وأوضح قائلا «اذا تحركت تركيا بمفردها، فانكم والاوروبيون ستقولون :انظروا.. ها ان تركيا التي تريد الانضمام الى اوروبا تجتاح بلدا مجاورا. لكن اذا اتوا مع الاميركيين فستقولون :هؤلاء المجانين الاكراد يقاتلون التحالف».

ولمواجهة تدخل تركي يعتبرونه «غير مقبول» لكن يبدو حتميا في نظرهم يود عدد من المسؤولين الاكراد تدخل فرنسا.

وفي هذا الصدد اكد عبد الرحمن «نحن مرتاحون للموقف الفرنسي ولكننا ما زلنا بحاجة لنفوذ جاك شيراك لمواجهة التهديد» المتمثل بتدخل عسكري تركي.

واضاف «ان على فرنسا ان تدافع عن (ازالة) اسلحة الدمار الشامل وانهاء الدكتاتورية وعدم احتلال كردستان» من قبل الجنود الاتراك.

وقال ايضا مسؤول طلب عدم ذكر اسمه «نحن نريد فرنسا هنا» بينما اكد آخر «بالنسبة للفرنسيين فانه من الافضل ان يكونوا طرفا هنا من ان لا يكونوا. هنا الناس يقولون: حتى وان كانوا على خلاف مع الولايات المتحدة نود ان لا يتركونا نعاني من العواقب التي قد تنجم عن دخول الجيش التركي الى كردستان».