مصادر عراقية: صدام حسين سيلتقي أعضاء اللجنة السداسية العربية بعد عودتهم من نيويورك

TT

أبلغت مصادر عراقية مسؤولة «الشرق الأوسط» امس أن الرئيس العراقي صدام حسين سوف يجتمع في نهاية الأسبوع الجاري مع أعضاء اللجنة السداسية الوزارية العربية التي شكلتها القمة العربية، لمناقشة الاتصالات التي أجرتها اللجنة مع عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول التطورات الراهنة في الأزمة العراقية، وكيفية تفادى تعرض العراق لضربة عسكرية وشيكة.

واضافت أن الرئيس العراقي رحب باستقبال اللجنة التي تضم في عضويتها وزراء خارجية مصر وسورية والبحرين وتونس ولبنان بالاضافة الى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، للاستماع الى الرسالة التي تحملها من القمة العربية، وتقييم اللجنة لنتائج الاجتماع المهم الذي عقدته أول من أمس مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول بشأن الأزمة العراقية.

وجاء تأكيد المصادر العراقية أن الرئيس العراقي سوف يجتمع مع أعضاء اللجنة ليقطع الطريق على شائعات زعمت أن اللجنة لن تتمكن من لقاء الرئيس العراقي بسبب استياء بغداد من المبادرة التي طرحها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على القمة العربية اخيرا، والتي تدعو الرئيس العراقي وكبار معاونيه الى التنحي والخروج من العراق مع ضمانات بعدم الملاحقة القانونية.

وسيكون هذا هو أول لقاء رسمي من نوعه يعقده الرئيس العراقي منذ اندلاع أزمة الاحتلال العراقي للكويت في الثاني من أغسطس (آب) عام 1990مع مجموعة من وزراء الخارجية العرب دفعة واحدة، علما بأنه تغيب عن كافة مؤتمرات القمة العربية الستة التي عقدت حتى الآن بسبب ظروف الحصار الدولي المفروض على بلاده.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» ان وجود أعضاء اللجنة في بغداد في حد ذاته «يشكل تطورا نوعيا في علاقات العراق مع الدول العربية، خاصة أنها المرة الأولى التي تستقبل فيها العاصمة العراقية وفدا عربيا رفيع المستوى على هذا النحو».

وخلافا لما تردد حول عدم تمكن اللجنة من عقد لقاء مع الرئيس الأميركي جورج بوش بعدما اعتذر البيت الأبيض رسميا عدم استقبالها قائلا انه من «الأفضل أن تتوجه الى بغداد أولا للقاء الرئيس العراقي»، نفى هشام يوسف الناطق الرسمي باسم الجامعة العربية أن تكون اللجنة قد طلبت في الأساس الاجتماع ببوش أو مستشارته للأمن القومي كوندليزا رايس.

وقال يوسف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «جدول أعمال اللجنة الوزارية العربية السداسية لم يكن يتضمن أي لقاء مع بوش أو رايس، وأعضاء اللجنة عقدوا العديد من اللقاءات المكثفة مع كوفي انان السكرتير العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية عدد من الدول منها الصين وروسيا وفرنسا واليونان بالإضافة الى باول وزير الخارجية الاميركي، ووزير خارجية غينيا الذي يتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي».

واشار الى ان أعضاء اللجنة أكدوا لباول خلال اللقاء الذي دام أقل قليلا من ساعة على ضرورة اعطاء المزيد من الوقت اللازم لاتمام عمل فرق التفتيش الدولية في العراق والاستعداد للعمل الجاد من خلال تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة لتفادي شبح الحرب وإيجاد تسوية سلمية للأزمة العراقية.

وكشفت المصادر العراقية النقاب عن أن الرئيس العراقي سيكرر على مسامع اللجنة التأكيد على أن العراق بذل كل ما بوسعه لتفادي تعرضه لحرب أميركية محتملة، وأنه أبدى تعاونا غير مشروط مع فرق التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة والمكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية، وانه لا يوجد أدنى مبرر لقيام الولايات المتحدة بشن أي عمل عسكري ضد العراق.

وطبقا لمعلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط» فان اللجنة العربية سوف تستبق اجتماعها مع الرئيس العراقي بعقد لقاءات مع طارق عزيز نائب رئيس الوزراء وناجي صبري الحديثي وعدد من كبار المسؤولين العراقيين حول ملفات التعاون مع فرق التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وقال يوسف: «ستحمل الرسالة التي تحملها اللجنة الوزارية العربية الى بغداد الدعوة الى المزيد من التعاون البناء مع فرق التفتيش الدولية ومواصلة التعاون الذي بدأته الحكومة العراقية منذ فترة معها».

ومن المقرر أن يعود عصر اليوم الى القاهرة عمرو موسى بعد اختتام زيارته الى نيويورك التي استغرقت ثلاثة أيام ضمن وفد اللجنة الوزارية العربية السداسية. وقالت مصادر عراقية وعربية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة قد تتوجه الى العاصمة العراقية بغداد على الأرجح قبل نهاية الأسبوع الجاري في إطار المهمة التي أوكلتها إليها القمة العربية الاخيرة.

وتعتزم اللجنة التوجه الى مقر الاتحاد الأوربي في بروكسل لعقد محادثات مماثلة مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وتنسيق المواقف حيال الوضع الراهن في العراق.