المسؤول العسكري لـ «القاعدة» يقدم نصائح للعراقيين حول قتال الأميركيين.. ويوصي بسيارات كورولا

قال إن القوات الأميركية ستعتمد في معركتها على ثلاثة أمور: الحرب النفسية والقصف الجوي ثم التقدم الأرضي

TT

خصص سيف العدل، الضابط المصري السابق المسؤول العسكري لـ«القاعدة» الحلقتين الخامسة والسادسة من سلسلة «تحت ظلال الرماح»، للحديث عن التجارب المستفادة من الحرب العسكرية الاميركية على افغانستان، وجاء عنوان الحلقة الخامسة «الى اهلنا في العراق». فيما ركز في الحلقة السادسة على «عمليات الكوماندوز الاميركي في افغانستان وعلى منزل الملا عمر حاكم طالبان في قندهار». وسيف العدل هو عقيد سابق في القوات المسلحة المصرية في سلاح الصاعقة في اواخر الثلاثينات من عمره، ويعرف كذلك باسم إبراهيم المدني، موجود اسمه على قائمة اخطر المطلوبين في العالم، والتي تشمل كبار قادة «القاعدة» الذين تريدهم الولايات المتحدة، «موتى او احياء»، وقد رصدت المباحث الاميركية 25 مليون دولار لمن يرشد عنه. والعدل مطلوب من قبل السلطات الاميركية لاتهامه في قضية تفجير سفارتي اميركا في شرق افريقيا في نيروبي ودار السلام في 7 اغسطس (اب) 1998. وسلسلة «تحت ظلال الرماح» هي دعوية تربوية، وسياسية، وعسكرية يصدرها تنظيم «القاعدة» وقدم لها سليمان ابو غيث المتحدث الرسمي باسم «القاعدة» الذي نزعت جنسيته الكويتية قبل اكثر من عام.

ورسالة سيف العدل، المسؤول العسكري لـ«القاعدة» الى الشعب العراقي، الهدف منها تعريف العراقيين باسلوب الاميركيين في القتال. وقال سيف العدل، من واقع خبرته في الحرب الاميركية على افغانستان فان القوات الاميركية ستعتمد في حربها على ثلاثة موضوعات رئيسية وهي: الحرب النفسية، والحرب الجوية ثم التقدم الأرضي. واوضح ان المعركة الاميركية هي معركة نفسية تعتمد على الإعلام وسحر الميكرفون، فإدارة الحرب وكما نرى هذه الأيام تبدأ في بث وطرح موضوعات تتعلق بالحرب وأسلوبها، والأسلحة المستخدمة فيها، والفترة الزمنية التي تستغرقها، كما تقوم بإلقاء أطنان من المنشورات، تتبجح فيها وتأمر وتنهى وكأنها ملكت الأمر، فتقوم بتهديدات مستمرة للقيادات ومطالبتها بالاستسلام، كما يحرص العدو على إفساد الوسط المحيط بخصمه ببذل المكافآت السخية لمن يقتل القائد الفلاني أو يدل عليه، بل وتطرح أيضا شكل النظام القادم ومن هي شخصياته ويستمر الطرح ممثلا نوعاً من الإرهاب على إدارة الخصم بحيث تحاصره معنوياً، وللأسف فإن الإعلام العربي أحد وسائل هذه الحرب النفسية بكافة أشكاله.

واشار الى ان الحرب النفسية لاقت نجاحا في بعض جوانبها في أفغانستان بسبب عدم وجود الحملة المضادة للحرب النفسية بكافة وسائلها، وتمثل أبرز نجاحات الحملة الإعلامية في الدور الذي مارسته إذاعة الـ«بي بي سي» الناطقة بالبشتو في الحرب، فنظراً لعدم وجود إذاعة واسعة الانتشار للطالبان وندرة الاتصالات بين المجموعات في المناطق المختلفة انفردت هذه الإذاعة الخبيثة بالساحة الأفغانية وروجت كماً هائلاً من التزييف والأكاذيب عن معارك وهمية ووضعت لها نتائج كسرت بها الإرادة القتالية لمقاتلي تلك المناطق، مما أفقد صف طالبان اتزانه وتسببت في كثير من الانحيازات التي لم يكن لها أي مبرر. وقال ان الحملة الاميركية فشلت في باقي الجوانب ومن أهمها فشلها الذريع في إفساد الوسط الافغاني، وأكبر دليل على هذا هو فشل العدو الاميركي في القضاء على قيادات طالبان و«القاعدة»، وما زلنا نحيا بينهم رغم المكافآت المهولة والتي وصلت إلى خمسة وعشرين مليون دولار مقابل رأس بعض الاخوة.

ووجه نصيحته الى العراقيين بإنشاء الخنادق المسقوفة بأكثر من مدخل، داخل حدائق البيوت لتلافي القصف أو سقوط الحجارة وسد المداخل، هذا بالنسبة لسكان المدن أو المناطق المتوقع حدوث قصف لها، أما المدافعون عن المدن فألف باء العسكرية يبدأ بحفر الخندق، ولكن تكمن العبقرية في تحديد المكان الذي ينشأ فيه الخندق بحيث يؤدي مهمته الدفاعية على أكمل وجه. كما أن القتال في المناطق المكشوفة دون وجود غطاء جوي أو حتى وسائل دفاع جوي جيدة، مقامرة كبيرة ويجب على المدافع التستر بالمناطق الوعرة فغابة المباني بالمدن تعرقل حسابات العدو، وكذلك المناطق المزروعة تساعد في إخفاء الموقع وتيسر أعمال الكمائن لأي وحدات برية مهاجمة.

أما النصيحة الثانية فهي أن يتم التدريب على أعمال الاستطلاع والكمائن والإغارة والعمل بالمجموعات الصغيرة. وبالنسبة للحرب الجوية قال سيف العدل، الجندي الاميركي لا يصلح للقتال البري، هذه الحقيقة يعرفها قادة «البنتاغون» كما نعرفها نحن وكل من اشتبك معهم، ودعاية هوليود لا يمكن أن تنجح في ميدان القتال الحقيقي، ولهذا السبب وأسباب أخرى تعمد القيادة الاميركية إلى العمل من خلال القوات الجوية والقصف الصاروخي لإخلاء الأرض من أي مقاومة تمهيداً لتقدم القوات البرية. واضاف: بلغ عدد الصواريخ التي قصفت في الليلة الأولى من الهجوم على افغانستان أكثر من أربعمائة صاروخ متنوع على مجمع سكني لـ«القاعدة» تم إخلاؤه قبل الحادي عشر من سبتمبر، هذا القصف دمر ربع المساكن (20 بيتاً) بنسب متفاوته.

واشار الى ان القصف الاميركي استهدف عدداً من المباني ذات الصفة الإسلامية والعسكرية فقصفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قصف مبنى إدارة شؤون الحج، وقصف عدد من المستودعات الغذائية، كما تم قصف عدد من بيوت قيادات القاعدة وطالبان، وأسفر هذا القصف عن وقوع العديد من الخسائر البشرية في صف الشعب الأفغاني، كما قتل عدد من المجاهدين العرب من الرجال والنساء والأطفال بلغ اجماليه (34 منهم 26 رجلاً و6 نساء وطفلان).

وقال ان القصف الاميركي على النقاط الدفاعية في قندهار لم ينجح في إحداث أي أثر سواء للموقع وما فيه من أسلحة أو حتى للأفراد المرابطين به، وبالطبع لم تكن القوات الاميركية البرية لديها نية للدخول إلى قندهار بعد ثلاث تجارب مريرة لُقنت فيها دروساً في فنون القتال البري (عملية بيت أمير المؤمنين بقندهار ـ عملية مطار سفار جنوب قندهار ـ عملية على معسكر المجاهدين البلوش في جبل ملك بالقرب من حدود أفغانستان الجنوبية مع باكستان). واشار الى ان القوات الاميركية استخدمت كل ما تصل إليه يداها من أسلحة، فظهرت في سماء قندهار طائرات الـ«بي 52» وألقت القذائف ذات السبعة أطنان، ومشطت منطقة القتال بكل ما وصلت إليه تكنولوجيا العصر من مقذوفات ذكية وغبية وصواريخ كروز والقنابل متعددة الأطنان، وكانت طائرات الهليكوبتر والجيت وسي 130 وبي 52 تتناوب سماء قندهار خلال الأربع والعشرين ساعة في حملة محمومة، لم تهدأ ليلاً أو نهاراً، فكانت نتائج هذه الفترة كالأتي: مقتل عدد من الاخوة المجاهدين يقدر بـ22 مجاهدا، وضربت لنا فيها عدد من السيارات ودبابتان، ولم يفلح العدو البري في التقدم شبراً واحداً على الأرض.

وقال ان آخر موضوع في الحرب الاميركية سيكون التقدم البري للجندي الاميركي والذي استعاضت عنه في قندهار بعد فشله الذريع في عمليات بسيطة بالمقاتل الأفغاني الباقي من مخلفات الشيوعيين ومن المرتزقة المجندين بالمال والمتمثلة في قوات جل أغا «حاكم قندهار» الحالي.

* السيارات «تويوتا كورولا» للهرب

* وقال فكرة استخدام السيارات «تويوتا كورولا» كانت من أروع الأفكار والتي أثبتت كفاءة وقدرة على المناورة والخداع ومارست أعمالاً غير عادية طوال فترة المعركة مع الأميركيين، وكنا نتندر بأن اليابانيين لو شاهدوها لسجلوا لها إعلانات فقد كانت رائدة في الأراضي السهلة كما كانت سلسة المناورة في المناطق الجبلية، كانت سريعة وخفيفة وتتسع لطاقم من أربعة بكامل مهماتهم العسكرية، ولم ينتبه العدو لاستخدامنا لها كما لم تتعرض معظمها لقصف مباشر. وأضاف اتفقنا مع طالبان على إيقاف إطلاقات جميع الرشاشات المضادة للطيران بسبب أن هذه الطائرات خارج المدى من طرف ومن طرف آخر تقوم هي بتحديد موقع الرشاشات ومن ثم قصفها والخطة عندنا تفويت هذه الفرصة على الطائرات، وترتيب استخدام أسلحة الدفاع الجوي من صواريخ سام7 وستنغر والشلكات والرشاشات الأخرى على سيارات بحيث تكون كافة المضادات الجوية لدينا محمولة وغير ثابتة في موقع ونحسن تمويهها وننتظر حتى تأتي الطائرات الهليكوبتر وفي حالة هبوطها في أي محاولة للإبرار ساعتها ننقض بكل الأسلحة عليها، وقد فاجأنا العدو بذلك وأسقطنا له طائرة عندما حاول اقتحام بيت أمير المؤمنين، ومن المفيد أن نقول أن صاروخ سام7 لم يكن مفيداً أبداً.