المراسلون الصحافيون «يبنون» مدينة خيام على مبنى وزارة الإعلام العراقية لتغطية الحرب

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: يبعث تغريد زوجين من فرخ اليمام من داخل قفصهما قليلا من البهجة في نفوس سكان الخيم التي اقامها المراسلون الاجانب على سطح وزارة الاعلام العراقية في بغداد بانتظار الحرب المحتملة على العراق.

وتنفس المدافعون عن العصافير الصعداء. ان فرخ اليمام هو فقط لاضفاء بعض البهجة على المكان وليس لاعطاء اشارة الانذار في حال حصول هجوم كيماوي.

وقال برونو بيكمان المنتج التلفزيوني «البعض يسأل ما اذا كان الهدف من وضع العصفورين هنا اعطاء اشارة الانذار في حال حصول هجوم كيماوي، لان العصافير تموت قبل غيرها في حال حصول هجوم كيماوي او بيولوجي».

واوضح ان العصفورين جاك وجيل بلونهما الاخضر والاصفر احضرا الى هذا المكان للتخفيف من كآبة المكان الذي غلب على ديكوره الاسمنتي والشرائط الكهربائية والمولدات الكهربائية والصحون اللاقطة الموزعة في المكان.

وقد اطلق الصحافيون على الخيم التي اقيمت على سطح وزارة الاعلام اسم «مدينة الخيم». وهي تقع على سطح البناء الرسمي المؤلف من طبقات عدة والذي يقع على تقاطع طرقات عدة تشهد ازدحام سير خانق.

وقف الشاب الايطالي القوي البنية لورنزو كريمونوزي من صحيفة «كورييري ديلا سيرا» في وسط المكان يتلفت في كل الاتجاهات عله يجد مكانا يستطيع فيه نصب خيمته.

وقال كريمونوزي «لن يكون من الصعب على شخص مثلي اعتاد العيش في ظروف صعبة نصب خيمة هنا. لقد خيمت في جبال الهيملايا وجبال الالب» واضاف «لن يكلفني مكتبي هنا اكثر من مائة دولار». ولا يخلو المكان من الخطورة مع ان الحرب لم تبدأ. اذ يجب تجنب التعثر والسقوط وسط كيلومترات الكابلات الكهربائية وخصوصا عدم المرور امام الكاميرات خلال التصوير.

ومدينة الخيم لا تنام. وبين خبر وخبر يجلس الصحافيون والتقنيون في خيامهم وحولها لاحتساء بيرة او يسعون للاستفادة من الشمس لكسب لون برونزي مثل السياح او مناقشة امور الحرب والسلم.

والجو على سطح وزارة الاعلام عائلي الى حد ما يتعايش فيه اناس من كل الجنسيات لا يبدو ان صراع الحضارات قد طاولهم.

وبالامكان ملاحظة جنسية صاحب الخيمة من طعامه او من اثاث خيمته. فالرفوف داخل الخيمة تحتوي على انواع من الاطعمة تدل على جنسية صاحبها.

الصحافيون العرب يفرشون البسط الشرقية في خيمهم والاميركيون يفضلون اغراض البحر البسيطة اما الصينيون فلا ينسون روزناماتهم المميزة.

وقال المنتج الفلسطيني احمد سيف «قبل اشهر كانت خيمتنا صغيرة الا اننا وسعناها واقتدى بنا الجميع بعد ذلك حتى تحول السطح الى ما يشبه مخيم لاجئين». واضاف «بالطبع ان هذه الخيم لن تحمينا من الصواريخ الا اننا وضعنا صفائح من الحديد على سطحها لمنع الرصاصات الطائشة من اصابتنا».

اما مراسل التلفزيون الاسباني «تي. في. اي» فيقول متفائلا ان مدينة الخيم هذه يمكن ان تختفي فورا لدى الاعلان عن ان الحرب لن تقع.