واشنطن تبحث مع أنقرة فتح الأجواء التركية لطائراتها الحربية والبديل سيكون الانطلاق من حاملتي طائرات في البحر الأحمر

TT

قال مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أمس ان البنتاغون طلب من تركيا السماح للطيران الاميركي الحربي باستعمال مجالها الجوي بعد أن رفض البرلمان طلبه السابق لنشر قوات اميركية على الاراضي التركية. ويعتبر حصول الطيران الاميركي على حق اجتياز المجال الجوي التركي في اي مهام قصف الاهداف العراقية عاملا دقيقا في خطط الحرب الاميركية، سواء وافق البرلمان التركي على نشر القوات الاميركية البرية أم لم يوافق.

ويعترف مسؤولون في البنتاغون أن رفض انقرة السماح للطائرات الاميركية باجتياز مجالها الجوي من شأنه أن «يعقد جديا» خطط الحرب الاميركية. ففي حال اندلاع الحرب، يفضل البنتاغون أن تنطلق الطائرات الحربية الاميركية من فوق سطح حاملتي طائرات ترسوان حاليا في مياه البحر المتوسط لتقطعا المجال الجوي التركي في طريقها لقصف الاهداف العراقية.

وإذا ما رفضت تركيا السماح للطائرات الاميركية باجتياز مجالها الجوي ، فإن على حاملتي الطائرات «ثيودور روزفلت» و«ترومان» اجتياز قناة السويس الى البحر الاحمر لتنطلق طائراتها من هناك ومن نقطة تبعد مئات الاميال عن العراق.

وكان سفير تركيا في واشنطن، فاروق لوجوغلو، قد كشف ان الولايات المتحدة وتركيا تجريان محادثات اولية بشأن فتح المجال الجوي التركي امام الطائرات الاميركية لشن حرب على العراق.

ومن شأن تأمين حقوق الطيران فوق تركيا تسهيل نقل القوات والمعدات الاميركية جوا الى شمال العراق لتكون قاعدة انطلاق للغزو رغم ان واشنطن ما زالت تأمل ان يؤيد البرلمان التركي اتفاقا اوسع نطاقا يسمح لنحو 62 الف جندي اميركي باستخدام القواعد التركية.

وقال لوجوغلو ان الاتفاق القائم الذي يسمح للطائرات الاميركية باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في تركيا لمراقبة منطقة حظر الطيران في شمال العراق لا يمكن ان تكون جزءا في اي هجوم على العراق.

وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي: «كل الطلبات، سواء المتعلقة بالقوات الجوية او البرية او فتح المجال الجوي، متعلقة بموافقة البرلمان».

ورغم الوعود بمليارات الدولارات من المساعدات لم يوافق البرلمان التركي حتى الآن على نشر القوات الاميركية لكن تزايد الضغوط السياسية والمالية من المتوقع ان يؤدي الى اجراء تصويت آخر.

وحذر الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الاميركية انقرة من ان رفض البرلمان السماح بنشر القوات الاميركية «يمنع القوات التركية من الخروج من تركيا» لتأمين منطقة عازلة في شمال العراق لوقف تدفق اللاجئين ومنع تسلل مقاتلين اكراد.

وقال لوجوغلو انه ليس من المعروف بعد متى يمكن ان يعيد البرلمان التصويت على نشر القوات وحث واشنطن على «الصبر» حتى يشكل طيب اردوغان زعيم الحزب الحاكم الحكومة الجديدة.

واشار الى انه ليس من الواضح بعد كيف ستتصرف الحكومة من دون المساعدات الاميركية التي قد تشمل قرضا قصير الاجل قيمته 8.5 مليار دولار من الخزانة الاميركية مباشرة. وأبلغ الصحافيين في واشنطن «تركيا لديها حجم كبير من الدين الخارجي وتحتاج لسداد مستمر لخدماته. واعتقد ان القرض المؤقت يهدف الى تعزيز قدرة تركيا على الوفاء بالتزاماتها المالية». وأضاف السفير «ماذا لو لم نحصل عليه. هذا امر يرجع للحكومة التركية. فهي المسؤولة عن البلاد. لا اعرف كيف سيدبرون امرهم لكني واثق انهم بحثوا البدائل».

واشار لوجوغلو الى ان محادثات فتح المجال الجوي ما زالت حتى الآن اولية بطبيعتها. وقال ان «الولايات المتحدة لم تطلب رسميا بعد من تركيا اذنا بفتح اجوائها او اي شيء آخر يتعلق بذلك ويجري بحث هذه الامور بشكل استكشافي وبشكل غير رسمي، لكن لم نصل الى ذلك بعد». واعتبر انه فور التوصل الى اتفاق يجب ان تسعى الحكومة التركية للحصول على موافقة البرلمان «ويمكن ان يجري التصويت على ذلك في اطار التصويت على نشر القوات او كإجراء مستقل».

واذا غير البرلمان موقفه وفتح القواعد التركية والمجال الجوي امام القوات الاميركية للغزو فان الرئيس الاميركي جورج بوش سيطلب من الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون تقديم مساعدات مباشرة تقدر بنحو ستة مليارات دولار، منها اربعة مليارات تضمن الحصول على قروض تبلغ قيمتها 24 مليار دولار. وفي بادئ الامر ستقدم الولايات المتحدة قرضا مؤقتا من الخزانة الاميركية قيمته 8.5 مليار دولار.

ومن شأن اجراء تصويت جديد في البرلمان تمهيد الطريق كذلك امام القوات التركية للتحرك في شمال العراق للانتشار في منطقة عازلة تمتد 20 كيلومترا والتحوط لأي محاولة من جانب اكراد العراق لتأسيس دولة لهم. وقال رامسفيلد ان زعماء تركيا «لا يريدون قيام دولة منشقة وهو ما لا نريده نحن ايضا».

وقال مايرز انه ايا كان ما سيتوصل اليه البرلمان التركي فان واشنطن ستكون مستعدة لنشر قوات هجومية في شمال العراق.