بلير يؤكد عزمه على البقاء «حازما» مع صدام حسين رغم تصريحات رامسفيلد عن مهاجمة العراق بدون مشاركة بريطانيا

انتقد التهديد الفرنسي ـ الروسي باستخدام «الفيتو» ووزير دفاعه لمح إلى إمكانية الحرب بموجب القرار 1441

TT

سعت لندن الى التقليل من اهمية الخلاف بينها وبين واشنطن اثر تصريحات وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اول من امس بأن الولايات المتحدة يمكن ان تشن حربا على العراق من دون مشاركة بريطانيا. واكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير انه «عازم على ان يبقى حازما» حول الملف العراقي رغم تصريحات رامسفيلد. كما انتقد بلير روسيا وفرنسا لتهديدهما باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الاميركي ـ البريطاني ـ الاسباني، مؤكدا ان هاتين الدولتين تهددان وحدة الامم المتحدة.

وقال بلير امام مجلس العموم البريطاني «صحيح ان الولايات المتحدة يمكن ان تشن الحرب وحدها» ولكنه اكد انه يعمل «بكل جهده» لطرح قرار جديد بشأن العراق للتصويت في مجلس الامن الدولي. وقال بلير ان المسألة ليست ما اذا كانت الولايات المتحدة ستذهب الى الحرب بمشاركة بريطانيا او عدم مشاركتها، بل ان المسألة هي اذا ما كانت الامم المتحدة ستفرض على صدام حسين الايفاء بطلباتها بالتخلي عن اسلحة الدمار الشامل. وقال بلير «ان اسوأ شيء ممكن ان يحدث هو ان يتحدى (صدام) ارادة (الامم المتحدة) وألا يتم اتخاذ اي عمل». وفي انتقاد ضمني لفرنسا وروسيا، قال بلير «آمل اليوم ان تعيد الدول التي تعلن استعدادها لاستخدام حقها في الفيتو ايا كانت الظروف، النظر (في موقفها)، وان تعي انها بالاقدام على ذلك لن تعرض نزع سلاح صدام حسين وحده للخطر وانما في الواقع وحدة الامم المتحدة».

واستبعد بلير من جديد الاقتراح المقدم من فرنسا، المدعومة خاصة من روسيا والمانيا، لاعطاء المزيد من الوقت لعمليات التفتيش في العراق. واضاف ان «فكرة ترك الجنود البريطانيين والاميركيين هناك (في الخليج) لاشهر، مع جدول زمني مفتوح بدون الاصرار على نزع سلاح صدام، لن ترسل لصدام رسالة ضعف فحسب وانما ستعتبر ايضا رسالة ضعف في جميع انحاء العالم». واكد بلير ان البحث عن «تسوية» في مجلس الامن «امر معقد لا سيما عندما تقول دولة انها ستصوت ضده مهما كانت الظروف». وينتشر حوالي 42 الف عسكري بريطاني في الخليج تمهيدا لشن حرب على العراق. وتصدرت الازمة العراقية المحادثات التي اجراها رئيس الوزراء البريطاني مساء امس في لندن مع المستشار الالماني جيرهارد شرودر الذي يعتبر ايضا من ابرز المعارضين للموقف الاميركي ـ البريطاني من الازمة العراقية.

الى ذلك، نفى وزير الدفاع ان تكون لندن قد غيرت موقفها وتعتزم ترك الولايات المتحدة تذهب وحدها للحرب بدون قرار جديد. وحول ما اذا لم يتم التوصل في مجلس الامن الدولي الى تبني قرار ثان جديد حول العراق، قال هون في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» امس ان بريطانيا «قالت بوضوح ان القرار 1441 يعطي فرصة اخيرة لصدام حسين والمجتمع الدولي لنزع اسلحة العراق». واوضح ان القرار «يشير بوضوح الى ان العراق اذا لم يغتنم هذه الفرصة الاخيرة فانه سيتعرض الى عواقب وخيمة». وحول ما اذا كان ذلك يعني ان بريطانيا ستشارك في الحرب بدون قرار جديد، اجاب هون «انه ممكن جدا قراءة القرار 1441 بهذا المعنى».

وحول التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الاميركي، قال هون ان «هناك سوء فهم» لما قاله رامسفيلد. واضاف «نحن لسنا بعد في موقف» بات فيه قرار ثان يخول اللجوء الى القوة ضد النظام العراقي مرفوضا في مجلس الامن الدولي، مشيرا الى ان بريطانيا تضاعف جهودها من اجل التصويت على نص جديد. واوضح هون ان «الذي قاله (رامسفيلد) بوضوح كبير هو ان له كل الحق في الاعتقاد انه ستكون هناك مشاركة مهمة من جانب بريطانيا» في حال اندلاع الحرب.