سعود الفيصل يدعو العراق لاتخاذ «خطوات دراماتيكية» لتجنب الحرب

أعلن أن السعودية رصدت 100 مليون ريال لبناء مخيمات للاجئين داخل العراق

TT

دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أمس القيادة العراقية إلى اتخاذ «خطوات دراماتيكية»، إذا ما أرادت تجنب الحرب، مشيرا إلى أن الانقسام الحاصل حاليا في مجلس الأمن الدولي قد يشعل الفتيل الذي سيؤدي إلى هذه الحرب. ولمح الى أن القوات السعودية قد تشارك في الحرب المتوقعة على العراق إذا كان هناك إجماع دولي على قرار الحرب، أو في حال حدوث اختراقات عراقية للأراضي السعودية.

وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي عقده أمس في جدة، «إن المتابع للمأساة التي تحدث هذه الأيام في الأمم المتحدة يستطيع أن يلمس أن مجلس الأمن وبشكل أساسي وهو المطالب بمعالجة قضية العراق، انساق في خلافات جانبية تبدو وكأنها بين الدول دائمة العضوية، مما يعني أنه حاد عن مسؤولياته تجاه الأمن والسلم الدوليين إلى معالجة التوازن بين هذه الدول».

وأبدى الوزير السعودي الذي بدا متشائما، تخوفه من أن يؤدي الانقسام الحاصل بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إلى التعجيل في اتخاذ قرار الحرب أكثر من أي وقت مضى، مشيرا الى أن اللجنة العربية التي زارت نيويورك اخيرا أكدت أن الخلافات بين الدول دائمة العضوية أثرت على روحية النقاش وإمكانية التعامل مع القضية العراقية. وشدد على أن القيادة السعودية تعمل على أن لا تكون هناك حرب، ولكن هذا لا يمنع اتخاذ كافة الإجراءات التي تفترض أسوأ السيناريوهات، وبالتالي تضع الإجراءات الكفيلة بحماية أمن أراضيها واستقرارها ومصالح شعبها، مع توقع نتائج هذه الحرب، وأخذ الاحتياطات لعمل ما من شأنه أن يخفف وطأتها، ليس فقط على المنطقة ولكن بشكل رئيسي على الشعب العراقي.

وفي هذا الصدد أكد الوزير السعودي أن على العراق «اتخاذ خطوات دراماتيكية» نحو تطبيق قرارات الأمم المتحدة إذا ما أراد تجنب الحرب، مشيرا إلى ان هذه الخطوات تتمثل في الرد على الأسئلة الواردة في تقريري هانس بليكس ومحمد البرادعي رئيسي فرق التفتيش. وشدد على أن الحرب في حال اندلاعها ستكون مدمرة، وستخلف مأساة بشرية في الجانب العراقي، ولذلك ستشارك السعودية بالتنسيق مع المنظمات الدولية في بناء مخيمات داخل الأراضي العراقية، على أن تديرها قوات أجنبية، حيث لن يسمح للعسكريين أو المدنيين السعوديين بالدخول إلى الأراضي العراقية إلا بموافقة من الحكومة هناك. وأضاف أنه تم رصد نحو 100 مليون ريال (اكثر من 25 مليون دولار اميركي) لتغطية نفقات هذه المخيمات، على ان تتم الاستعانة بخبراء دوليين للإشراف عليها، كون اللاجئين سيكونون قادمين من ساحة معركة لا يعرف أي أسلحة استخدمت فيها. واعلن وزير الخارجية السعودي عدم معرفته بما تخبئه حقيبة دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي الذي سيزور السعودية الأسبوع المقبل، مفيدا بأن الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على جميع التساؤلات التي تدور في ذهن الجميع. وفي شأن آخر وصف الأمير سعود الفيصل العلاقات بين بلاده وليبيا بأنها «عادت إلى وضعها السابق»، وقال «ان المياه عادت إلى مجاريها، وهناك اتصالات تمت في ما بيني وبين وزير الخارجية الليبي».

وأعلن الامير سعود الفيصل ان الرياض ستتعامل بشكل «طبيعي» مع أي نظام جديد في العراق قد يخلف نظام الرئيس صدام حسين. وقال ردا على سؤال حول طريقة تعامل السعودية مع نظام جديد قد يخلف النظام الحالي في العراق «التعامل مع نظام عراقي يأتي في العراق بعد صدام طبيعي، وستتعامل معه السعودية على هذا الاساس».

وشدد الامير سعود الفيصل على ان السعودية لم تتصل قط بالمعارضة العراقية.

وعن احتمال مشاركة بلاده في الحرب، في حال كان هناك قرار دولي بذلك قال: «ان ذلك لن يحصل الا اذا كان هناك قرار من الشرعية الدولية ومبني على اختراقات كبيرة تشكل تهديدا للمملكة»، مضيفا «الا ان هذه الامور غير متوفرة».

واشار وزير الخارجية السعودي الى ان القوات الاميركية الموجودة في السعودية ستخفض بعد انتهاء الحرب، وقال: ان وجود هذه القوات في المملكة قديم واذا هدأت الامور وادرك البلدان انه لا حاجة الى مثل هذا النوع من العمليات فانه يفترض ان هذه القوات سوف تخفض اعدادها، ولكن سيتم التوصل الى ذلك من خلال اتفاق ودي مشترك.