مسؤول روسي لـ«الشرق الأوسط»: موسكو لن تجيز استخدام القوة والحرب تهدد بانتشار المزيد من أعمال الإرهاب

TT

اكد يوري فيدوتوف نائب وزير الخارجية الروسي المسؤول عن الملف العراقي في مجلس الأمن في حديث الى «الشرق الأوسط» عزم موسكو على مواجهة أي قرار جديد في المجلس يجيز الحرب ضد بغداد، حتى لو اقتضى الأمر لجوء روسيا الى استخدام حق النقض (الفيتو)، ولكنه اعرب عن استعداد موسكو للنظر في أي تعديلات قد تطرح على مشروع القرار الاميركي ـ البريطاني المعروض الآن للتداول بين الدول الاعضاء في المجلس. ورجح فيدوتوف ان تسفر الاتصالات المباشرة على مستوى الرؤساء الى جانب الحوارات الدبلوماسية في مجلس الأمن عن تراجع اصحاب مشروع القرار عن فكرة طرح هذا المشروع الى التصويت. وقال: «هناك من يقول ان تعديلات ستطرأ على هذا المشروع، ونحن بطبيعة الحال على استعداد لمناقشة هذه التعديلات. لكننا نؤكد ان موقف روسيا يظل دون تغيير وإن كنا لا نرى أية ضرورة لاتخاذ قرار جديد عن مجلس الامن. فقد تحددت الصلاحيات الخاصة بالمفتشين الدوليين بشكل واضح، ومن الواجب العمل من اجل دعم نشاطهم في العراق. اما عن محاولات طرح قرارات ترقى الى مستوى الانذارات وتفتح الطريق تلقائيا امام الحرب، فان روسيا سوف تتصدى بكل حسم لمثل هذه المحاولات».

وردا على سؤال حول الظروف التي يمكن ان تقدم روسيا فيها على التصويت في مجلس الامن مع اي قرار جديد حول العراق، قال فيدوتوف «نظريا يمكن القول بوجود مثل هذه الفرضيات، لكنها ليست مرتبطة باصدار قرار جديد يمكن ان يفتح الضوء الاخضر أمام الحرب فى العراق. فاذا قدم هانس بليكس (كبير مفتشي الأمم المتحدة) الى مجلس الامن برنامج عمل يمكن ان يتضمن مهام محورية في مجال نزع السلاح فان القرار 1441 ينص ضمنا على امكانية استصدار قرار جديد يتعلق بتحديد فترة زمنية مرحلية... لكن بعيدا عن أي شبهة من شأنها ان تفتح الطريق امام الحرب».

واعتبر فيدوتوف المطالب بتنحية الرئيس صدام حسين عن السلطة بانها «لا تتفق مع قرارات مجلس الامن». وقال «تغيير النظام شأن داخلي يخص الشعب العراقي وهو المدعو وحده لتقرير هذه المسألة».

وحول العواقب المحتملة للحرب ضد العراق، أكد فيدوتوف «ان العمل العسكري المحتمل ضد العراق يمكن ان يكون خطأ كبيرا نظرا لان خطر الارهاب الدولي لن يتراجع بل على العكس سيتزايد وستظهر بؤر التطرف والعنف، وهو ما حذرنا من مغبته الشركاء الاميركيين. لذا فمن المطلوب اليوم التعاون معا والمضي قدماً صوب الهدف المرجو. ونحن نعمل الآن من اجل نزع سلاح العراق بموجب قرارات الامم المتحدة على ضوء ما تحقق من نجاح على هذه الجبهة». وقال فيدوتوف ردا على سؤال حول أثر الحرب المحتملة على العلاقات الاميركية ـ الروسية «ان اية دولة لا تستطيع العيش بمعزل عن الآخرين، ولذا فان المنفعة عادة ما تكون متبادلة. والعلاقات الروسية ـ الاميركية تتسم بأهمية خاصة اعتقد انها تتجاوز المرحلة الراهنة حيث هناك الكثير الذي يجمع الطرفين. ومن ذلك تنفيذ معاهدة تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية والعمل معا في مجال تسوية الاوضاع في الشرق الاوسط وفي افغانستان الى جانب ما قد يكون في المقام الاول، وهو التعاون في مجال مكافحة الارهاب». وقال «اننا مهتمون بتطوير ودعم العلاقات مع الولايات المتحدة كشركاء ولذا نقول للاميركيين: انكم تخطئون وينبغي عليكم تدارك الخطأ».