بغداد تقلل حصص النفط المخصصة للأكراد

TT

اكد مصدر في الحكومة الكردية المحلية التي يديرها الاتحاد الوطني الكردستاني (السليمانية) ان الحكومة العراقية تعتزم خفض الحصة المقررة من الوقود المجهز لكردستان خلال الشهر الجاري مع اقتراب شبح الحرب على العراق. واعتبر المصدر الاجراء العراقي انتقاميا، مشيرا الى ان هذا التخفيض هو الثاني خلال الأشهر الأخيرة، حيث سبق ان تم خفض نسبة 60% قبل ثلاثة اشهر ما ادى الى حدوث ازمة شديدة في ظل الحاجة الملحة الى وقود التدفئة خلال فصل الشتاء القارس عادة في كردستان.

وسجل سعر البرميل الواحد من النفط الابيض رقما قياسيا حيث وصل الى 380 ديناراً من الطبعة البريطانية اي ما يعادل 45 دولارا حسب اسعار الصرف السائدة داخل كردستان.

وقال المصدر الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» من مكتبه الرسمي، وطلب عدم الافصاح عن اسمه تحاشيا لاثارة السلطات العراقية «ان الكميات التي ترسلها السلطات العراقية تجهز اولا لرؤساء الافواج الكردية الموالية للنظام العراقي والذين يعرفون في الاوساط الشعبية الكردية بـ«الجحوش»، حيث يقوم هؤلاء ببيع الكميات المخصصة لهم الى حكومتي اربيل والسليمانية باسعار تفوق كثيرا اسعار الوقود التي تباع في بقية المدن العراقية».

وعلى الرغم من التحسن النسبي للطقس في كردستان خلال الايام الاخيرة الا ان سعر برميل النفط الابيض بقي بعيدا عن متناول العديد من العوائل الكردية حيث استقر بحدود 300 دينار ، فيما يباع اللتر الواحد من البنزين بدينارين من الطبعة البريطانية.

وتحاول العوائل الكردية، وتحديدا التي تسكن بالقرب من خطوط التماس مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، الحصول على وقود التدفئة بتهريب كميات صغيرة منها لا تتجاوز 20 ـ 30 لترا حيث يباع برميل النفط في هذه المناطق باسعار رخيصة جدا، ولكن الحصول عليها لا يخلو من مخاطر كبيرة وصلت في كثير من الاحيان الى حد التصادم المسلح بين المهربين والقوات العسكرية العراقية التي ترابط في تلك المناطق والتي تطاردهم بدورها للحصول منهم على حصص من الارباح.