تقارير عن حرائق في حقول نفطية قرب البصرة في جنوب العراق وسط قصف أميركي مكثف لأهداف عسكرية في المنطقة تمهيدا للهجوم البري

المتحدث باسم البيت الأبيض يؤكد أن قتل صدام حسين هدف مشروع وقد «يحول دون اتساع نطاق الحرب»

TT

بعدما ايقظتهم الصواريخ والطائرات الاميركية التي استهدفت الرئيس صدام حسين واربعة من مساعديه فجر امس يتحسب العراقيون، وخاصة سكان بغداد، لما هو اسوأ الليلة الماضية فيما كان متوقعا ان تجتاح القوات الاميركية والبريطانية بلادهم من شمال الكويت. وقال مسؤولون عسكريون في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الموجة الاولى من الصواريخ ليست الا بداية المرحلة التمهيدية لـ«عملية الحرية العراقية».

من ناحية ثانية، اشارت تقارير الى اندلاع النيران في حقول نفطية قرب البصرة فيما واصل الطيران الاميركي قصفه لجنوب العراق استعدادا للهجوم البري.

وقالت شبكة تلفزيون «فوكس نيوز» امس ان النيران كانت تشتعل في آبار نفطية خارج مدينة البصرة بجنوب العراق. ونفى وزير النفط العراقي تلك الانباء. ولم تذكر الشبكة التلفزيونية الاميركية اية تفاصيل اخرى في تقريرها الذي جاء بعد ساعات من بدء الغارات الجوية على بغداد. ونفى وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد التقارير القائلة ان النيران تشتعل في آبار النفط قرب البصرة. وذكر التلفزيون الكويتي ايضا ان القوات العراقية اشعلت النيران في عدة آبار نفطية قرب البصرة في حين قالت وسائل اعلام ايرانية ان طائرات اميركية قصفت هذه الابار النفطية.

وافاد مسؤول في «البنتاغون» بأن الطيران الحربي الاميركي قصف اهدافا في منطقة الحظر الجوي في جنوب العراق تحضيرا لتقدم القوات الاميركية والبريطانية المحشودة في الكويت. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان هذه الضربات اتت بعد سلسلة من عمليات القصف التي شنتها طائرات الشبح «اف ـ 117 ستيلث» واطلاق صواريخ عابرة من طراز «توماهوك» استهدفت مسؤولين في القيادة العراقية ورد ان بينهم الرئيس صدام حسين. واوضح ان عمليات القصف هذه شبيهة بتلك التي شنت اول من امس في جنوب العراق واستهدفت المدفعية والدفاعات الجوية وبطاريات الصواريخ أرض ـ أرض. وقال المسؤول ان طلعات الطائرات الاميركية لم تعد «نظريا» محصورة بمنطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه بعد بدء العمليات العسكرية التي اعلنها البيت الابيض ضد العراق.

واعرب المسؤولون الاميركيون عن املهم في ان تنتهي العمليات العسكرية في مرحلتها التمهيدية الاولى وتحقيق الهدف الرئيسي منها دون الدخول في حرب شاملة. وكان مسؤولون اميركيون قد اوضحوا ان هجمات فجر امس بطائرات الشبح «ستيلث اف 117» وصواريخ كروز استهدفت أكبر عناصر في القيادة العراقية وعلى راسهم صدام حسين. وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر ان «القضاء على صدام حسين امر قانوني ومشروع وهذا قد يحول دون اتساع نطاق الحرب».

وبدأ الرئيس جورج بوش نهار امس باجتماع مع نائبه ديك تشيني ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) جورج تينيت لتقييم العمليات العسكرية. وقال فلايشر انه تم ايضا في الاجتماع بحث الخطاب الذي القاه صدام حسين بعد الغارات واشار الى انه من غير الواضح او المؤكد ان صدام هو الذي القاه.

وأكد «البنتاغون» ان اول اهداف المرحلة الاولى من الحرب هو القضاء على صدام ونجليه، عدي وقصي، وانه اذا تحقق هذا الهدف فان العمليات العسكرية تكون حققت هدفها الاساسي.

وقال مصدر أميركي «الاستخبارات الاميركية جاءتها معلومات تدل على سنوح الفرصة لمهاجمة أهداف... ربما تشمل عناصر القيادة العراقية». وأحجم المصدر عن تحديد الاهداف بالاسم مكتفيا بوصفها بأنها «من العناصر الرفيعة جدا في القيادة». وصرح مسؤول أميركي كبير بأن الغارة كان مخططا لها بالكامل. وقال مسؤول آخر ان أحد الاهداف كان مسكنا وليس قصرا على مشارف العاصمة. واضاف «أحذركم من أن تقولوا ان هذا كان مجرد هدف سنح بالمصادفة» واكتشف في اللحظات الاخيرة. واضاف مسؤول اخر "ستشهد الايام المقبلة عددا من الانشطة ولن يكون بعضها ظاهرا.

وقال مسؤول عراقي في بغداد ان الهجمات الاولية استهدفت «مواقع ومنشآت عسكرية». وقال مسؤول عسكري أميركي ان الطائرات الحربية الاميركية ستواصل مهاجمة مواقع الصواريخ وأهداف أخرى بجنوب العراق. واضاف «سنستمر في اعداد جبهة القتال» لهجوم بري كبير من الكويت شمالا باتجاه بغداد.

وحلقت الطائرات الاميركية فوق بغداد وفتحت بطاريات المقاومات الارضية العراقية نيرانها وانطلقت صفارات الانذار من الغارات الجوية بعد 90 دقيقة من انتهاء مهلة الرئيس بوش للرئيس العراقي كي يرحل عن البلاد. وسمعت اصوات صفارات الامان لفترة وجيزة بعد نحو ساعتين ونصف الساعة من الهجوم الاول الا انه بعد دقائق دوت صفارات الانذار من جديد وهزت عدة انفجارات ضواحي بغداد. ويبدو ان الجيش الاميركي سيطر على محطة البث الرئيسية للاذاعة العراقية معلنا ان الحكومة العراقية تتعرض للهجوم. واضاف ان «ذلك هو اليوم المنتظر». واذاعت محطة اذاعية اخرى يديرها عدى الابن الاكبر لصدام اناشيد عسكرية ودعت الشعب للمقاومة قائلة «هذا يومنا. لنبدأ القتال سننتصر وسنموت كلنا شهداء اوفياء.

وتركزت الغارات الجوية والضربات الصاروخية على ثلاثة مواقع في بغداد اضافة الى مواقع اخرى متفرقة من العراق وخاصة في الرطبة والانبار (غرب)، حيث تم استهداف محطة تلفزيون ومخازن للجمارك. ولوحظت ألسنة اللهب وسحب الدخان في موقع قرب نصب الجندي المجهول الواقع قبالة اللجنة الاولمبية العراقية (شرق بغداد) وقرب معسكر الرشيد جنوبا بينما سقط صاروخ على بناية سكنية في منطقة الدورة، حيث يعتقد ان لعدي صدام حسين قصرا، وسقطت صواريخ اخرى على مزارع في نفس المنطقة. وأعلن ان صاروخ الدورة تسبب في اصابة عدد من المواطنين. وتصاعدت اعمدة الدخان الكثيفة من الشرق بعدما ضرب الهدف نفسه على ما يبدو ثلاث او اربع مرات. ودوت انفجارات في وقت لاحق بوسط وغرب المدينة قرب مواقع توجد فيها العديد من الوزارات. ورافقت الانفجارات نيران مدفعية مقاومات للطائرات انطلقت بصورة متقطعة لاكثر من ساعة ونصف الساعة قبل توقف قصير. وكان الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الاميركية في الخليج موجودا في مقر القيادة الاميركية المركزية المتقدم في قاعدة السيلية في قطر لدى بدء الغارات، وفق ما افاد المركز الصحافي في الجيش الاميركي. وشوهدت تسع طائرات اميركية مهاجمة تنطلق من قاعدة العديد الجوية في قطر ورافقتها طائرتان للتزويد بالوقود في الجو. واطلقت من حاملة الطائرات ابراهام لنكولن في الخليج صورايخ «توماهوك». وصرح الاميرال جون كيلي للصحافيين على متن أبراهام لنكولن ان «الغالبية العظمى من الصواريخ التي أطلقت أصابت الهدف. وفشل صاروخ واحد في الانطلاق». وفي وقت لاحق انطلقت طائرات حربية تابعة للقوات البحرية من حاملة الطائرات لكن الاميرال امتنع عن التعقيب على المهام التي تقوم بها. وقال ان «عملية الحرية العراقية» تجري الآن. وأضاف ان جميع السفن المشاركة في العملية أميركية. ومن اوائل الطائرات التي انطلقت من على متن حاملة الطائرات لنكولن وهي واحدة من ثلاث حاملات طائرات في الخليج طائرات من طراز «اف/14 تومكات» وطائرات «اف/ايه 18». وقال اللفتنانت كوماندور جيف بيندر للصحافيين «في الخليج نحن حاملة الطائرات الوحيدة التي تنطلق منها عمليات في الوقت الراهن». واضاف «وحاملات الطائرات الاخرى ستشارك في وقت ما خلال اليوم (امس)... انها كلها عملية الحرية العراقية». وأعلن الاميرال كيلي اندلاع الحرب لافراد طاقم حاملة الطائرات لنكولن عبر اجهزة المخاطبة العامة بعد دقائق من نداءات الايقاظ في الصباح. وقال لافراد الطاقم «العملية تجري الآن. وسنبلغكم بالتطورات». واطلقت اربع سفن حربية اميركية وغواصتان صواريخ «توماهوك» العابرة، كما اعلن ناطق باسم البحرية الاميركية. وقال اللفتننات ويت دولوش ان الطرادتين «يو.اس.اس كوبينس» و«بانكر هيل» والمدمرتين «ميليوس» و«دونالد كوك» والغواصتين «شيين» و«مونبيلييه» شنت الهجوم. وأعلن «البنتاغون» ان ثلاثة صواريخ كروزعلى الاقل من طراز اطلقت من المدمرة قاذفة الصواريخ «يو اس اسدونالد كوك» الموجودة في البحر الاحمر. وقد عبرت «دونالد كوك» التي تصنف من بين احدث المدمرات، اخيرا من المتوسط الى البحر الاحمر مع نحو 12 سفينة او غواصة اخرى يمكنها جميعا ان تطلق صواريخ «توماهوك».