مصادر كردية: جنود عراقيون استسلموا للبشمه ركة و«فرق الموت» تمنع آخرين من الفرار

TT

اكد مصدر كردي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» امس ان عددا من الجنود والضباط العراقيين في خط التماس بين مدينة كركوك الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية ومدينة اربيل الخارجة عن سيطرة بغداد، استسلموا الى السلطات المحلية الكردية في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، بينما قال مسؤول كردي على جبهة اخرى ان «فرق الموت» التي وزعتها السلطات العراقية بين وحداتها العسكرية تحول دون وقوع عمليات فرار جماعية. واكد مصدر مسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني صحة الانباء التي تحدثت عن فرار مجموعات من الجنود والضباط العراقيين، وتحدث عن لقائه بهم، حيث اكدوا له انهيار المعنويات العسكرية للجنود العراقيين وعدم قدرتهم على مواجهة القوات الاميركية.

من ناحية اخرى، قال طارق علي قائم مقام قضاء جمجمال الذي يسيطر عليه الاكراد ان الآمال بحصول عمليات استسلام جماعية للجنود العراقيين قد قلت مع وجود من وصفهم بـ«فرق الموت» الذين يقومون بوقف عمليات الفرار من الجيش ويحافظون على سلامة الجبهة الشمالية.

وأضاف طارق علي، وهو من الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني «في عام1991 وخلال الانتفاضة الكردية، استسلم عدد كبير من الجنود العراقيين بسرعة. وخرج الالاف منهم من مواقعهم وايديهم مرفوعة في الهواء. وكنا نأمل ان يحدث الشيء نفسه هنا». غير انه اضاف «ان المشكلة هنا هو انه لو حاول اي منهم ان يفر فستطلق فرق الموت النار عليه في ظهره».

وقال علي الذي كان يرتدي زي المليشيا الكردية (البيشمه ركة) ويحمل السلاح مثل معظم الرجال الذين بقوا في المنطقة، ان «معظم الجنود هناك هم من المجندين الشيعة من الجنوب، ولذلك فانا اشعر في الحقيقة بالاسف من اجلهم».

واضاف انه لا يعلم بعبور اي جنود عراقيين الى المنطقة الكردية في الايام القليلة الماضية ونفى الشائعات التي تحدثت عن عمليات فرار جماعية ووصفها بانها «اماني واحلام».

وتقع جمجمال على بعد 40 كيلومترا شرق كركوك المدينة الغنية بالنفط.

وتطل مواقع الجيش العراقي على المدينة باكملها. وقد عانى الجنود العراقيون في تلك المواقع خلال اليومين الماضيين من الامطار الغزيرة والرياح الباردة جدا وقد سمعوا عبر الاذاعة بلا شك الانباء عن اول قصف صاروخي على بغداد.

وعلى بعد حوالي 1500 متر كان يمكن رؤية الجنود وهم يسيرون من خندق الى خندق في سلسلة التلال التي لن توفر لهم اي حماية اذا ما تعرضوا لهجوم جوي.

وقال حاكم جمجمال المنتمي للاتحاد الوطني الكردستاني ان القوات العراقية المرابطة هناك عملت خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية على نقل معداتها الثقيلة الى مناطق الغابات وقامت بوضع الالغام بكثافة على الطريق الرئيسية الى كركوك.