نهار هادئ في بغداد بعد جولة القصف الأولى وترقب لهجمات جوية وصاروخية مكثفة

TT

استعد العراقيون امس لليلة اولى من القصف الجوي والصاروخي، بعد ان انتهت غارات الساعات الثلاث التي ابتدأت مع الضياء الاول لفجر امس، والتي تركزت على ثلاثة مواقع في العاصمة بغداد، اضافة الى مواقع اخرى في انحاء متفرقة من البلاد، وخاصة في الرطبة والانبار (غرب)، حيث تم استهداف محطة تلفزيوينة، ومخازن للجمارك.

وبدت بغداد، بعد انتهاء الزخة الاولى من الصواريخ التي تساقطت على شكل دفعات، هادئة ولكنها تتأهب لليل طويل.

ورأت مصادر عسكرية ان الضربة الاولى، فجر الخميس، هي مجرد اشارة لبدء الحرب، وقد املتها عوامل لوجستية، خاصة ان القوات الاميركية والبريطانية تعتمد على العمليات الليلية في حين كان موعد انتهاء مهلة الانذار الاميركي صباحا.

وعلى خلاف ما ذكرت بعض المصادر الاعلامية بان بغداد تبدو (مدينة اشباح )، فان المشاهدة الواقعية تؤكد ان الذين غادروا العاصمة هم اقل من الذين كانوا قد غادروها في حرب 1991، ويرجع ذلك الى ان المدن العراقية، وحتى الحدودية منها، يمكن اعتبارها مناطق حرب .. اضافة الى ارتفاع ايجارات البيوت وتكاليف المعيشة هناك.

وبدت شوارع بغداد للمشاهد نهار امس اقل ازدحاما من أي وقت مضى، ولكن الناس مازالت تتسوق حيث ان بعض المخازن فتحت ابوابها بعد انتهاء الغارات، كما علقت بعض الصيدليات لافتات تعلن انها لن تغلق طوال ايام الحرب.. اما سبب قلة الازدحام فيرجع الى ان معظم الاعمال متوقفة، اضافة الى شحة الوقود ( البنزين ). ومع ذلك فان الكثيرين غيروا اماكن سكناهم الواقعة قرب منشآت عسكرية او «حساسة».

ويستريح حملة الرشاشات ذوو الملابس الخاكية في النهار ليعاودوا الانتشار في المساء حتى الصباح في الشوارع، وخلف المتاريس المقامة من اكياس الرمل، لتبدو المدينة على شكل معسكر كبير، خاصة مع نشر اعداد كبيرة من مضادات الجو (الرشاشات الرباعية) ومدافع 157 ملم الانشطارية في بعض الساحات وعلى سطوح الابنية لغرض حرف مسارات الصواريخ القادمة وربما اصابتها ان امكن.

وعلى العموم .. مازالت بغداد مستقرة، وتنحصر خشية المواطنين في الايام اللاحقة من (الانفلات الامني) ان حدث، مع اشتداد الحرب.

على صعيد اخر تبدو الاوضاع في مدينة البصرة، القريبة من خط النار الاول، مشابهة للاوضاع في بغداد، حسب اتصال هاتفي لمراسل «الشرق الاوسط» مع مواطنين في المدينة الجنوبية، اكدوا في نفس الوقت انهم يسمعون اصوات المدافع على مدى بعيد.

اما اعلاميا فان بث وكالة الانباء العراقية متوقف حتى ساعة اعداد هذا التقرير بعد ظهر امس بتوقيت بغداد، ولم تبث خطاب الرئيس صدام حسين او المؤتمر الصحافي لوزير الاعلام محمد سعيد الصحاف الذي اعلن فيه ان قناة العراق الفضائية توقفت بسبب التشويش عليها من جهات مجهولة في المنطقة الغربية من العراق، ووعد بأن يتم الكشف عن هذه الجهات.