قوات الاستطلاع الأميركية: وحدات محدودة العدد ولكنها تقوم بأكثر المهام العسكرية خطورة في بداية الحرب ونهايتها

TT

أول من دخل الأراضي العراقية من القوات الاميركية، كانت دفعة من جنود المارينز تنتمي الى وحدة استطلاع مقاتلة تقتحم ميدان المعركة وتتوغل عدة أميال قبل القوات الرئيسية. ويقول المسؤولون الاميركيون ان أعضاء القوة الاستطلاعية يعملون في فرق من ستة اشخاص، ويواجهون أكثر المهام خطورة في بداية الحرب. ومن ضمن المهام التي يقوم بها هؤلاء مسح مواقع العدو، واحتلال مواقع النفط والغاز، وارشاد الاسلحة الموجهة باشعة الليزر الى اهدافها وانقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم خلف خطوط العدو.

قال الميجور جيف جاول الضابط التنفيذي لفرقة الاستطلاع الاولى: «هناك أشياء كثيرة جدا يمكن ان تنحرف عن مسارها. وهناك كثير من عناصر العدو من حولك وليس سوى القليل من القوات الصديقة».

وجمعت قوات المارينز في هذه الحرب أضخم قوة استطلاع قياسا بالحروب السابقة. وسيقود حملة اقتحام العراق حوالي 300 من المارينز تحت قيادة فرقة الاستطلاع الاولى بكامب بندلتون، بولاية كاليفورنيا. ويفسر ضخامة العدد هذه المرة الدروس المستقاة من حرب الخليج الاولى عام .1991 فقد لعبت الاخفاقات الاستخبارية والمنازعات على مناطق النفوذ دورا كبيرا في عرقلة المجهود الحربي. وقال احد كبار المسؤولين ان استخبارات المارينز لم يكن أداؤها جيدا أثناء حرب الخليج الاولى. ولكن الوحدات الاستطلاعية لعبت دورا اساسيا في بداية الحرب وفي نهايتها، كما انها تعلمت من الدروس الماضية.

وفي يناير (كانون الثاني) 1991 ادى هجوم مفاجئ على مدينة الخفجي السعودية الى محاصرة فريقين من قوات المارينز الاستطلاعية في المدينة. وقد استطاع الفريقان المقاومة لمدة يومين، وتمكن الجنود من استدعاء وتوجيه الغارات الجوية قبل أن تنجح القوات السعودية باسناد من قوات التحالف في استعادة المدينة. وبعد شهرين من ذلك التاريخ، تمكن فريقان من قوات الاستطلاع من تأمين السفارة الاميركية بالكويت قبل ليلة من تحرير المدينة بواسطة القوات العربية العاملة ضمن قوات التحالف.

ومن المتوقع ان يساعد وضع كل فرق الاستطلاع تحت قيادة واحدة، وهو عكس ما كانت عليه الامور عام 1991، في رفع الكفاءة التخصصية للقوات. كما أن التقدم التكنولوجي خلال العقد المنصرم سيزود القادة العسكريين في هذه الحرب بصورة أكثر وضوحا عن أوضاع الميدان. ويمكن لطائرات تعمل عن طريق التحكم عن بعد، التحليق فوق أراضي العدو وتزويد القوات وطواقم الدبابات بصور حية عن الوضع على الجانب الآخر من ميدان المعركة. ولكن الافراد الذين تنقلهم خلف خطوط العدو طائرات هليكوبتر ستاليون (سي اتش ـ 53)، والذين يختفون هناك لعدة أيام سيلتقطون أشياء عديدة يمكن أن تفوت على آلات التصوير.

وغالبا ما يكون الجنود الذين يختارون لفرق الاستطلاع من قدماء جنود المارينز، من ذوي التجربة القتالية الغنية ومن خريجي مدرسة التدريب التخصصي التابعة للمارينز. وعليهم بالاضافة الى ذلك ان يتلقوا دورة مكثفة في مقاومة الظروف القاسية والهرب في حالة الاسر، وأن يجتازوا امتحانا بعد ذلك.

المهمة العادية لمثل هذا الفريق يمكن أن تحمله الى اراضي العدو مشيا على الأقدام، أو انتقالا بالسيارات، أو إبحارا أو نقلا بواسطة طائرات الهليكوبتر. ويحمل كل رجل من هؤلاء حوالي 200 رطل من المعدات على ظهره. وما دامت المهمة في الصحراء العراقية فان مثل هذه الحمولة تشمل خمسة جالونات من المياه وكمية من الذخيرة وبدلة خاصة للحماية من الاسلحة الكيماوية.

وعندما يجيء الصباح يقوم هذا الفريق بنصب نقطة حراسة ومراقبة ويحفر «مخبأ مموها» عميقا داخل الارض. وخلال اقامتهم التي غالبا ما تمتد اسبوعا أو عشرة ايام، يراقب الفريق منشأة عسكرية معينة او يلقي القبض على جنود أفراد إذا أمروا بذلك.

وبهذه المواصفات فان هذه الفرق قريبة من فرق المهام الخاصة، وهي مثل القوات الخاصة، تتمتع بمميزات متفردة. ويذكر الميجور جاول الحرب الاخيرة عندما اشعل العراق النار في 700 من آبار النفط الكويتية مما خلق كارثة بيئية وصحية، وهو قلق حاليا من ان يقوم «مارق من الجيش العراقي» باستخدام الاسلحة الكيماوية. ويقول بهدوء: «هذا أمر لا يمكن التنبؤ به».

* خدمة «يو إس ايه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»