لحود يبلغ سفير بريطانيا والمبعوث الأوروبي رفض لبنان «العدوان العسكري» على العراق

TT

ابلغ الرئيس اللبناني العماد اميل لحود كلا من السفير البريطاني في بيروت ريتشارد كينشن والمنسق الاوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس «رفض لبنان للعدوان العسكري على العراق» مشيراً الى ان النتائج السلبية التي ستترتب على الحرب ضد العراق «لن تكون آنية ومحصورة، بل ستمتد تفاعلاتها لسنوات مقبلة وستكون تداعياتها على المجتمع الدولي بأسره» وقد استقبل لحود السفير كينشن، امس، واطلع منه على موقف بلاده من المستجدات في العراق. وذكرت مصادر الرئاسة اللبنانية ان كينشن «اكد اهتمام بريطانيا بأزمة الشرق الاوسط وضرورة حلها على اسس تحقيق السلام العادل والدائم والشامل».

وخلال اللقاء اوضح الرئيس لحود للسفير البريطاني«موقف لبنان الرافض للعدوان العسكري على العراق لتجاهله قرارات الامم المتحدة» مشدداً على«عدم اغفال ازمة الشرق الاوسط وضرورة ايجاد حل عادل ودائم لها يرتكز على تطبيق القرارات الدولية». كما استقبل الرئيس لحود أيضا المنسق الاوروبي لعملية السلام ميغيل موراتينوس وابلغه ان لبنان«ينطلق في ادانة العدوان العسكري على العراق من التزامه الدائم قرارات الشرعية الدولية، اضافة الى كون هذه الحرب قد تجاهلت الآلية التي حددها قرار مجلس الامن 1441». من جهته، عرض موراتينوس الجهود التي يقوم بها«لتهدئة الوضع في فلسطين والافساح في المجال امام الخطوات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لاعادة تحريك عملية السلام وفق الآلية التي وضعتها اللجنة الرباعية».

وبعد اللقاء، ادلى موراتينوس بتصريح اكد فيه «تصميم اوروبا على العمل من اجل السلام». واجتمع موراتينوس ايضاً برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود. وادلى بتصريح بعد لقائه الحريري قال فيه: «نريد ان تنتهي العملية العسكرية باسرع وقت ممكن وان نعود الى اطار الامم المتحدة والى وضع تكون فيه معاناة الشعب العراقي بحدها الادنى وان نتمكن من اعطاء الامل بالخروج من هذه الازمة. لكن في الوقت نفسه طبعاً، وهذا هو هدف زيارتي الاساسي للبنان، بعث رسالة مفادها ان الاتحاد الاوروبي قلق خصوصاً بالنسبة لقلب المشكلة في الشرق الاوسط الذي لا يمكن ان نغيب عنه حتى لو ان الحرب في العراق تتطور، فالدبلوماسية تتطور ايضاً على مستوى الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني والاسرائيلي ـ العربي. وأوروبا كانت دائماً مستعدة لاستخدام الوسائل الدبلوماسية والسياسية لايجاد حل».

الى ذلك اجرى امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اتصالاً هاتفياً بالقائم بالاعمال العراقي في لبنان نبيل الجنابي، معلناً تضامنه مع العراق في ما يتعرض له من غزو اميركي ـ بريطاني، معتبراً«ان المطلوب في هذه المرحلة الصعبة وفوق اي اعتبار وقفة عربية واحدة ضد العدو الغازي».

ولفت جنبلاط الى التهديدات والضغوط الاميركية العديدة التي تتعرض لها تركيا والمسؤولون الاتراك لحثهم على اتخاذ قرار بفتح الاجواء امام الطيران الحربي الاميركي«فيما بلاد عربية اخرى وبحجة وجود بطاريات لصواريخ الباتريوت المضادة فتحت الطريق امام الآلاف من القوات الاميركية الخاصة لاستخدام اراضيها».

كذلك اجرى جنبلاط اتصالاً بالسفير التركي جلال الدين كارت وابلغه رسالة تقدير الى الحكومة التركية في مواجهتها للضغوط الاميركية. وقد استذكر جنبلاط احدى المراحل السابقة من التاريخ «ولا سيما ثورة لورنس العربية الكبرى، وكأن التاريخ يعيد نفسه».