الصحافيون المرافقون للقوات الأميركية لا يتلقون معلومات كافية.. وبعضهم لم يتأقلم مع الحياة القاسية

TT

اتخذت حرب «تحرير» العراق بعدا غريبا في الكويت، فمنذ صباح اول من امس، عندما اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش للعالم ان صواريخ «توماهوك» الاميركية قد اطلقت وان الحرب قد بدأت، ظل المراسلون وأفراد مشاة البحرية الاميركية يقضون جزءا كبيرا من اليوم والليل في المخابئ تفاديا للصواريخ العراقية. المعلومات حول الحملة العسكرية ضئيلة بصورة ملحوظة، كما ان المراسلين المرافقين للقوات في الخطوط الامامية لا يتلقون أي معلومات عندما يتعلق الامر بالتفاصيل والاستراتيجيات والاتجاهات والتحركات وحتى الخطة العامة للقادة. ونتيجة لذلك بات بعض افراد مشاة البحرية يضايقون على سبيل المزاح بعض المراسلين الذين باتوا يتابعون شاشات التلفزيون بحثا عن أي اخبار قائلين لهم ان «المراسلين من المفترض ان يأتوا بالاخبار لا ان يشاهدوها». يضاف الى ذلك ان ثمة استياء ازاء التسريبات الاخبارية التي تظهر في بعض الاحيان خلال الاحاديث التلفزيونية. فقد ذكر ضابط سابق في مشاة البحرية الاميركية، وهو نجم تلفزيوني واذاعي الآن، خلال برنامج عام، الاسم الاخير لطيار اميركي ورقمه العسكري، علما بأن هذا الشخص يعلم اكثر من غيره اهمية الحرص على سلامة القوات المشاركة في العمليات، فضلا عن ان ذكر الاسم والرقم العسكري من الاشياء الممنوعة تماما. ويلاحظ ان غالبية المراسلين هنا ليس لديهم اصدقاء اصحاب نفوذ في مواقع مهمة، كما جرى استبعاد 60 مراسلا من برنامج مرافقة القوات بحجة الكشف عن معلومات كثيرة حول القوات. وأشارت انباء الى ان عددا من المراسلين المرافقين للقوات قد بدأوا التخلي عن هذا البرنامج بسبب عدم المقدرة على التكيف مع الحياة القاسية لمشاة البحرية في الصحراء الكويتية.

والموجودون في القاعدة هنا قضوا الـ35 ساعة السابقة وهم يرتدون السترات الواقية من الاسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية، وهي سترات ثقيلة وحارة وغير مريحة في درجة الحرارة المرتفعة في الصحراء.

ودرب الموجودون هنا على ارتداء القناع الواقي من الغازات السامة خلال فترة تسع ثوان من انطلاق صفارات الانذار بغرض إغلاق الوجه والرئتين تماما. ومطلوب ايضا من القوات الموجودة في هذه القاعدة ارتداء احذية مطاطية كبيرة الحجم للوقاية من أي تلوث محتمل بالاضافة الى السترات الواقية من الرصاص والخوذات المعدنية وحمل حافظات المياه. وسرعان ما تمتلئ المخابئ المشيدة من الاسمنت على شكل شبه دائري بالاشخاص هربا من هجوم صاروخي عراقي محتمل. إلا ان الانتظار داخل المخابئ ممل، اذ يسود صمت مطبق ولا يتحدث احد وتتفاوت مواضيع التفكير الصامت والتأمل من الاشياء الروحية الى الدنيوية، او أي شيء يساعد على صرف التفكير عن أي خطر مقبل.