استمرار التكهنات حول «مقتل» أو «إصابة» صدام ونجليه رغم تأكيد بغداد أنهم نجوا من غارات الخميس

TT

استمرت التكهنات امس حول مصير الرئيس العراقي صدام حسين ونجليه، عدي وقصي، الذين اتضح انهم كانوا هدفا للغارات الجوية والصاروخية التي شنتها طائرات اميركية ابتداء من فجر اول من امس على مواقع «رئاسية» في بغداد ومحيطها بينها قصر لأسرة الرئيس. فرغم تأكيد بغداد على «سلامة» صدام واسرته بقي مصيرهم غامضا وموضوعا للشائعات.

وردا على الشائعات، اعلن وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف امس ان صدام وافراد عائلته «نجوا» من القصف الاميركي وانهم «سالمون» جميعا. واضاف الصحاف خلال مؤتمر صحافي في بغداد «انهم (الاميركيين) استهدفوا بالامس (الخميس) مقر اقامة عائلة صدام حسين، والحمد لله نجا جميع افرادها من الهجمات وانهم في مكان آمن». كما نسب الى الرئيس العراقي امس انه امر بمنح مكافآت كبيرة جدا لكل من يقوم باسقاط طائرة مقاتلة او طائرة هليكوبتر او صاروخ مع مكافأة مجزية عن القتل او الاسر لافراد القوات الغربية.

كما بثت القناة الفضائية العراقية تسجيلا صوتيا لصدام مساء اول من امس خلال اجتماع للقيادة العراقية جاء فيه ان «التشويش من قبل العدو الاميركي ـ البريطاني» بهدف التأثير على المعنويات، مؤكدا جهوزية الشعب العراقي وقواه المسلحة للتصدي الى اي هجوم. وقال صدام «ماذا وجدتم بعد ان غرقتم في خيالكم الشيطاني المريض في جيش العراق وشعب العراق، خسئ القائل، سيستقبلون عدوانيتكم والجيوش التي تنفذ امركم بالهلاهل والرقص طربا». واضاف في رد غير مباشر عما تردد عن استسلام جنود عراقيين لقوات التحالف «اما رأيتم وسمعتم ما وعدنا الرحمن به ووعد به المجاهدين ستارا عنيدا من الحق ضد الباطل ليخزي المجرمين». واضاف «اللهم اجعل النار بردا وسلاما على العراقيين مثلما جعلتها بردا وسلاما على سيدنا ابراهيم». ونوه الرئيس العراقي بصمود العراقيين متوقعا لهم النصر، وقال «ها قد وجدنا ما وعدنا الله ووعد المؤمنين المجاهدين الاباة صمودا وقدرة مقاومة دفاعا عن الحق والعدل، فهل وجدت (الرئيس الاميركي) واصحابك الخائبون ما وعدكم به شيطانكم ايها الذي ابتلت اميركا بك وبمن سبقوك الى مهاوي الشر فاثقلتموها بحمل العار واخزيتموها حتى ناءت بحملها الثقيل».

وقال مسؤول في الاستخبارات الاميركية امس ان تحليل وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) لخطاب صدام اظهر ان الصوت هو على الارجح لصدام. لكن المسؤول صرح بان التحليل لم يوضح وقت تسجيل الشريط وانه على هذا الاساس لا يلقي الضوء على مصير الرئيس العراقي وقت اذاعته.

من جهته، اعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون امس تعليقا على معلومات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» انه لم يعرف بعد ما اذا كان صدام حسين قد اصيب بجروح او قتل عند بدء القصف على العراق الذي استهدف مجمعا رئاسيا. وقال هون على شبكة «سكاي نيوز» للبث المتواصل «ما زلنا نحلل تسجيل خطاب صدام حسين (الذي بث بعد غارات فجر الخميس) للتحقق من انه كان هو بالفعل. لسنا متأكدين بعد وسنواصل دراساتنا للتحقق ما اذا جرح الرئيس العراقي ام قتل في القصف». وقد نقلت صحيفة «واشنطن بوست» امس عن مسؤول في ادارة بوش طلب عدم كشف هويته قوله ان الرئيس العراقي اصيب بجروح في القصف. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع اطلع على المعلومات الاستخباراتية قوله «رجحت الادلة انه (صدام) كان هناك حين ضرب المبنى». ونقلت عن مسؤول آخر قوله ان هناك بعض الادلة تشير الى ان صدام جرح استنادا الى استدعاء فريق طبي الى المكان. وذكر التقرير ان حالة ابني صدام ومن كان معه في المجمع لم تعرف ايضا. وقالت الصحيفة ان الحكومة الاميركية تستعين بامرأة تدعى باريسولا لامبسوس توصف بانها عشيقة سابقة للرئيس العراقي تمكنت من قبل من التعرف عليه والتفريق بينه وبين اشباهه في اكثر من 10 حالات.

ومع بزوغ فجر امس على العاصمة العراقية شوهد مجمع كان قصي، النجل الاصغر للرئيس العراقي، يتخذ منه مقرا وهو مدمر. ففي وسط مجمع تحفه اشجار النخيل وبالقرب من جسر الجمهورية على نهر دجلة كان الدخان يتصاعد من مبنى حديث. ويبدو ان عددا من المباني المجاورة المرتفعة من حوله ويضم بعضها 10 طوابق تعرضت ايضا لضربات عدة في غارات الليلة قبل الماضية وتصدعت بعض جدرانها الاسمنتية والتوت اعمدتها المعدنية. وتحطمت كل النوافذ. وصرح مسؤول في الحكومة العراقية بان قصي كان يستخدم هذا المجمع ويتخذه واحدا من مقاره العدة حيث يلتقي مع قوات الحرس الجمهوري التي يرأسها وان لم يكن بالضرورة يتخذ منه منزلا. وحرصت قوات الحرس الجمهوري العراقي على ألا يتوقف المارة طويلا امام المجمع الذي يضم ايضا وزارة التخطيط. كما يوجد به ايضا مكاتب عدد من كبار المسؤولين في الحكومة العراقية بينهم نائب رئيس الوزراء طارق عزيز.

الى ذلك، ذكرت محطة «ايه بي سي» التلفزيونية الاميركية نقلا عن مصادر في اجهزة الاستخبارات الاميركية امس ان «شهودا نقلوا لاجهزة الاستخبارات ان صدام حسين اخرج من الانقاض على حمالة وقد وضعت كمامة اوكسيجين على وجهه». واوضحت ان مصادر الاستخبارات هذه اشارت الى «غياب الاتصالات بين مكتب صدام حسين ومراكز القيادة الرئيسية وبقية الحكومة».

وشدد التلفزيون على ان هذه المصادر «متفائلة بان شيئا ما حصل له، لكنها تبقى حذرة».