بغداد تستبدل تحية الصباح بعد اشتداد القصف الليلي عليها

TT

استبدل العراقيون، وخاصة سكان بغداد، عبارة «الحمد لله على السلامة» بتحية الصباح المعتادة، وهي «السلام عليكم» او «صباح الخير».

وعقب غارات ليل الجمعة وصباح امس التي سقط فيها اكثر من 300 صاروخ على بغداد وحدها، بدت المدينة (منتشرة)، وفتحت العديد من المخازن والافران ابوابها، بينما ذهب الكثيرون لتفقد اثار القصف وبعض الاماكن التي اصيبت، والتي كانت في الغالب خالية (لاسيما اثناء الليل).

ويرى اهالي بغداد ان قنابل اميركا (الذكية) ليست ذكية، لانها ليست بيد «اذكياء»، فهي توجه الى ابنية، وان كانت تشغلها دوائر رسمية، الا انها في النتيجة ملك للشعب، ولا يمكن او من غير المعقول، ان يبقى احد في بناية يعرف مسبقا انها مستهدفة.

وعلى الرغم من ان القصف المتواصل طوال الليل، وحتى في النهار، اثار الخوف، لا احد لا يعرف ما الذي اصيب ومن الذي اصيب، فان الاطفال عادوا في الصباح يلعبون الكرة في الشوارع وراح الكبار يطمئن احدهم على الاخر.

وحيث يقع منزل مراسل «الشرق الاوسط» في اقصى الطرف الجنوبي من بغداد، فان المنزل كان يرتج عندما طالت الغارات مبنى الاستخبارات العسكرية في شمال بغداد.

وقد قصفت في ليل الجمعة وصباح امس في الطرف الجنوبي من بغداد «منشأة الفداء» التابعة لمؤسسة التصنيع العسكري اربع مرات، كما طال القصف منشآت معروفة مثل مبنى مديرية الامن العامة ومبنى رئاسة المخابرات والقصور الرئاسية في الحارثية وكرادة مريم والرضوانية والاعظمية ومطار صدام ومعسكري الرشيد وابو غريب والمباني العائدة لقيادة الحرس الجمهوري وفدائيي صدام والقيادة القطرية لحزب البعث، وقيادة القوة الجوية في الكرادة الشرقية وغيرها.

وحسب الاحصائيات الرسمية فان عدد الاصابات في بغداد بين قتيل وجريح كان اقل من عدد الصواريخ التي القيت على المدينة التي كان نصيبها حوالي الثلث من القصف الذي شمل العراق في هذه الليلة، والذي بلغ عدد الصواريخ الملقاة فيه حوالي 1000 صاروخ.

وهنا لا بد من مقارنة مع احداث 1991، حيث شهد اليوم الاول من الحرب 2100 غارة جوية، اضافة الى اعداد كبيرة من الصواريخ، وكانت الهجمات انذاك قد استهدفت البنى التحتية عموما، والمنشآت المدنية.

وعلى العموم فقد عادت المدينة الى الحياة المعتادة، نسبيا، في الصباح، وراحت تتهيأ لما قد يستجد او يحصل في الليل التالي واثناء النهار التالي ايضا.