أنقرة وحزب بارزاني ينفيان دخول قوات تركية ومسؤول كردي يتوقع تسخين الجبهة الشمالية خلال أيام

TT

تضاربت الانباء امس حول دخول قوات تركية الى شمال العراق رغم التحذيرات الاميركية لانقرة من الاقدام على هذه الخطوة الا ان القوات المسلحة التركية نفت ان تكون دفعت بقوات الى شمال العراق. و كما نفى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزاعمة مسعود بارزاني حدوث توغل تركي.

وكانت انباء سابقة تحدثت عن دخول الف جندي تركي الى شمال العراق في خطوة اثارت مخاوف من توسع النزاع وحدوث مواجهات بينهم والاكراد. وقد اكد جيف هون وزير الدفاع البريطاني صباح امس دخول قوات تركية الا انه قلل من شأن هذا الامر قائلا ان الامر يتعلق بقوة صغيرة ذهبت الى شمال العراق بموجب اتفاق عراقي ـ تركي خاص بحماية الحدود.

وقال هون في مؤتمر صحافي مع رئيس الاركان البريطاني السير مايكل بويس، ان دخول الاتراك اقتصر على عملية صغيرة للشرطة المدنية، غير انه اردف ان الوضع حساس ولذا نتابع الامر ونحاول ابقاءه تحت السيطرة.

الا ان متحدثا باسم القوات المسلحة التركية قال خلال اتصال هاتفي ان هذه التقارير غير صحيحة. وكان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر هدد امس بان المانيا ستسحب اطقمها الجوية من طائرات الاواكس التابعة لحلف شمال الاطلسي والتي تقوم بدوريات في المجال الجوي فوق تركيا اذا انضمت أنقرة للحرب في شمال العراق.

وفي موسكو اعلن مسؤول برلماني روسي كبير امس ان نشر قوات تركية في شمال العراق سيؤدي حتما الى توسيع منطقة الحرب بما قد يشمل الاراضي التركية كما افادت انترفاكس.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما ديميتري روغوزين، ان «نار الحرب قد تمتد الى الاراضي التركية».

وكان عبد الله غول وزير الخارجية التركي، قال اول من امس ان القوات التركية ستذهب. لقد خلق فراغ في شمال العراق واصبح هذا الفراغ بشكل عملي معسكرا للنشاط الارهابي. هذه المرة لا نريد مثل هذا الفراغ. وجاء ذلك بعد سماح تركيا للولايات المتحدة باستخدام مجالها الجوي في الحرب في العراق. وفي واشنطن قال مسؤول اميركي في رد فعل على تصريح جول ان الولايات المتحدة لم توافق على مثل هذه الخطوة.

وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية شبه الرسمية امس نقلا عن قائد عسكري ان «عددا كبيرا» من الطائرات الحربية الاميركية عبرت المجال الجوي التركي بعد ان فتحته السلطات التركية في وقت متأخر اول من امس.

من جهة اخرى، اكد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بانه شريك للولايات المتحدة في الجبهة الشمالية الكردية من العراق في اطار الحرب الاميركية الجارية.

وتوقع هوشيار زيباري عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي، مسؤول مكتب العلاقات الدولية في الحزب في مؤتمر صحافي عقده امس في اربيل ان تشهد الجبهة الشمالية الكردية للحرب العراقية ـ الاميركية سخونة لافتة في غضون الايام القليلة المقبلة، موضحا ان الحزب الديمقراطي شدد في مباحثات انقرة على استعداده لاعطاء ضمانات الى الجانب التركي يؤكد فيها حرصه على وحدة العراق وسيادته وعلى حماية الامن الحدودي التركي من الجانب العراقي للحدود.

وفي رده على سؤال حول موقف حزبه مما تردد عن عزم الادارة الاميركية اقامة حكم عسكري في العراق بعد اطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين، قال زيباري ان حزبه اوضح (لشركائه الاميركيين) معارضته لقيام حكم عسكري، وتفضيله اقامة سلطة عراقية تتولى اعادة بناء العراق.

في سياق آخر، تحدث المسؤول الكردي عن العمليات الجوية التي استهدفت مدينتي الموصل وكركوك، وقال ان صواريخ وطائرات اميركية قصفت قصرا رئاسيا في الموصل ومعسكرا كبيرا داخل المدينة هو معسكر الغزلاني وأبنية تابعة لمديريتي المخابرات والامن العراقيتين. اما قصف كركوك خلال الغارة الجوية التي وقعت صباح امس، فقد استهدف معسكر خالد غرب المدينة وأبنية تابعة للأمن والمخابرات.

الى ذلك اشار زيباري الى وقوع اشتباك صباح امس بين مفارز مسلحة من الحزب الديمقراطي ومواقع عسكرية عراقية في غرب بلدة «كلك» في منتصف الطريق بين اربيل والموصل، مما اسفر عن وقوع ثلاثة قتلى بين الجنود العراقيين، مشيرا الى ان الطائرات الاميركية قامت بعد وقوع الاشتباك بقصف المواقع العراقية التي اطلقت النيران على المفارز الكردية.

من جهة اخرى، نفى زيباري حصول توغل عسكري تركي في منطقة زاخو الحدودية، مؤكدا ان الوفد الكردي الذي شارك في مباحثات انقرة جدد للمسؤولين الاتراك معارضة الاحزاب الكردية لأي تدخل تركي او اقليمي، معتبرا ان الطرف الاميركي الذي حضر المباحثات أيّد الوفد الكردي في موقفه الرافض لأي تدخل تركي.

على صعيد آخر، فسّر عدنان مفتي عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، الخلافات في وجهات النظر الاميركية والتركية في خصوص الانتشار العسكري الاميركي والتركي في شمال العراق، بانها تعبير عن معارضة انقرة المشاركة في الحرب الاميركية الجارية ضد العراق، مضيفا ان الوفد الكردي الى انقرة والذي ضم مسؤولين بارزين عن الحزبين الكرديين، تحدث بصوت واحد في المباحثات وجدد معارضة الاحزاب الكردية لأي تدخل تركي او اقليمي في كردستان العراق.

وفي وقت لاحق اعلن مسؤول كبير في الحزب الديمقراطي الكردستاني ان واشنطن وانقرة والفصيلين الكرديين الرئيسيين قرروا انشاء لجنة تحكيم تكلف خصوصا اتخاذ قرار بشأن ارسال محتمل لقوات تركية الى شمال العراق في حال حصول كارثة انسانية.

واعلن المسؤول عن «العلاقات الخارجية» في الحزب هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي في اربيل «لقد شكلنا لجنة تنسيق بين الولايات المتحدة وتركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الوطني الكردستاني ستكون الحكم النهائي وستتخذ القرارات».

واضاف «هذه اللجنة هي التي ستقرر ما اذا كان ينبغي ارسال وحدات (تركية) في حال حصول كارثة انسانية او تهديد ارهابي ضد تركيا او اي مشكلة تتعلق بمصير الاقلية التركمانية».

وتابع المسؤول الكردي ان هذه اللجنة ستتخذ من مدينة سيلوبي التركية القريبة من الحدود التركية ـ العراقية مقراً لها.