اشتداد المعارك بين القوات الأميركية والحرس الجمهوري في النجف وكربلاء والهندية و«المارينز » يواصلون مهاجمة مراكز المقاومة في الشطرة والناصرية وجنوب الكوت

أسر عناصر من فرقة «نبوخذ نصر» العراقية في الوسط فاجأ «المارينز» الذين كانوا يتوقعون انتشارها إلى الشمال من بغداد

TT

تواصلت المعارك بين القوات الاميركية والقوات العراقية من حرس جمهوري و«فدائيي صدام» ومسلحي حزب البعث الحاكم نهار امس على اكثر من جبهة في وسط العراق خاصة قرب مدينة النجف (150 كيلومترا جنوب بغداد) التي شهدت اول مواجهة برية مباشرة بين قوات «التحالف» ووحدات الحرس الجمهوري، قوات النخبة التي تضم عدة وحدات والمنتشرة للدفاع عن العاصمة العراقية.

وكانت المعارك قد بدأت الليلة قبل الماضية بين النجف وكربلاء (100 كلم جنوب بغداد) كما اعلن الكولونيل ويل غريمسلي قائد الكتيبة الاولى من فرقة المشاة الثالثة المدرعة الاميركية. واضاف «انه الاشتباك الجدي الاول» المباشر مع الحرس الجمهوري. واشار ضباط اميركيون اخرون في المنطقة الى مقتل واصابة واسر 200 مقاتل عراقي في المعارك. ودارت اعنف المعارك حول جسر يعبر نهر الفرات في منطقة الهندية الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوبي بغداد. ومن بين الاسرى العراقيين ضابط قال انه من فرقة نبوخذ نصر من الحرس الجمهوري وهو زعم فاجأ القادة الاميركيين الذين قالوا انهم كانوا يعتقدون ان هذه الفرقة متمركزة اكثر الى الشمال. وقال الكولونيل جون بيبودي من الفرقة الثالثة مشاة الاميركية ان جنديا اميركيا واحدا أصيب بجروح طفيفة وان العراقيين تكبدوا عشرات من الخسائر البشرية. ولم يتسن التأكد من جهة منفصلة من التقارير عن المعركة وهي واحدة من اقرب المواجهات البرية من العاصمة العراقية حتى الان. كما لم يتسن التأكد من صحة تقرير من ضابط اميركي قال ان بعض العراقيين يحاولون فيما يبدو استخدام النساء والاطفال كدروع بشرية لحماية مواقعهم. وذكر ضباط ان وحدات الفرقة الثالثة مشاة اقتربت من الجسر قادمة من الغرب الا انها لم تحاول عبوره خشية احتمال ان يدفع ذلك المدافعين العراقيين الى تفجيره. وذكر ضباط اميركيون ان المدافعين العراقيين يستخدمون القذائف الصاروخية والبنادق الالية ضد المهاجمين الاميركيين. وكانت الفرقة الثالثة مشاة تتوقع الاشتباك مع فرقة المدينة من الحرس الجمهوري حول كربلاء وبالقرب من الحلة بجوار موقع بابل الى الشرق من نهر الفرات. وأبلغت بعض الوحدات بأنها ستتوقف عن الزحف جهة الشمال ناحية بغداد لمدة اسبوعين على الاقل لتعزيز خطوط الامدادات التي تمر بأراض قد تتعرض فيها لهجوم. لكن وحدات اخرى متقدمة تستخدم فيما يبدو اساليب المناوشة لجعل المدافعين العراقيين يستنفدون ذخيرتهم. كما انهم يجعلون العراقيين يتساءلون عن المكان الذي قد تعبر منه باقي القوات الاميركية نهر الفرات. وعبرت قوة في الشرق النهر من منطقة واقعة الى الجنوب عند الناصرية وهي الان جنوبي الكوت (150 كلم جنوب شرقي بغداد) حيث تبادل عناصر من مشاة البحرية الاميركيين وقوات عراقية القصف المدفعي امس. واعلن اللفتانت كولونيل بيت اوين ان العراقيين فتحوا النار على المواقع الاميركية مضيفا «لقد تمكنا من تحديد مكانهم والرد عليهم». وقال ان ثماني قذائف عراقية سقطت على بعد اقل من 300 متر من المواقع الاميركية بدون ان تؤدي الى سقوط اصابات.

من ناحية ثانية ، تواصلت المعارك في الشطرة (شمال الناصرية) . وكان «المارينز» شنوا هجوما فجر امس على البلدة بهدف قتل مسؤولين عراقيين كبار يعتقد انهم يقودون هجمات الفدائيين. ومن بين المستهدفين في الهجوم علي حسن المجيد او «علي الكيماوي» وهو ابن عم الرئيس العراقي صدام حسين والذي كلف بقيادة الجبهة الجنوبية. واشتهر المجيد باسم «علي الكيماوي» بعد اشرافه على استخدام الغازات السامة ضد قرى كردية في عام 1988 . ويحاول مشاة البحرية الاميركية اقتحام بلدة الشطرة بطائرات تسقط قنابل موجهة بدقة وبطائرات هليكوبتر حربية ودبابات. وقال ضباط مشاة البحرية انهم تلقوا معلومات استخبارات من عراقيين معارضين لصدام بان المجيد موجود في الشطرة مع مسؤولين كبار اخرين في حزب البعث لتنسيق القوات شبه العسكرية التي نصبت كمائن لقوافل الامدادات الاميركية وابطأت التقدم الى بغداد. واسقطت الطائرات الاميركية قنابل دقيقة موجهة على اربعة اهداف بعدها انتقلت الدبابات وحاملات الجند المدرعة الى طرف البلدة في الوقت الذي ضربت فيه الطائرات الهليكوبتر الحربية مواقع الاهداف المليئة بالانقاض بنيران مكثفة من اسلحة آلية. وصرح ضباط من مشاة البحرية الاميركية بان المواقع المستهدفة في الشطرة هي مقر القيادة المحلية لحزب البعث و«مواقع تخطيط ذات صلة». وقال الكابتن مايك مارتن «نعتقد ان هناك ما بين 200 و300 من اتباع حزب البعث وفدائيي صدام في البلدة».

الى ذلك ، اعلنت القيادة الوسطى الاميركية في قطر امس ان عناصر من مشاة البحرية الاميركيين عثروا السبت على معدات جديدة للوقاية الكيماوية في مبنى كان يشغله عسكريون عراقيون في الناصرية (350 كلم جنوب شرقي بغداد). وجاء في بيان للقيادة انه عثر على المعدات في مبنى «كانت تشغله عناصر من فرقة المشاة العراقية الحادية عشرة». وقال ان «مشاة البحرية عثروا على اكثر من 300 بزة للحماية الكيماوية واكثر من 300 قناع واق للغاز وحقن الاتروبين (مادة مضادة لغاز الخردل) وآليتين ومعدات اخرى للتطهير الكيماوي وقد صادروها». وفي 25 مارس (اذار) اعلنت القيادة المركزية العثور على اكثر من ثلاثة الاف من تجهيزات الوقاية من الاسلحة الكيميائية في مستشفى بالناصرية كان يستخدم مقر قيادة لمقاتلين عراقيين. وفي مبنى اخر تمت السيطرة عليه السبت في الناصرية، عثر مشاة البحرية على حوالي 800 قنبلة «آر بي جي» واكثر من 15 الف رصاصة من ذخائر الرشاشات والبنادق القتالية و300 قذيفة هاون من مختلف العيارات و«مئات» من قذائف المدفعية كما جاء في البيان. وتابع ان «اي عنصر من مشاة البحرية او المدنيين لم يصب بجروح خلال هذه المهمة» بدون الاشارة الى خسائر محتملة في صفوف المقاتلين العراقيين.