عناصر من قوات «العراقيين الأحرار» تعمل مع القوات الأميركية والبريطانية في جنوب العراق

TT

ام قصر ( جنوب العراق) ـ رويترز: كان حبيب وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، يعمل سائقا لاحدى الرافعات في مخزن بمدينة لينكولن في ولاية نبراسكا الاميركية منذ وصوله للولايات المتحدة عام 1995. وقد عاد حبيب الآن الى وطنه مرتديا هذه المرة زي قوات «العراقيين الاحرار»، وهي وحدة من المعارضين الذين جندتهم الولايات المتحدة ودربتهم لدعم الحملة الاميركية ـ البريطانية لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين. وقال «اساعدهم لانني اريد ان اساعد أهلي». وكان حبيب، 39 عاما، واحدا من عدد من اعضاء قوات «العراقيين الاحرار» في ميناء ام قصر الذي أمنته القوات التي تقودها الولايات المتحدة للمساعدة على التعامل مع العمال العراقيين المحليين الذين سيعملون في وظائف على سفن او سيعملون لدى القوات الاميركية والبريطانية. ويصر الجيش الاميركي على ان هذه الوحدة لن يكون لها اي دور قتالي. ومهمتهم افرادها الاساسية هي ان يكونوا حلقة اتصال بين قوات التحالف والعراقيين والمساعدة في برامج المساعدات الانسانية والاغاثة.

ووصلت اول دفعة من هذه الوحدة الى ام قصر قبل نحو اسبوع، غير انه بسبب الوضع الامني في الجنوب الشرقي حيث تقاوم القوات الموالية لصدام حسين القوات الاميركية والبريطانية فقد ظل دورهم حتى الآن محدودا. وجندت القوة من المنفيين العراقيين داخل الولايات المتحدة وغرب اوروبا بموجب قانون تحرير العراق لعام 1998 وخاضوا تدريبات استمرت شهرا مع الجيش الاميركي في قاعدة عسكرية في تزار بالمجر في وقت سابق هذا العام. والكثير منهم مرتبط مع «المعارضة العراقية الديمقراطية» وهي منظمة منفية متشرذمة. وسمحت الحكومة المجرية وهي من حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي بتدريب ما يصل الى ثلاثة آلاف من المنفيين العراقيين في بلدة تزار، ولكن الذين تدربوا بالفعل في هذا المعسكر اقل من ذلك بكثير. ولدى البعض خبرات عسكرية ولكن اغلبهم من المدنيين.

وقال حبيب انه فر من الجيش بعد التمرد الذي قام به الشيعة في الجنوب عقب طرد القوات العراقية من الكويت عام 1991. ثم هرب الى شمال العراق الذي يسيطر عليه الاكراد قبل التوجه الى الولايات المتحدة. وتلقت قوات «العراقيين الاحرار» تدريبات في الدفاع عن النفس ويمكنها حمل اسلحة خفيفة. وكل الذين قابلناهم في الميناء لا تلوح عليهم مخايل مقاتلين في الخطوط الامامية ومتوسط اعمارهم 38 عاما. وحتى الآن فان اتصالهم مع السكان المحليين كان محدودا. ورافق بعض الاعضاء القوات البريطانية في دوريات حراسة حول ام قصر في محاولة لكسب ثقة السكان. لكن المقاومة والتكتيكات التي قامت بها القوات العراقية ادت الى تلاشي آمال الاميركيين والبريطانيين في احتمال ان يستقبلهم الشعب العراقي باعتبارهم القوة التي ستحررهم.