الكوماندوز البريطانيون يبدأون هجوما كبيرا للسيطرة على البصرة

TT

واصل المئات من جنود البحرية البريطانية امس هجوما واسعا قرب مدينة البصرة وفق ما اوضح ضباط بريطانيون اشاروا الى ان المعركة «الحقيقية» للسيطرة على المدينة بدأت فعلا اول من امس عندما بدأ حوالي 600 رجل من الكتيبة الاربعين في البحرية الملكية البريطانية هجوما عنيفا من اجل السيطرة على مدينة ابو الخصيب التي تقع على بعد 10 كيلومترات جنوب شرق محافظة البصرة، حسبما افاد هؤلاء الضباط لصحافي يرافق الجيش البريطاني.

ويشكل هجوم الكوماندوز هذا اول هجوم فعلي في المعركة من اجل السيطرة على البصرة، كبرى مدن جنوب العراق والتي تقع على بعد اكثر من 500 كيلومتر جنوب بغداد. وكانت عمليات التوغل تتم حتى الآن بواسطة وحدات مؤللة بمدرعات.

واعلن الجنرال جيم دوتون ان الهدف من هذه العملية هو دفع معارضي نظام صدام حسين الى الانتفاضة من خلال تأكدهم من ان قوات التحالف تعتزم فعلا السيطرة على المدينة. وحلقت طائرات التحالف فوق المدينة وضواحيها صباح امس وسمع دوي العديد من الانفجارات. وتعرضت ثلاث مناطق تقع في محيط البصرة منذ فجر امس لقصف مدفعي عنيف. وتركز القصف ظهرا على اطراف المدينة الغربية خصوصا جسر الزبير (6 كلم جنوب غرب) بعد ان استهدف منذ الفجر بشكل متقطع اضافة الى جسر الزبير منطقة ابو الخصيب (25 كلم جنوب شرق) والتنومة (شرق شط العرب). وفي مدينة البصرة سمع من حين لآخر هدير الطائرات بدون ان يتعرض وسط المدينة حتى الآن للقصف.

وعثرت قوات بريطانية على مجموعة معدات عراقية للحماية من الهجمات الكيماوية ومنها اردية واقية ومواد تدريبية وترياق مضاد لغاز الاعصاب. ولم يبد ان العثور اول من امس على المنشأة جنوب البصرة يشمل العثور فعليا على اسلحة دمار شامل وهو ما تأمل واشنطن ولندن في العثور عليه في نهاية الامر ليبرر غزوهما للعراق. لكن القوات عثرت بالفعل على عداد جايغر الذي يستخدم في قياس مستوى الاشعاعات وأقنعة واقية من الغازات، فيما قال ضباط بريطانيون انه يشير الى ان القوات العراقية تلقت تدريبات على كيفية التعامل مع حرب كيماوية او نووية محتملة.

وقال الكابتن كيفين كوني الذي ينتمي للفرقة النووية والبيولوجية والكيماوية المشتركة «يبدو لي انها ادوات تدريب لتعليم الناس كيفية معرفة ما اذا كان هناك شيء مثل غاز الاعصاب «السارين» في الهواء وماذا يفعلون في حال وقوع هجوم نووي». واضاف «يتعين اجراء مزيد من الاختبارات وهذا الآن امر تم تصعيده عبر التسلسل القيادي لمزيد من الدراسة». وفي الاسبوع الماضي قالت بريطانيا انها عثرت على اردية واقية من المواد الكيماوية في جنوب العراق، قائلة ان هذا يوضح ان العراق كان مستعدا لاستخدام اسلحة دمار شامل. ومن بين الاشياء التي تم العثور عليها اول من امس مواد كيماوية لاختبار ما اذا كان الهواء يحتوي على غاز السارين. وتم العثور ايضا على «اقلام مدمجة» وهي ادوات تحملها القوات التي تتوقع حدوث هجوم بعناصر غاز الاعصاب حيث تمد الجسم بجرعة مركزة من الترياق المضاد اذا ما تم وخزها في الفخذ. وعثر ايضا على قوارير تحتوي على الاتروبين، وهو ترياق لغاز الاعصاب تستخدمه القوات البريطانية والاميركية. وقال الجنود ايضا انهم عثروا على 13 صندوقا ضخما كتب على بعضها «وزارة الدفاع العراقية.. بغداد» تحتوي على اقنعة واقية من الغازات واردية بلاستيكية ومواد اخرى اضافة الى ما بدا انه معدات لاختبار احتواء الهواء على عناصر مختلفة من غازات الاعصاب.