مصدر كردي في لجنة التنسيق مع القوات الأميركية: الهجوم على كركوك والموصل الأسبوع المقبل

ضباط أميركيون يتفقدون مواقع في جنوب أربيل انسحبت منها القوات العراقية

TT

افاد مصدر وثيق الصلة بمركز التنسيق العملياتي الكردي ـ الاميركي في شمال العراق بان الجبهة الشمالية في الحرب الدائرة في العراق الان ستسخن في الايام القليلة القادمة، وان الهجوم الاميركي على مدينة كركوك سيبدأ الاسبوع القادم.

واعرب المصدر الذي كان يتحدث الى «الشرق الاوسط» وطلب التكتم على هويته عن اعتقاده بأن هجوما مماثلا سيستهدف الموصل ايضا بالتزامن مع هجوم كركوك في خطوة من قوات التحالف للسيطرة على المناطق السنية بعد ان انحصرت معارك الاسبوعين المنصرمين بمناطق الشيعة في الوسط والجنوب.

وعن اهمية فتح هذه الجبهة قال المصدر ان اهمية الاستيلاء على الموصل او كركوك لا تكمن في الناحية العملياتية البحتة، بل في في الجانب السياسي فالادارة الاميركية بفتحها هذه الجبهة و«تحرير» الموصل بالذات ستتمكن بعد سيطرة قواتها على هذه المدينة ان تطبق مشروعها لاعلان الحكومة الانتقالية المؤقتة العراقية على ارض عراقية، وهي ستكون خطوة كبيرة وتطورا بارزا في مسار الحملة برمتها.

اما بالنسبة لكركوك ـ كما يقول المصدر ـ فالمسألة مرتبطة بالحقول النفطية الموجودة في المنطقة والتي تخشى الولايات المتحدة ان يحرقها الرئيس العراقي قبل ارغامه على الانسحاب منها مما قد يحرج واشنطن بعد الحرب او يشغلها بعمليات اطفائها، خاصة وان اميركا اعلنت قبل شن الحرب ان هدفها الاساسي من حملتها الراهنة على العراق هو تخليص الشعب العراقي من النظام وحماية ثروات بلده النفطية.

ويضيف المصدر ان «تحرير» المدينتين السنيتين من قبضة الرئيس العراقي ستسهل على الادارة الاميركية التعامل بشكل اكثر انسيابية مع القوى العراقية المحسوبة على السنة، بعد ان تكون قد خلقت نوعا من التوازن في الحرب على الجبهتين السنية والشيعية.

واكد المصدر ان الاكراد لن يشاركوا في العمليات الهجومية وسيقفون على الحياد لحين انتهاء المعارك.

من ناحية اخرى تفقد ضباط اميركيون برفقة عدد من المسؤولين العسكريين الكرد المنطقة التي انسحبت منها القوات العراقية فجر امس في محور كوير، جنوب غربي مدينة اربيل.

«الشرق الأوسط» زارت المنطقة بعد ثلاث ساعات من استكمال الجنود العراقيين عملية انسحابهم، مخلفين وراءهم كميات من الاعتدة الحربية وسيارتين عسكريتين محروقتين دمرتهما الطائرات الاميركية على الطريق العام، اضافة الى كمية من الابر الخاصة بحالات الوقاية من القصف الكيماوي.

القائد الميداني للقوات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، كاكه امين مصطفى اكد في حديث مع «الشرق الأوسط» في آخر نقطة تابعة لقوات البيشمركة في محور ديبكة ان قواته استقبلت خلال اليومين الماضيين نحو 70 ضابطا وجنديا عراقيا بينهم ضابط برتبة مقدم وضابطان برتبة ملازم، اضافة الى عدد من ضباط الصف، مشيرا الى ان الوحدات الهندسية تقوم الآن برفع الألغام التي زرعتها القوات العراقية في اطراف الطريق العام بين اربيل وكوير. الى ذلك اكد مصطفى ان قواته لا تنوي مهاجمة المواقع العسكرية العراقية في خط الدفاع الجديد الذي اقامته القوات العراقية، مضيفا ان القوات الكردية لا تعتزم التقدم نحو كركوك وآبارها النفطية في المرحلة الحالية.

مسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني هو غازي حسن اكد ان القوات العراقية انسحبت من المحور بنحو 80 الف دونم من الاراضي الزراعية وأخلت وحداتها من نحو عشر قرى اهمها (سعداوة، عونية، قلاتة سوتان، ميل)، مضيفا ان هذه المنطقة تعرضت طوال السنوات العشرين الماضية الى سياسات التعريب التي انتهجتها الحكومة العراقية. واكد حسن ان العوائل الفلاحية العربية العراقية التي استقدمتها السلطات العراقية واسكنتها في هذه المنطقة اخلوا قراهم مع انسحاب القوات العراقية. اما العوائل العربية التي استوطنت المنطقة خارج اطار سياسات التعريب وزاولت الزراعة بالتعاون مع الفلاحين الاكراد، فانهم ظلوا في مناطقهم ولم يغادروها، فيما السلطات الكردية لا تنوي مطالبتهم بالمغادرة.

مسؤول كردي رفيع المستوى لم يشأ ذكر اسمه قال لـ«الشرق الأوسط» ان ضباطا من القوة العسكرية الاميركية الموجودة في المنطقة قاموا بزيارة تفقدية للمناطق التي اخلتها القوات العراقية، مضيفا ان اهمية منطقة كوير وسهل شمامك تكمن في كونهما من اخصب المساحات الزراعية في العراق واحتوائهما على عدد من الحقول النفطية، اضافة الى تشكيلهما عقدة جغرافية مهمة في الطريق الواصل بين مدينتي الموصل وكركوك. لكن المسؤول نفسه اوضح ان القوات العراقية لم تنسحب من الحقول النفطية في منطقة زوركة زراو رغم انسحابها من السهل الزراعي الذي يطل على نهر الزاب الاعلى في محور أربيل ـ كوير.