الاتحاد الإسلامي في كردستان يرفض دعوة الجهاد وإيران تعتقل 70 آخرين من عناصر «أنصار الإسلام»

TT

عارض صلاح الدين محمد بهاء الدين الامين العام للاتحاد الاسلامي في كردستان (تيار الاخوان المسلمين) الفتوى التي اصدرتها مجموعة من علماء الدين المسلمين قبل فترة بالدعوة للجهاد ضد القوات الاميركية والبريطانية في حربها الحالية ضد الرئيس العراقي صدام حسين معتبرا الفتوى «غير شرعية».

وقال بهاء الدين في تصريحات لقناة التلفزيون التي يديرها الاتحاد الاسلامي ان الفتوى التي اصدرها بعض العلماء، وورد بينهم اسم الدكتور علي قره داغي الزعيم الروحي للاتحاد، هي «محل تقديرنا واحترامنا، لكننا نعتبرها غير شرعية لانها لم تأخذ بنظر الاعتبار الاوضاع الراهنة في العراق، وان العلماء الذين اصدروها يجهلون هذه الاوضاع مما اوقعهم في اخطاء في التقدير، بالاضافة الى اختلاط الاوراق مع الهجمات الاميركية على النظام العراقي».

واثارت هذه التصريحات دهشة العديد من المراقبين السياسيين في كردستان حيث ان الزعيم الروحي للاتحاد، الدكتور قره داغي، كان قد ورد اسمه بين الموقعين على الفتوى وهو يعمل استاذا في جامعة قطر ويترأس حاليا الرابطة الاسلامية الكردية وهي الجهة الممولة للاتحاد الاسلامي في كردستان تعمل في الخارج كهيئة اغاثية تجمع التبرعات من الشخصيات والمنظمات الخيرية الاسلامية وترسلها الى كردستان لتنفيذ بعض المشاريع الخدمية وفتح المساجد وتقديم المساعدات المادية والعينية الى العوائل الفقيرة وبخاصة من اعضاء التنظيم الذي سجل نموا ملحوظا في السنوات الاخيرة جراء ذلك.

واثار موقف قره داغي انتقادات شعبية كبيرة داخل كردستان فالكثيرون اعتبروا انها تتعارض مع مصلحة الشعب الكردي في اسقاط نظام صدام حسين الذي ارتكب العديد من جرائم الحرب ضد هذا الشعب، لكن قره داغي ارسل رسالة من قطر انكر فيها ان يكون قد وقع على مثل هذه الفتوى.

وعلى الصعيد الميداني واصلت قوات الاتحاد الوطني مساء اول من امس وصباح امس ملاحقة عناصر جماعة «انصار الاسلام» الاصولية المتشددة التي تعرضت مقراتها ومعسكراتها في المناطق الجبلية القريبة من الحدود مع ايران لقصف الطائرات الاميركية.

وابلغ قائد ميداني للاتحاد الوطني الكردستاني «الشرق الاوسط» ان المعارك التي دارت امس واول من امس تعتبر اخر المعارك ضد الجماعة بعد قتل معظم عناصرها وفرار الاخرين الى ايران.

وردا على سؤال احتمال بقاء عناصر من الجماعة في المنطقة ومعاودتهم العمليات العسكرية ضد قوات الاتحاد الوطني باسلوب حرب العصابات، قال القائد الميداني «قواتنا ستبقى في المنطقة وسنعيد تنشيط الربايا العسكرية فيها، ونحتفظ حاليا وفي المستقبل بوجود قيادات ميدانية في مناطق (بيارة وخورمال وطويلة التي كانت تشكل المعاقل الرئيسية للجماعة».

وعلى صعيد ذي صلة علمت «الشرق الاوسط» من مصادر مطلعة ان ايران اعتقلت خلال الايام الثلاثة الاخيرة 70 عنصرا اخر من الجماعة ليصل العدد الاجمالي للمعتقلين الى 110. وكانت ايران قد وعدت الاتحاد الوطني بتسليمهم اليه في اطار الاتفاقات الموقعة بين الطرفين.