انقرة ـ وكالات الانباء: أجرى وزير الخارجية الاميركي كولن باول صباح أمس محادثات مع نظيره التركي عبد الله غول في انقرة، تبين انها تركزت على مطلبين:
ـ لوجيستي، تمثل في توفيرامكانات تحريك امدادات للقوات الاميركية في شمال العراق عبر الاراضي التركية، موضحا في هذا السياق ان هذه القوات، التي تقدر ببضعة الاف، مسلحة تسليحا خفيفا. ـ سياسي، تمثل في تأكيد معارضة واشنطن لدخول قوات تركية الى شمال العراق. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره التركي عبد الله غول، عقب انتهاء محادثاتهما، حرص وزير الخارجية الاميركي على القول «ان القوات التركية ليست بحاجة لعبور الحدود»، في ما بدا تطمينا إضافيا لحلفاء واشنطن الاكراد في المنطقة. وقال باول، الذي يزور تركيا لاصلاح العلاقات بين واشنطن وانقرة بعد ان رفض البرلمان التركي السماح نشر قوات اميركية في الاراضي التركية، ان القوات الاميركية التي انزلت جوا في المناطق التي يسطير عليها الاكراد في شمال العراق «سيطرت» على الموقف هناك ولا حاجة لان ترسل تركيا قواتها الى المنطقة. وأضاف: «ناقشنا... احتياجات اخرى الان لمد قوات التحالف العاملة في شمال العراق بالامدادات ليظل الموقف في شمال العراق مستقرا».
ومن جانبه أكد وزير الخارجية التركي، عبد الله غول، انه لا حاجة لاستصدار قرار جديد من البرلمان لتأييد الاجراءات التي ناقشها مع باول، علما بان المعارضة للحرب التي تشنها الولايات المتحدة على العراق قوية داخل تركيا وقد يواجه حزب العدالة والتنمية الحاكم تمردا اخر في البرلمان اذا حاول استصدار قرار جديد من المجلس . وتوجد قوات تركية صغيرة في شمال العراق منذ التسعينات تقاتل ضد حزب العمال الكردستاني التركي الذي لجأ رجاله الى الجبال هناك.
واستنادا الى تقرير لشبكة التلفزة التركية «ان تي في» طلب وزير الخارجية الاميركي أمس ان تشمل مساعدتها اللوجستية للقوات الاميركية في شمال العراق، بشكل خاص، تزويدهم بالوقود ونقل الجرحى. واوضحت المحطة ان واشنطن طلبت من تركيا السماح بنقل مساعدات انسانية الى شمال العراق وتسهيل التجارة عبر الحدود مع تلك المنطقة، كما طلب باول من تركيا ارسال وقود الى القوات الاميركية في شمال العراق والسماح بنقل جرحى الى قاعدة انجرليك الجوية جنوب تركيا حيث يوجد في قسم منها تحت الارض مستشفى يمكنه استقبال العشرات من الجرحى.
وتباحث باول، الذي يرافقه ممثل واشنطن لدى المعارضة العراقية زلماي خليل زاد، مع غول حول الوضع في شمال العراق الى حيث كانت انقرة تنوي ارسال قوات. وكان باول قد وصل الى انقرة في وقت متأخر من يوم أول من امس قادما من واشنطن. ويشمل برنامجه في انقرة لقاءات مع الرئيس التركي احمد نجدت سزر، ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، ورئيس اركان الجيش التركي الجنرال حلمي اوزكوك، قبل التوجه الى بلغراد مساء في زيارة خاطفة تليها محادثات اليوم في بروكسل مع مسؤولين في الاتحاد الاوروبي ومنظمة حلف شمال الاطلسي. وافاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في انقرة ان الشرطة التركية اعتقلت قبيل وصول باول حوالي خمسين متظاهرا كانوا ينتظرونه امام وزارة الخارجية وهم يهتفون «اذهب من تركيا» و«الولايات المتحدة قاتلة». وتأمل تركيا في ان تساعد هذه الزيارة في تبديد الشكوك التي تخيم على العلاقات بين الحليفين التقليديين والتي زادت نتيجة لرفض البرلمان التركي السماح للقوات الاميركية بفتح جبهة شمالية ضد العراق من الاراضي التركية. وأول من امس ناقش الكونغرس الاميركي مشروع قانون لتقديم مساعدات قيمتها 75 مليار دولار منها مليار دولار منحة لتركيا او استبدالها بضمانات قروض قيمتها 8.5 مليار دولار.