منظمات الإغاثة الأميركية تندد بمساعي البنتاغون للهيمنة على النشاطات الإنسانية في العراق

TT

واشنطن ـ رويترز وأ.ف.ب: اشتكت منظمات اغاثة اميركية امس من ان محاولات وزارة الدفاع الاميركية اجبارها على العمل تحت اشرافها في العراق، لاعتقادها بأن هذا سيعقد قدرتها على مساعدة الشعب العراقي ويعرض أعمال الاغاثة للخطر.

وفي بيان شديد اللهجة على غير العادة اعربت «انتراكشن» وهي تحالف يضم 160 منظمة بما يجعلها اضخم مظلة لجماعات الاغاثة غير الحكومية عن قلقها العميق بشان الخطط العسكرية لجلب مساعدات انسانية للعراق.

وقالت ماري ماكليمونت الرئيس التنفيذي لانتراكشن «جهود وزارة الدفاع لتهميش وزارة الخارجية واجبار المنظمات الاهلية للعمل تحت قيادة البنتاغون تعقد قدرتنا على مساعدة الشعب العراقي وتضاعف من المخاطر التي يواجهها عمال الاغاثة في الميدان».

وقالت ان موظفي الاغاثة المحترفين في وزارة الخارجية والوكالة الاميركية للتنمية الدولية، وهي ليست مؤسسة عسكرية تابعة للبنتاغون، يعرفون على نحو افضل كيفية ادارة عمليات اغاثة في ظروف طوارئ.

وكانت «انتركشن» قد حثت على مدى شهور، خلال اجتماعات خاصة مع كبار مسؤولي الادارة الاميركية وفي خطابات الى الرئيس الاميركي جورج بوش، من اجل اعطاء المسؤولية للسلطات المدنية للقيام باعمال الاغاثة في العراق. الا انه بدلا من ذلك تم تعيين الجنرال المتقاعد جاي جارنر للاشراف على ادارة العراق في مرحلة ما بعد الحرب عبر مكتب جديد للبنتاغون لاعادة البناء والمساعدة الانسانية.

وقال البنتاغون ان البرنامج تحت اشراف مدني طالما ان جارنر وكبار مساعديه خارج الخدمة العسكرية، الا ان ماكليمونت قالت ان تحالفها رفض هذه الحجة.

وحاول ممثلو وكالات انسانية حكومية تابعة لدول «التحالف» الحد من المخاوف بشأن احتمالات وقوع كارثة، بالقول ان العراق لا يواجه ازمة انسانية كبرى، وتحدثوا عن وجود «جيوب محتاجة» فقط.

واعلن مايكل ماركس من «فريق المساعدة في الكوارث» التابع للوكالة الاميركية للمساعدة الدولية في مؤتمر صحافي في مركز القيادة المتقدم للعملية العسكرية في العراق ومقره قطر «ان ما نراه هو وجود جيوب محتاجة وانما لا وجود لازمة انسانية كبرى».

وكان برنامج الغذاء العالمي وجه في 31 مارس (آذار) نداء لجمع 1،3 مليار دولار من اجل «عملية غذائية ضخمة» تهدف الى تجنب وقوع كارثة انسانية في العراق، معتبرا ان «غالبية العراقيين على شفير استنفاد احتياطهم الغذائي من الآن وحتى شهر مايو (ايار)». لكن ماركس اعلن «من المستحيل القول كم من الوقت (سيمضي) قبل حصول ازمة (انسانية) كبرى».