معلومات من «سي. آي. إيه» أدت إلى إنقاذ الأسيرة الأميركية من مستشفى في الناصرية

TT

كشفت مصادر عسكرية ان عملية انقاذ اسيرة الحرب جيسيكا لينش، 19 سنة، من مستشفى في العراق، نفذتها قوة خاصة اميركية بناء على معلومات صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي. آي. ايه».

واوضحت المصادر ان عناصر من «سي. آي. ايه» تنشط في العراق، حددت مكان وجود لينش في مستشفى بالناصرية كانت تتلقى فيه العلاج من جروح، وزودت القوات العسكرية بهذه المعلومة، مما دفع المسؤولين العسكرين لارسال طائرة هليكوبتر تحمل مجموعة تابعة لفريق البحرية «سيلز» ولفرقة «الرينجرز» الى المكان وانقاذ الأسيرة.

وكانت جيسيكا لينش، التابعة لوحدة الصيانة الـ57، قد اعتبرت في عداد المفقودين اثر كمين نصب لقافلة تموين قرب الناصرية (350 كلم جنوب شرقي بغداد) يوم 23 مارس (آذار) الماضي. وحسب المصادر نفسها، فان لينش جرى فصلها عن عناصر وحدة الصيانة الآخرين بعد الكمين.

وحددت عناصر «سي. آي. ايه»، التي تلعب دوراً كبيراً في الحرب الحالية في العراق، مكان وجود لينش، وارسلت الاحداثيات الجغرافية الخاصة بالمستشفى الى القيادة الوسطى المتمركزة في السيلية بقطر، مما سمح لفريق الانقاذ التابع للقوات الخاصة والذي يوجد على اهبة الاستعداد على مدار الساعة في احد البلدان الخليجية، «بالانقضاض بسرعة» على المستشفى وانقاذ الاسيرة، حسبما افادت المصادر نفسها. ورفضت وكالة «ٍسي. آي. ايه» التعليق على العملية.

ومن جانبها، افادت وكالة «رويترز» ان القوات الاميركية شنت هجوماً وهمياً في الناصرية بهدف ابعاد انتباه القوات العراقية عن عملية الانقاذ.

واكد المتحدث باسم القيادة الوسطى بقطر، جيم ويلكينسون، في مقابلة مع شبكة «سي. ان. ان» التلفزيونية، ان معنويات لينش مرتفعة.

وقالت المصادر انه لم يتم العثور على اي اسير حرب آخر بالقرب من المستشفى، الا ان القيادة الوسطى قالت ان القوة الاميركية عثرت، خلال عملية انقاذ لينش، على 11 جثة لم تحدد هويتها. وقال المتحدث باسم القيادة الوسطى، اللفتنانت جوشوا راشنغ «نحن نعمل على تحديد هويات الجثث وسننشر مزيدا من المعلومات لدى توفرها».

وكانت مجموعة لينش، التي تقدم المساعدات الى فرقة المشاة الثالثة، في مهمة في الطريق المؤدي الى بغداد، حين وقعت في الاسر اثر كمين نصبته لها ميليشيات عراقية يوم 23 مارس الماضي بالقرب من الناصرية. وبعد ثلاثة ايام، اعلن الجيش الاميركي اعتبار اثنين من عناصر المجموعة متوفين، وخمسة آخرين اسرى حرب، وثمانية، بينهم لينش، في عداد المفقودين.

وكان التلفزيون العراقي قد عرض لقطات تظهر استجواب خمسة، بينهم امرأة، يرتدون الزي العسكري. واظهر الشريط كذلك اربع جثث على الاقل. ومنذ اعلان الجيش، لم تظهر اي معلومات عن مصير لينش.

وقال ضابط من القوات الخاصة انه يأمل ان تقوم وحدات النخبة بانقاذ سجناء الحرب الخمسة، الذين قد يكونون محتجزين في نفس المنطقة. واضاف ان انباء انقاذ لينش تساعد نفسياً على الاقل في امكان انقاذ الآخرين.

يذكر ان جيسيكا لينش تتحدر من مدينة فلسطين بولاية فرجينيا الغربية. وكانت تحلم بان تصبح مدرسة لكنها لم تكن تملك المال لمتابعة دروسها، لذلك انخرطت في صفوف الجيش قبل سنتين مثلما فعل شقيقها الاكبر غريغ.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»