أكراد عراقيون يأسفون لـ«مقتل» «علي الكيماوي» ويتمنون لو قبض عليه حيا

TT

ما أن ورد خبر مقتل علي حسن المجيد المعروف في كردستان باسم «علي الكيماوي» لدوره في المذبحة التي قضى فيها 5 آلاف مدني من سكان مدينة حلبجة الكردية بالاسلحة الكيماوية، حتى انتشر مثل النار في الهشيم في جميع انحاء كردستان. وبعد ساعة من ورود الخبر سارعت «الشرق الاوسط» للقيام بجولة ميدانية شملت انحاء متفرقة من مدينة السليمانية وأطرافها (مجمعي بكره جو وبازيان) لاستطلاع آراء الاكراد الذي كان معظمهم من شهود الجريمة التي استهدفت مختلف مناطق كردستان بالاسلحة والغازات الكيماوية بين عامي(1987 ـ 1988) والتي انتهت بتسميم اجوائها وتربتها بالمخلفات الكيماوية، الى جانب ان العديد من أبناء المدينة ما زالوا يعانون من آثارها الشاخصة في اصابتهم بالامراض السرطانية وضيق التنفس وصعوبة الرؤية الليلية وامراض اخرى.

وظهر من خلال الاستطلاع الميداني الذي شمل 84 مواطنا من مختلف الاعمار والمهن ان معظم هؤلاء ابدوا اسفهم من الطريقة «السهلة» التي قتل بها المجيد ان تأكد فعلا انه قتل. وكانوا يريدون القاء القبض عليه حيا لاجراء محاكمته ومحاسبته على جرائمه. فقد تمنى نزار انور دوريش، موظف اعلام، 40 سنة، لو ان قوات «التحالف» اعتقله وحققت معه للاعتراف بالكثير من الجرائم التي اقترفها ونظامه والتي بقيت طي الكتمان حتى اليوم. وايده في ذلك علي فيلي، موظف، 35سنة، لكنه تمنى لو قدم الى محمكة دولية لجرائم الحرب «وان تعقد تلك المحاكمة في مدينة حلبجة التي يعاني سكانها الى اليوم من آثار جريمته التي لم يسبق لها مثيل منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى» حسب تعبيره. كما أدلى لقمان مصطفى، سائق 42 سنة، برأيه قائلا «كنا نريده حيا وسالما لنسلمه بيد سكان حلبجة ليقتصوا منه بانفسهم.

ورفعت ريزان عمر، ربة بيت، 45 سنة، يديها الى السماء شاكرة الله على انتقامه «من هذا المجرم السفاح» على حد وصفها ، واكتفت بما ناله قائلة «تلك ارادة الله ونحن شاكرون للمصير الذي لقيه». وقال ابوبكر صديق، موظف استعلامات، 37 سنة: «سررت جدا عندما تلقيت هذا الخبر الذي يشرح قلب كل كردي في العالم». اما عذراء حيدر، 28 سنة، وهي مواطنة عربية كانت تسكن مدينة الثورة ببغداد وهربت مع زوجها الى كردستان وتسكن احد المجمعات الشعبية، فقالت «الحمد لله على قتل هذا المجرم الذي لم يكتف باذاقة الاكراد العذاب والظلم، بل اقترف جرائم لا تقل بشاعة ضد الشيعة في الجنوب».

وقال بريار رؤوف، صاحب محل، 20 سنة: «أنا منزعج جدا لهذا الخبر. فقد كنت اريده والآخرين من قيادة العراق مكبلين بالسلاسل وان يراهم العالم على شاشات التلفزيون». وتمنى كارزان محمد، طالب، 30 سنة، ان يطاف بالمجيد «في ارجاء الكويت داخل القفص لكي ينال منه الكويتيون ثأرهم، ثم يعيدونه الى حلبجة وابقائه داخل القفص حتى يموت تحت تمثال عمر خاور (نصب تذكاري اقيم في مدخل مدينة حلبجة لرجل يحتضن طفله الرضيع جاثما على الارض وهو مأخوذ من صورة تناقلتها وسائل الاعلام العالمية منذ مأساة هذه المدينة وتحولت الى رمز لما حدث في حلبجة، ونالت الصورة عدة جوائز عالمية). اما علي صالح، مزارع، 65 سنة، من مجمع بازيان فقال «السب بالميت حرام.. لكنني اقول: لعنة الله، وتلك ارادة الله الذي سينتقم من المتجبرين والظالمين».