ردود الفعل الشعبية في العواصم العربية: ذهول وعدم تصديق لدخول القوات الأميركية إلى بغداد

TT

الرياض: اب: اجتاحت الاوساط العربية ردود فعل تتسم بالذهول وعدم التصديق ازاء الصور التلفزيونية للدبابات الاميركية وهي تقتحم قلب بغداد. وقد اعتبر البعض الأنباء دعاية اميركية. وبينما يعتقد القليل من العرب أن نظام الرئيس العراقي صدام حسين يمكن أن يصمد إلى ما لا نهاية أمام هجوم قوات التحالف على بغداد، فإن العديدين كانوا قد توقعوا أن تبدي العاصمة بغداد قتالاً أكثر ضراوة من مدينة البصرة الجنوبية التي لم تستطع القوات البريطانية السيطرة عليها إلا بعد اسبوعين. لذلك فإن أنباء وصول القوات الاميركية الى وسط بغداد أصاب الكثيرين بصدمة ودفعهم للتساؤل عن ما إذا كان صدام حسين يخادع حينما وعد بذبح القوات الاميركية عند مداخل بغداد.

فوق مائدة إفطار بفطائر وقهوة في مقهى بالرياض قال محاسب العقارات السعودي هيثم البواردي إن من الصعب عليه تصديق ما يبثه التلفزيون من تقارير. واضاف البواردي البالغ من العمر 30 عاماً «كيف لنا أن نعلم ما إذا كانت التقارير حقيقة أم محض دعاية لقوات التحالف لكن إذا كان ذلك حقيقة فإنه أمر محبط للغاية».

ومضى البواردي يقول «لقد كنا نأمل أن يوقع صدام خسائر كبيرة بالغزاة بقدر الإمكان ويلقنهم درساً ويجعلهم يعيدون التفكير مرة تلو الأخرى قبل ضرب بلد عربي آخ»..

في القاهرة جعلت الأنباء البعض أكثر إصراراً على الالتحاق بالعرب الذين ذهبوا إلى العراق متطوعين جنباً إلى جنب مع العراقيين. وقد بدأت نقابة المحامين تعج بالمتطوعين بعد وقت قصير من إذاعة الأنباء. وقال رجل مصري في الثلاثين من العمر طلب عدم ذكر اسمه «بوصفنا عرباً لا نستطيع أن نشاهد ذلك دون أن نتحرك، إننا نبيع أنفسنا بسعر غال إلى الله وليس لصدام».

ورفض متطوع آخر يدعى عبد الفتاح (41 عاماً) يعمل في مجلس بلدي، تصديق أن الاميركيين دخلوا بغداد قائلاً إن التقارير «كلها أكاذيب». وقال عبد الفتاح «إنها حرب نفسية وإذا كان الأمر حقيقة فإنه سيكون بمثابة استراتيجية حربية لإيقاع الاميركيين في فخ».

وبالرغم من المقاومة الخفيفة للاقتحام الذي تم يوم الاثنين لبغداد فإن عبد الفتاح يصر بأن «صدام نفسه سيقاتل حتى النهاية. وسيبقى منتصباً حتى يموت وهو يقاتل من أجل العراق»..

وفي دمشق قال أمجد محمد وهو حلاَق سوري يبلغ من العمر 23 عاماً إنه «حزين جداً». واضاف ان الاميركيين لن يستطيعوا البقاء في بغداد. إن بغداد أرض عربية نبيلة».

ووصف على عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب السوري اقتحام الولايات المتحدة لبغداد بأنه «موكب دعائي»، وقال انه يأمل أن تتلقى قوات الحلفاء «هزيمة نكراء»..

واضاف «إنهم يمارسون الإرهاب ضد دولة ذات سيادة ». وتابع عرسان، قائلا: «إذا احتلت قوات الحلفاء العراق فإن ذلك سيمثل علامة لبداية حرب التحرير ضد المستعمرين»..

وفي مسقط شاهد عدد من العمانيين الأنباء الآتية من بغداد بوجوه غاضبة ومحبطة. وصاح أحدهم «أين جيشك يا صدام؟». وتمتم آخر غير مصدق للصور التلفزيونية» هؤلاء الاميركيون يستندون إلى دعاية زائفة».

وعبر عبد المنعم الحوسني، المحاضر بالجامعة العمانية، عن أمله في أن يظهر الحرس الجمهوري والجيش العراقي بعض القوة لكنه قال إن مشاهدي الحروب عبر شاشات التلفزيون يجب أن يكونوا واقعيين.

واضاف : «يجب ألاّ ننسى أن العراق بعد أن أنهكته 12 عاماً من العقوبات والحصار لا يمكن أن تكون لها قدرات دفاعية هائلة» وفي لبنان بقى معظم المواطنين مسمرين إلى أجهزة التلفزيون أو الإذاعات لمتابعة الأخبار. ورفض عديدون تصديق التقارير الاميركية مفضلين أن يصدقوا رؤية وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف للأحداث.

وقال هشام مونيه 27 عاما، والذي يدير مكتباً للصرافة في ميناء صيدا جنوب لبنان «ان الصحاف» يقول انهم لم يدخلوا بغداد بعد ألم تسمعيه؟ لقد ظل الأميركيون يكذبون كثيراً منذ بداية هذه الحملة لذلك فأنا لا أصدقهم».

وقال مرهج شما وهو معماري لبناني، 39 عاما، إنه صدم من مدى سهولة دخول الاميركيين إلى بغداد : «كنت اعتقد ان من المفترض أن تقع معارك ضارية في بغداد، أين الحرس الجمهوري؟».

وقال شما انه أحبط بسبب الأحداث ولكنه ما زال يأمل بأن «للعراقيين مفاجآت ما زالت خفية». واضاف «آمل أنهم يعدون لهجوم مضاد يستطيع أن يقلب الطاولة رأساً على عقب من جديد».

وقد عبر طالبان جامعيان سعوديان عن نفس المشاعر فقال صلاح النعيم، 20 عاماً، «إن الشعب العراقي سيقاوم ويحول بغداد إلى فيتنام أخرى للاميركيين ويجعلها فخاً لا يخرجون منه أحياء». أما صديقه هشام البغدادي، 20 عاماً، فإنه هزّ رأسه دليل الموافقة وقال «ان أي عربي ومسلم يشعر بالغيظ لما يراه على التلفاز. ولكن إن شاء الله ستجلب بغداد الدمار على الاميركيين. إنها ستكون نهايتهم».