مئات العراقيين يستقبلون «المارينز» في طريقهم الى بغداد ويقدمون لهم سجائر «سومر» مقابل ماء وطعام

TT

جنوب بغداد ـ أ.ف.ب: استقبل مئات العراقيين جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز) الذين تقدموا نحو العاصمة العراقية بغداد وهم يهتفون «اقتلوا صدام» وهم يلوحون في اشارة ذات معنى بوضع اصابعهم حول رقابهم. واكد جنود في الفرقة الاولى من قوات «المارينز» الذين يوجدون على بعد حوالي 80 كيلومترا عن بغداد انهم استقبلوا استقبالا حارا من قبل السكان الذين التقوهم في الطريق كدليل على ان النظام العراقي في طريقه الى السقوط.

ومن بعيد صاح عراقيون «نحن نحبكم» وقدموا الى الجنود سجائر «سومر» عراقية بينما ارتسمت على وجه النساء والفتيات ابتسامة خجولة. ولكن خلف مظاهر الفرح هذه هناك مشاهد أسى منتشرة في كل مكان. وتناثرت على الطريق مضادات ارضية عراقية لا تزال تحترق وحطام دبابات وصور للرئيس العراقي صدام حسين وهو يرتدي الملابس العسكرية ونظارات سوداء مزقها الرصاص فيما تداعت احدى تماثيله على الارض. ولم تشاهد اية جثة عراقية على الطريق فالكثير من الجنود العراقيين فروا من الجيش، حسبما يقول الاميركيون.

واتجه العديد من اللاجئين نحو الجنوب في شاحنات تضم من 50 الى 100 شخص بينما فر العديد على الاقدام من المناطق التي تعرضت للقصف في بغداد وضواحيها. وحاول العديد من الجنود العراقيين من الجيش النظامي او من قوات الحرس الجمهوري وهم يرتدون الملابس المدنية الاختباء بين حشود اللاجئين ولكن كشف امرهم بسبب احذيتهم العسكرية المعروفة. واقترب رجال وقد لوحت وجوههم الشمس من سيارة جيب اميركية طالبين المياه والطعام. وطلب علي حسن القادم من بغداد بصحبة ولده الذي لم يتجاوز الثماني سنوات بهدوء بعض الطعام، مؤكدا ان الوضع في بغداد «ليس على ما يرام وان الناس عانوا ما يكفي»، وبعيون محمرة بسبب نقص النوم تساءل «هل سينتهي هذا قريبا؟».

كما تقدم عيسى الذي يبلغ حوالي 20 عاما من القوات وطلب هو ايضا بعض الماء والطعام، راويا ببعض الانجليزية كيف ان احد افراد عائلته قد اصيب في عمليات القصف، مشيرا بذعر الى السماء. وبينما اكد بعض العراقيين لقوات المارينز انهم يحبونهم فانهم طلبوا منهم بعض النقود. وتوالت روايات السكان عن الفظائع التي ارتكبت من قبل النظام مع تواصل تقدم قوات المارينز. وقال احد جنود الاستخبارات العسكرية في قوات المارينز انه وبحسب اقوال بعض القرويين فان صدام حسين طلب منهم تحت التهديد بالسجن العمل مجانا ولمدة شهر في اعمال الري ونصب قناة لمياه الشرب. وتقدم رجل طاعن في السن يرتدي ملابس تقليدية من احد جنود المارينز متحدثا بالعربية وقص عليه كيف خلعت قدمه اليمنى في انفجار عندما هاجمت القوات العراقية قريته عام 2001، وقال «انتهوا بسرعة وانهوا هذا الرجل». وصدم السارجنت سايمون واد بعد ان اكتشف مصنعا لصنع المتفجرات في مبنى احدى المدارس. واكد «انهم وضعوا قنابل وصواعق ومتفجرات على طاولات التلاميذ. انه مشهد حزين في مدرسة».

ويبدو ان عملية الزحف نحو العاصمة العراقية بغداد قد رفعت من معنويات القوات. وبدا الجندي كريس لاو ، 19 عاما، من ايداهو الذي كان منشغلا بمراقبة بعض جنود المارينز وهم يمزحون مع شباب عراقيين، وقال «في السابق كنت اكره ان اكون هنا ولكن ما ان رأيت الناس الذين يقتربون منا ويشكروننا حتى شعرت بأني احسن».