البريطانيون يؤكدون مقتل «علي الكيماوي» في هجوم صاروخي موجه بالليزر

TT

اعلن ضابط بريطاني امس انه تم العثور على جثمان علي حسن المجيد، ابن عم الرئيس العراقي وقائد المنطقة الجنوبية والشهير بلقب «علي الكيماوي»، بعدما قتل خلال احدى عمليات القصف التي نفذتها طائرات التحالف يوم السبت الماضي.

وقال الميجور اندرو جاكسون من الكتيبة الثالثة للواء المظليين البريطاني ان رؤساءه ابلغوه بمقتل علي حسن المجيد خلال قصف بصواريخ موجهة بالليزر شنته طائرات التحالف يوم السبت الماضي على منزله في مدينة البصرة. واضاف انه تم العثور على جثة المجيد الى جانب جثتين، الاولى لأحد مرافقيه، والثانية لرئيس جهاز الاستخبارات العراقية في البصرة. وقال جيف هون وزير الدفاع البريطاني امس ان هناك دلائل قوية على مقتل المجيد ابن عم الرئيس العراقي صدام حسين وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية بالعراق. وأضاف للصحافيين في لندن «لسنا متأكدين من مكان صدام حسين او ولديه.. هناك تقارير بدأت تأتي فيما يتعلق بمكان بعض من هؤلاء الثلاثة». واضاف «ولكن فيما يتعلق بعلي حسن المجيد فلدينا بعض الدلائل القوية على انه قتل... لكن لا يمكنني بعد تأكيد هذه الحقيقة بصورة مطلقة».

واعلنت مصادر الجيش الاميركي انه لا يمكنها تأكيد مقتل المجيد. ويحاول المسؤولون العسكريون ان يظهروا بعض الحذر الى حين استكمال التحقيقات المتعلقة بالجثث الثلاث التي عثر عليها في منزل المجيد. ولكن مراقبين في جبهة البصرة يؤكدون ان الانهيار السريع للمقاومة في هذه المدينة يعود الى مقتل المجيد وعدد آخر من عناصر القيادة الجنوبية. وبرغم ان احتمال الفرار لا يزال قائما، الا ان الترجيحات تشير الى ان المجيد ما كان ليجرؤ على ان يترك موقعه حيا ليذهب الى بغداد حيث قد يتعرض الى انتقام صدام.

وقال قاني حجار، أحد الاكراد العراقيين في لندن، معربا عن سعادته لنبأ مقتل المجيد، «إنه نبأ هام للغاية. لقد كان ظلا لصدام في العراق وأكثر الاشخاص المكروهين في العراق. إننا مبتهجون. لقد كان العراقيون يخشون كثيرا من هذا الرجل، ولا يمكن لأحد أن يفهم الخوف منه غير العراقيين».

والمجيد متهم بأنه المسؤول الذي أصدر أمرا بشن هجوم كيماوي على الاكراد العراقيين في حلبجة في عام 1988، قتل خلاله عدد يقدر بنحو 10 آلاف مواطن كردي، ولهذا السبب أطلق عليه لقب «علي الكيماوي».

وقاد المجيد عمليات القمع ضد الشيعة في جنوب العراق في انتفاضة عام 1991 التي اعقبت حرب الخليج. وكان الرئيس صدام عينه حاكما للكويت عقب الغزو العراقي في اغسطس (آب) .1990 وطالبت منظمات حقوق الانسان باعتقال المجيد لمحاكمته بجرائم حرب، وذلك خلال جولة عربية قام بها قبل نحو شهرين بتكليف من الرئيس صدام لحشد التأييد للعراق في مواجهة التهديدات الاميركية بالحرب. وفي حينها قال كينيث روث رئيس منظمة «هيومان رايتس ووتش» في نيويورك «ان المجيد هو اكثر رجال صدام اثارة للكراهية، حيث ارتبط اسمه بأسوأ جرائم الحرب التي نفذت في العراق، وفي مقدمتها جرائم الابادة الجماعية».

ووصف حازم اليوسفي ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني (بقيادة جلال الطالباني) في القاهرة، المجيد بانه «رجل جريمة متميز بين كل مجرمي النظام العراقي».

والمعروف ان المجيد كان مراسلا على دراجة نارية في الجيش العراقي قبل تولي حزب البعث العربي الاشتراكي للسلطة عام .1986 ورقي الى رتبة «فريق» وكان وزيرا للدفاع بين عامي 1991 و1995 بالاضافة الى كونه مسؤولا عن قيادة مناطقية للحزب الحاكم.

وخلال الحرب العراقية ـ الايرانية بين اعوام 1980 و1988 قاد المجيد حملة التهجير المشهورة التي سميت «الانفال»، والتي قضى خلالها عشرات الآلاف من الاكراد الذين رفضوا التهجير الى مناطق نائية في جنوب العراق.

وخلال محادثات السلام مع القادة الأكراد التي اجريت في ابريل (نيسان) عام 1991، ابلغ جلال الطالباني المجيد بانه مسؤول عن مقتل 20 ألف كردي خلال حملة «الانفال». فرد عليه المجيد مصححا ان هذا الرقم مبالغ فيه، وان عدد الضحايا لم يتجاوز 10 آلاف انسان... فقط.

وشوهد المجيد في تسجيلات فيديو عرضت في العديد من محطات التلفزيون وهو يقوم باعدام مواطنين من الشيعة في جنوب العراق انتفضوا على السلطة عقب هزيمة الجيش العراقي في حرب الكويت. وقبل الاعلان عن مقتله، قالت تقارير من البصرة أن المجيد أصدر أمرا بشن هجمات شرسة على قوات التحالف، وكان يرهب سكان المدينة بأحكام الاعدام التي ينفذها بحقهم، ما لم يساهموا في الدفاع عن نظام صدام حسين.