بريماكوف: صدام حسين قال لي إنه سيظل في العراق حتى النهاية ولا أصدق أن يكون له أشباه

الحرب محسومة إلا أن معاركها ستتواصل ربما على شكل حرب أنصار * مستقبل الأكراد قد يتجسد بصيغة كيان ذاتي يتمتع بخصائص الدولة المستقلة

TT

قال يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الروسي الاسبق ان نتيجة الحرب التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا محسومة الا ان المعارك لن تنتهي. وقال ان صدام حسين اخبره انه لن يترك العراق، ونفى ان يكون هناك أشباه للرئيس العراقي، واكد ان المزاعم الاميركية التي اوردها الاميركيون لتبرير شنهم للحرب، وهي وجود اسلحة دمار جماعي في العراق، واستقبال السكان لهم بالزهور، لم تحدث. وقال بريماكوف المستعرب الشهير الذي يشغل حاليا منصب رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية، اثناء استضافته في ندوة اذاعية مع برنامج «فليّانيه» (النفوذ) بث باللغة الروسية مساء الاحد، ان تفوق السلاح الاميركي مقابل السلاح العراقي الذي يعود الى جيل الحروب السابق سيحسم الحرب. واضاف لدى اجابته عن سؤال حول توقعاته عن طول فترة الحرب انه لا يعتقد ان الحرب ستنتهي فورا، رغم وجود الجنود والدبابات الاميركية داخل بغداد.

واضاف بريماكوف الذي شغل في السابق ايضا منصب رئيس المخابرات، ويوصف بالرجل الذي حاز ثقة الرئيس العراقي صدام حسين من جهة، كما حاز احترام الغرب له، انه يستطيع القول ان الحرب في افغانستان مثلا لم تنته حتى الآن، وهذا ما يقود الى الاعتقاد ان الحرب ستستمر في بغداد وفي العراق. الا انه استطرد قائلا ان الحرب قد تتخذ اشكالا اخرى، مثل حرب الانصار، وما شابه. وأكد بريماكوف ان «من المهم حسب رأيي، الاشارة الى أمرين مهمين في ما يتعلق بالحرب، واستشهد هنا بما قاله بريجنسكي المستشار الاسبق للأمن القومي الاميركي، الذي لا يعرف بعدائه للادارة، والذي قال ان الحرب الاميركية ضد العراق يمكن تبريرها فقط، عندما يلجأ صدام حسين الذي يحارب من اجل انقاذ نفسه، الى استخدام اسلحة الدمار الشامل، وعندما يقوم العراقيون باستقبالنا بالزهور. وعندها يستطيع الاميركيون الاعلان امام العالم انهم كانوا على حق في شن الحرب لتحرير العراق من صدام». واضاف «أنا اقول ان الأمر الاول لم يتحقق، كما لم يتحقق الأمر الثاني... ومع ذلك فاني اؤكد ان نتيجة الحرب محسومة».

وعن مصير صدام حسين، قال بريماكوف: انه يصعب الحديث عن ذلك الآن. اولا، دعني أقول، اني لا اصدق ان صدام حسين له أشباه، او ان اشخاصا شبيهين به يظهرون هنا وهناك. وثانيا إني لا اعتقد انه سيترك العراق، فوفقا لطباع صدام، ولمزاجه، ونياته التي ابداها اثناء لقاءاتي الاخيرة معه قبل بدء الحرب، فانه يريد البقاء داخل العراق حتى النهاية.

وردا على سؤال طرحه شوستر سافيك الذي ادار الندوة الاذاعية، حول الانباء التي تتردد في الاوساط السياسية، خصوصا الغربية منها، عن طلب قدم اثناء زيارته الاخيرة الى بغداد، من العراقيين، نقل ارشيف صدام حسين الى روسيا، أجاب بريماكوف: ان هذا هراء مطلق، لانني لم اطرح هذا الموضوع البتة.

* مستقبل العراق

* سافيك: عمَّ تكلمتم اذاً؟

ـ بريماكوف: سألته، أولا، هل سينفذ صدام حسين كل قرارات مجلس الأمن الدولي ويدعم مهمة المفتشين، وقد وعد بذلك. وقد جرت اكثر الاحاديث حول ذلك.

* وماذا عما سيجري حول العراق ما بعد الحرب؟

ـ في احوال الحرب التي تؤدي الى سقوط اعداد كبيرة من الضحايا في حرب دموية، فان من المعيب الحديث بأسلوب من الكلام الرفيع حول مستقبل العراق. ولكني اجيب على هذا السؤال بأنه لو كان لدى الاميركيين ممثلون عراقيون «يضعونهم في الجيب»، ويستطيعون توحيد صفوف المعارضة في الداخل، لقدموهم في الواجهة كزعماء للعراق. والحال ان المشكلة المحتملة التي تواجه العراق حدوث مصادمات بين المجموعات وحرب اهلية بين القوى العراقية المتصارعة.

* وهل ترجح ان تقع هذه المصادمات المدنية في العراق؟

ـ لا. لا ارجح ذلك.

* وماذا عن الاكراد؟

ـ لا اعتقد بوجود خطر تأسيس دولة كردية مستقلة، الا انها يمكن ان تتأسس بصيغة كيان ذاتي يتمتع، الى حد بعيد، بخصائص الدولة المستقلة.

* وماذا عن فكرة الجنرال الاميركي الحاكم العام للعراق، هل سيزرع ذلك بذور الصراع المقبل؟

ـ لا اعتقد انه يمكن نسخ التجارب السابقة التي طبقت على اليابان والمانيا، في الوقت الراهن، على العراق، بل يجب البحث عن اساليب اخرى. ولن اخوض في هذا الميدان لأنني لست كاهنا، يطرح التكهنات.

* وماذا عن العلاقات الروسية ـ الاميركية خصوصا بعد امتناع روسيا مثلها مثل فرنسا والمانيا عن تأييد الحرب ضد العراق، وتصريحات بعض الشخصيات النافذة عن إبعاد هذه الدول، خصوصا فرنسا وروسيا، عن اي دور لها في العراق؟

* رغم ارتفاع مثل هذه الاصوات علينا ان نقاوم وجهة النظر التي تؤكد على احادية التعامل الاميركي من جهة، والتأكيد على التعاون الروسي ـ الاميركي الذي يصب في مصالحنا.

* وفقا لوسائل الاعلام الاميركية، تظهر استطلاعات الرأي في روسيا ان 3 في المائة من السكان فقط يحبذون انتصار اميركا بينما يحبذ 58 في المائة منهم انتصار صدام حسين.. ما رأيك بذلك؟

ـ برأيي ان السؤال طرح بشكل خاطئ، اذ ان الروس لا يريدون انتصار صدام بل يريدون تخلي الولايات المتحدة عن انتهاج سياسة التعامل الاحادي ومهاجمة الدول المستقلة والتدخل في شؤونها.

* نشر نص مقابلة يفغيني بريماكوف بالروسية على موقع «اراك وور» الانترنتي الروسي، وعنوانه: www.iraqwar.ru