القوات البريطانية تواجه مطالب سكان البصرة بتوفير الأغذية والخدمات

TT

قاعدة السيلية (قطر) ـ وكالات الانباء: تدفق البشر والسيارات في شوارع البصرة امس بعد يوم من دخول القوات البريطانية الى قلب ثاني اكبر المدن العراقية وعبر كثيرون عن غضبهم لنقص المياه وتعطل القانون والنظام. ورحلت قوات المظليين التي دخلت المدينة اول من امس لكن عشرات الدبابات البريطانية تمركزت في مواقع عند المفترقات الرئيسية وبدأ الجنود توزيع الماء في اربع نقاط.

وقال الكابتن جيليس ماليك «كل ما نفعله اليوم هو اظهار وجود قواتنا مما يتيح للناس ان يشعروا بالثقة فيخرجوا للشوارع ويفعلوا ما يريدون».

وكانت الاجواء في الشوارع حول القوات ممتلئة بالاثارة وفي ميدان العاصمة الرئيسي انزلت صورة كبيرة للرئيس العراقي صدام حسين. لكن السكان بعيدا عن الجنود اشتكوا من قلة المياه.

وقال صلاح عبد الصبور، 64 عاما، «لكي يطيحوا صدام اصبح الشعب العراقي جائعا وعطشانا. ما الذي يفعله هؤلاء الجنود. لم نحصل منهم على اي شيء». وخارج مستشفى البصرة العام صرخت امرأة «اين معوناتهم.. اين نقودهم.. كل ما حصلنا عليه هو ماء قذر».

وقال الكابتن نيال برينان من الحرس الايرلندي ان الحكومة العراقية قطعت امدادات المياه والكهرباء عن البصرة. وقال ان الكهرباء اعيدت الآن الى معظم المدينة وان معامل معالجة المياه اصلحت هي الاخرى. ولكنه قال ان شبكة المياه التالفة والملوثة في حاجة الى اصلاح وانه لا يعرف كم سيستغرق ذلك.

وكان الناس غاضبين كذلك من اعمال السلب والنهب والتي بدأت عندما كانت القوات البريطانية تسعى للسيطرة على البصرة. وتوقف السلب والنهب امس لكن ما زال بالامكان رؤية الصبية والشبان الصغار وهم ينهبون كل ما يستطيعون حمله على العربات الخشبية.

وفي مقر قيادة الحرب في قطر قال الكابتن ال لوكوود «اعتقد اننا نستطيع القول بثقة ان المدينة حررت... (لكنها) ليست آمنة تماما بعد. فربما ظلت هناك بعض جيوب المقاومة».

وقال لوكوود «ظلت البصرة هادئة في الليلة السابقة وخلال النهار. سنجري (عمليات) بحث لتحديد مواقع جيوب المقاومة (التي نعرف انها) موجودة». وقال «عادت الحياة الى حد كبير الى طبيعتها هناك». مضيفا ان الحافلات العامة عادت تسير في المدينة.

وقال لوكوود ان القوات البريطانية عثرت على عدد كبير من الاسلحة في المدينة وانهم ما زالوا مستعدين للتعامل مع اية عناصر مقاومة صغيرة. وقال «بالأمس كانت لدينا عناصر من الفوج المظلي الثالث دخلوا المدينة القديمة حيث كانت آخر جيوب المقاومة. لقد ذابت المقاومة». وأوضح بعض السكان انهم لا يريدون القوات البريطانية ان تمكث وصرخ حسن عبد الرزاق في احدى الدبابات «متى تعودون لبلادكم.. ارحل ايها الجندي.. نستطيع الاهتمام بشؤون بلادنا الآن».