تركيا تؤكد أنها تلقت ضمانات أميركية بشأن انسحاب القوات الكردية من كركوك والموصل

TT

اعلن وزير الخارجية التركي عبد الله غول امس ان المقاتلين الاكراد بدأوا ينسحبون من كركوك شمال العراق. وقال الوزير للصحافيين «ان العناصر التي دخلت كركوك بدات تغادرها اعتبارا من اليوم (امس)». واضاف ان القوات الكردية التي دخلت الموصل، كبرى مدن شمال العراق، صباح امس ستنسحب ايضا «في اسرع وقت ممكن»، مشيرا الى انه تلقى «ضمانات» بهذا الصدد من الولايات المتحدة.

وأفاد مصدر دبلوماسي تركي امس بأن تركيا ارسلت بالاتفاق مع الولايات المتحدة نحو 15 مراقبا عسكريا لمتابعة الوضع في منطقتي كركوك والموصل. واضاف الدبلوماسي طالبا عدم ذكر اسمه «سيظلون في المكان طالما كان ذلك ضروريا». وتم ارسال الضباط الاتراك بعد اتفاق بين وزير الخارجية التركي ونظيره الاميركي كولن باول.

في الوقت نفسه دخل العراقيون الاكراد والتركمان امس في حرب كلامية عنيفة. واتهم زعيم العراقيين التركمان الذي تربطه علاقات اثنية مع تركيا، الاكراد بارتكاب عمليات قتل ونهب في كركوك، بينما قال مسؤول كردي ان تلك الاتهامات تهدف الى التحريض على تدخل عسكري تركي ضد الاكراد. وقال مصطفى ضيا من الجبهة التركمانية العراقية ان الاكراد يقومون باحراق ونهب مكاتب حكومية بما فيها دوائر تسجيل الملكية، كما انهم يهاجمون مصالح تركمانية «من اجل القضاء على الوجود التركماني». وقال في مؤتمر صحافي «يريدون (الأكراد) ضمان عدم اثبات الهوية التركمانية» لكي يضمنوا تسليم المنطقة الى سيطرة الاغلبية الكردية. واضاف «نطالب بانسحاب البيشمركة (المقاتلين الاكراد) من كركوك بالسرعة الممكنة (...) يمكن تغيير الكثير من الامور هناك بفعل الامر الواقع». وقال ضيا انه تلقى تقارير غير مؤكدة بأن حوالي 50 شخصا قتلوا في كركوك منذ امس عندما استولت القوات الاميركية والمقاتلون الاكراد على المدينة دون مقاومة تذكر. الا ان بهروز جلالي ممثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في انقرة والذي دخل مقاتلوه كركوك يوم الخميس برفقة القوات الاميركية الخاصة وصف المزاعم التركمانية بأنها «خاطئة ودعائية من ألفها الى يائها». وقال جلالي «ان بعض الاوساط هنا تحاول خلق ذريعة للجيش التركي للتدخل في شمال العراق». وهددت انقرة بالتدخل العسكري اذا ما سقطت كركوك والموصل الغنيتان بالنفط في ايدي المقاتلين الاكراد. وتخشى انقرة من ان تدفع عائدات النفط اكراد العراق الى اعلان الاستقلال، الامر الذي سيشجع اقاربهم الاكراد في جنوب شرقي تركيا الى ان يحذوا حذوهم. ويزعم العراقيون الاكراد بأن لهم الحق في كركوك والموصل لانهم كانوا يشكلون الاغلبية هناك قبل ان يستولي عليهما العرب تحت حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وبدأ آلاف الاكراد من المنفى بالعودة الى كركوك بعد سقوطها اول من امس في محاولة من بعضهم لاستعادة ممتلكاتهم. ويعتبر الاكراد كركوك عاصمتهم في الفيدرالية العراقية. ويزعم التركمان بأن كركوك والموصل لهم.

من جهة اخرى، انتقدت الصحف التركية امس الولايات المتحدة متهمة اياها بانها لم تف بتعهداتها الحؤول دون سقوط مدينة كركوك النفطية بين ايدي المقاتلين الاكراد. وتحت عنوان «كابوس دام 24 ساعة في كركوك» قالت صحيفة «راديكال» ان تركيا «تنفست الصعداء» بعد ان قدمت الولايات المتحدة ضمانات بأن البيشمركة سينسحبون في اسرع وقت ممكن من هذه المدينة.

وكتب احد المعلقين في هذه الصحيفة «من الواضح انه لم يتم الوفاء بالتعهدات». وأعربت صحيفة «حريت» الواسعة الانتشار عن اسفها لان القوات الاميركية لم تحاول التصدي لدخول القوات الكردية الى كركوك. وجاء في افتتاحيتها «ان هذا الموقف الاميركي يؤدي الى مواجهة مع تركيا».