القوات الكردية تغادر مركز الموصل بعد ساعة من دخولها والمدينة تغوص في موجة من عمليات السلب والنهب

بارزاني توسط بين ممثلين عن الفيلق الخامس والقوات الأميركية على الاستسلام * الجبوري يقول إنه يشكل قوة من القبائل العربية لحفظ الأمن

TT

غادرت قوات «البيشمركة» الكردية مركز مدينة الموصل في شمال العراق امس بعد ساعات من دخولها. وكما في كركوك والموصل بدأت عمليات نهب وسلب للمؤسسات العامة بما في ذلك جامعة الموصل. وكان عدد قليل من القوات الكردية قد دخلوا وسط المدينة بعيد الساعة السابعة صباحا. وبعد ساعة من ذلك بدا «البيشمركة» وكأنهم غادروا ساحة الحكومة فيما كان بعض الاشخاص يرفعون العلم العراقي على مبنى الحكومة واختفى العلم الاصفر للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي رفع على المبنى قبل ذلك بقليل. ولم يشاهد اي صحافي او اي من الشهود اي جندي اميركي في وسط المدينة ولم يتسن معرفة ما اذا كان الجنود العراقيون ما زالوا موجودين.

واعلن المتحدث باسم القيادة الاميركية الوسطى في قاعدة السيلية في قطر الجنرال فنسنت بروكس ان اتفاقا رسميا لوقف اطلاق النار وقع مع الفيلق العراقي الخامس قرب الموصل. واضاف في مؤتمر صحافي امس «ان احد قادة قوات العمليات الخاصة في قوات التحالف وقع اتفاقا مع قيادة الفيلق الخامس في الجيش العراقي النظامي قرب الموصل». واشار الجنرال بروكس الى ان «محادثات كانت تجري منذ فترة هي التى ادت الى الاتفاق» اول من امس الخميس وذلك بعد عمليات قصف و«جهود لاقامة اتصال» بين الطرفين. وأوضح ان الاستسلام الرسمي لقيادة الجيش النظامي في هذا القطاع «يعني ان قوات الفيلق الخامس في الجيش (العراقي) ستترك ساحة المعركة ـ وبعضهم ترك فعلا ـ وتتخلى عن عتادها». واضاف «اننا نرى الشيء نفسه هناك خصوصا في الشمال حيث العديد من عناصر القوات العراقية تخلوا فعلا عن بزاتهم العسكرية وتركوا ساحة المعركة ورحلوا». واعرب الجنرال بروكس عن ارتياحه وقال «هذا تماما ما كان التحالف يريده».

وصرح مسؤول بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني بأن المدينة سقطت بعد مباحثات بين القادة العسكريين العراقيين فيها الذين طلبوا الاستسلام بدون معارك والاميركيين. وقال هوشيار زيباري الناطق باسم الحزب ان سكان الموصل، بينهم قادة في الفيلق الخامس (في الجيش العراقي) والمحافظ وزعماء اسر مهمة، ارسلوا اول من امس وفدا الى مسعود بارزاني (زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني) طالبين وساطته لدى الجانب الاميركي «لاستسلام سلمي للمدينة بدون معارك». واضاف المسؤول «نقلنا الرسالة الى الاميركيين بعد الظهر. تريد مدينة الموصل الاستسلام وعلينا طمأنة سكانها». ومضى يقول «توصلنا الى نتيجتين، اولا بما ان الحرب مستمرة طالب القادة الاميركيون استسلاما رسميا. ثانيا لقد طمأنا سكان الموصل باننا سنساعدهم على حماية ممتلكاتهم و(ضمان) امنهم في اطار عملية الاستسلام». الى ذلك، قال الكابتن فرانك ثورب من مقر القيادة الوسطى بقطر ان «قائد الفيلق العراقي الخامس نقل الامر (الاستسلام) الى الجنود في الميدان. سنقرر ما اذا كنا سنأخذهم اسرى ام نتركهم يعودون الى ديارهم».

وقال قائد عسكري كردي في وقت سابق خارج مدينة الموصل ان القوات العراقية والمسؤولين الموالين لصدام حسين تخلوا عن المدينة وتركوها مفتوحة للقوات الكردية التي تساندها الولايات المتحدة. واضاف «لم يبق اتباع لنظام صدام. هذا واضح». وتم اصلاح جسر هام في الخضر على الطريق الى الموصل من اربيل تم اصلاحه مما سمح للدبابات الاميركية التي تتدفق على اربيل التي يسيطر عليها الاكراد بالوصول الى الموصل بسهولة. وكانت القوات العراقية المغادرة قد نسفت الجسر اثناء هربها منذ بضعة ايام.