تراجع حماس المنادين بمقاطعة منتجات الشركات الأميركية

TT

في ظل السخط الشعبي الذي شهدته المنطقة العربية، على عدد من مواقف الحكومة الأميركية، انطلقت اصوات تحرض على مقاطعة منتجات وخدمات الشركات الأميركية.

المقاطعة نجحت ام فشلت يقيسها اصحاب الشأن، وهم ممثلو الشركات الأميركية العاملة في البلاد، مثل سلسلة مطاعم ماكدونالدز، وشركة فورد للسيارات.

وهنا تحدثت «الشرق الأوسط» مع الأمير مشعل بن خالد رئيس شركة الرياض العالمية للأغذية مالكة الامتياز في المنطقتين الوسطى والشرقية من البلاد، في هذا الخصوص، وقال: لا شك ان التحولات التي طرأت على واقعنا قد انعكست على بعض القطاعات التجارية في السعودية وسائر دول المنطقة، ومنها ماكدونالدز السعودية، ولكن، بفضل من الله، كان مفعول هذا التأثير طفيفا على ماكدونالدز السعودية، وعكس ذلك مدى الوعى والادراك الذي يتمتع به الشعب السعودي بان مثل هذه الاعمال، لا تؤثر إلا على الاقتصاد الوطني بصفة عامة، والشركات الوطنية بصفة خاصة. ومنها ـ والحديث له ـ ماكونالدز السعودية، والتي تمتلكها وتديرها شركات محلية 100 في المائة، هي شركات الرياض العالمية للاغذية وشركة رضا للخدمات الغذائية المحدودة.

وأشار إلى أنه بصفة عامة، فإن الحديث عن المقاطعة، لا يؤثر على أصحاب الشركات المحلية أو العاملين فيها هم من أبناء هذا الوطن فحسب، بل يضر بالموردين السعوديين الذين يتعاملون مع هذه الشركات الوطنية. وان مثل هذا التصرف يهدد رؤوس أموال اصحابها، والعاملين لديها، وبالتالي تصبح عائقا اساسيا في نمو وازدهار البلاد.

واوضح ان ماكدونالدز السعودية اصبحت اليوم بمكانه مميزة واستطاعت ان تكسب ثقة المستهلك السعودي في مجال الوجبات السريعة، اذ يوجد لديها 75 فرعا في 16 منطقة من انحاء السعودية، والخطى مستمرة لافتتاح المزيد من الفروع.

وافاد بان اهداف ماكدونالدز السعودية، منذ افتتاح أول فرع لها 1993 بدأت بتقديم اعلى معايير الجودة والخدمة والقيمة الى كافة زبائنها، والاهم من ذلك ان يكون لها دور هام ورائد في دعم مجتمعنا الحالي من خلال الانشطة الخيرية والانسانية اضافة الى اهتمامنا في السعودة، حيث يعمل لدينا اليوم ما يزيد عن 200 شاب سعودي.

ومعلوم انه في مارس (آذار) الماضي، طرح أصحاب امتياز مطاعم ماكدونالدز في منطقة الخليج، منتجا خصت به السوق الخليجية أطلق عليه اسم (ماك عربي). وتحدث الأمير مشعل بن خالد رئيس شركة الرياض العالمية للأغذية ان فكرة تطوير منتج يخص السوق الخليجي بدأت منذ عامين. ورأى البعض حينها انها كانت خطوة رغبت فيها ماكدونالدز لخطب ود الخليجيين والعرب في ذلك الوقت وهو ما نفاه الامير مشعل، مشيرا الى ان الدراسات للمنتج بدأت منذ زمن طويل وقبل ورود مثل هذا الطرح.

من جانبه، ذكر لـ«الشرق الأوسط» نبيل الحصين المدير الاقليمي لشركة توكيلات الجزيرة وكلاء سيارات فورد في السعودية، أن الحديث عن تراجع قناعة الناس لتصحيح مفهوم مقاطعة المنتجات الأميركية، قد لا يكون دقيقا، بدليل عدم تلمسنا لانخفاض مبيعاتنا من السيارات في ذلك الوقت، اذ ان جميع المنافسين بمختلف جنسيات شركاتهم الاصلية تأثروا ايضا سلبا.

وعزا ذلك الى ان قرار شراء السيارات ليس مثل المنتجات المرصوصة في رف ما، بل هو قرار يحتاج الى تمحيص ودقة بعيدا عن العاطفة، فليس من السهل ان تقاطع منتجات شركة بسبب جنسيتها برغم قناعتك بمدى صلابتها وتكامل خدماتها ما بعد البيع. وابان الحصين ان الناس بدأوا في التعمق بالمسألة، على الرغم من ان الحماس كان في البداية واضحا لمقاطعة كل ما هو أميركي، أما اليوم فقد يكون ذلك شبه معدوم. وهنا لا أستطيع أن أجزم على مرئيات الناس، لكن الواضح أن الجميع يرى الوضع بمنظار مختلف بعيدا عن دعوات المقاطعة.