الطلاب السعوديون في أميركا: الوضع أفضل لكنه ما يزال صعبا

طالبة سعودية: تركي الحجاب أثار مشاعر الأميركيين المسلمين * سعوديون قرروا تغيير ألقابهم لتسهيل عودتهم إلى أميركا

TT

«الوضع أفضل، لكنه ما زال صعبا» هذا الوصف الذي أجمع عليه أكثر من ستة طلاب وطالبات سعوديين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» من أميركا. إلا أن جميعهم أعربوا عن رغبتهم في العودة في اقرب فرصة ممكنة. اللافت أن الشبان الذين اضطروا للعودة قبل عامين بسبب الأحداث ما زالوا يرغبون في العودة بأي طريقة لمواصلة دراستهم هناك.

يقول عادل الجار لـ«الشرق الأوسط»: «الواقع لا توجد مضايقات حقيقية، ولكن الاجراءات الاميركية غالباً ما تستجد تجاه المقيمين العرب عموماً والسعوديين خصوصا». وأضاف الجار أن «المجتمع الأكاديمي الأميركي أكثر متسامحاً، ولا توجد مضايقات تذكر. ولكن الأجواء ما زالت مشحونة بشيء من التوتر خصوصاً في الأماكن العامة. وأنا أتوق للعودة إلى البلاد في اقرب فرصة».

سالم الغامدي نموذج مختلف يقول «السلطات الأميركية حرمتني من البقاء بعد الأحداث لأسباب واهية، وكنت لم انه دراستي بعد. وما زلت أتمنى العودة، خصوصاً بعدما أن علمت أن سبب إخراجي أني احمل نفس لقب أحد الإرهابيين التسعة عشر، مما جعلني أغير لقب القبيلة بلقب (الفخذ) ومن ثم إعادة إرسال أوراقي علهم يقبلونني من جديد، حتى ولو كان في جامعة آخرى».

ومعلوم أن الطبيعة القبلية في المنطقة تتحكم في أسماء عائلات سعودية كثيرة، مما يجعل شجرة العائلة متفرعة في أنحاء المملكة، من دون أن يعرف أفرادها بعضهم بعضاَ. وهذا أقحم على حياة الطلاب الحاملين لألقاب عائلات مماثلة لأسماء عائلات المتهمين بالتورط في أحداث 11 سبتمبر، مزيداً من المعاناة بسبب الإجراءات.

والوضع تفاقم في اتجاهات أخرى لدى بعض السعوديات الباحثات عن حلول وسط موجة المخاوف. أماني شابة سعودية اعتادت ارتداء الحجاب كغيرها من المسلمات، لكن تداعيات الأحداث زادت التحرش بالمسلمات المحجبات خصوصاً، تقول: «قررت خلع الحجاب خوفاً من الاعتداء. غير أن ما لم يكن في الحسبان أن يؤلب هذا السلوك مشاعر المجتمع الاميركي المسلم في الجامعة، فأضحى بعضهم يرمقني بنظرات ازدراء وتهديد».

والحال أن كثيراً من السعوديين المرتبطين بمواعيد دراسية عانوا من روتين السفارة الاميركية في منح التأشيرات، مما أدى إلى تعطيل بعثاتهم وتأخيرها. علماً انه في السابق لم يكن يحتاج إصدار التأشيرة إلى أكثر من يوم واحد، فيما يصل الآن إلى خمسة أسابيع كحد أدنى. هذا الجو التعليمي المتوتر بين السعودية وأميركا، دفع بدول أخرى إلى السوق، تبحث عن حصتها من الطلاب السعوديين مثل استراليا وماليزيا..وغيرها، والتي ما فتئت تقيم المعارض التعريفية بإمكانياتها وحجم السمعة التي تتمتع بها مؤسساتها التعليمية. فضلاً عن دول باتت إعلاناتها تتصدر صفحات الجرائد المحلية مثل تشيكيا وسلوفينيا وهي دول لا يعرف معظم السعوديين حتى موقعها على الخريطة. الدول العربية أيضاً تبحث عن نصيبها من السعوديين، فنشطت دول مثل لبنان ومصر والأردن في محاولات استقطاب الطلاب ببرامج ميسرة ومخفضة. ووصلت حد إرسال وزراء التعليم العالي في جولات خليجية كاملة.

السعوديون في الداخل ما زالوا يملكون نفس الولع بالشهادة الجامعية من الخارج، رغبة في ما تحمله من تجربة حياتية و«برستيج» اجتماعي لا يقاوم. فيما الأوضاع تزداد سخونة في الخارج، خصوصاً عند الاقتراب من أطراف القارتين الأوروبية والأميركية.