بول وولفويتز... الأكاديمي والسياسي وأحد رموز «المحافظين الجدد»

TT

أحد أبرز الأسماء التي لمعت في فترة التحضير لغزو العراق عام 2003 كان اسم بول وولفويتز. في تلك الحقبة كان وولفويتز من الناحية الرسمية نائب وزير الدفاع، وكان رئيسه المباشر وزير الدفاع دونالد رامسفلد. غير أن وزن وولفويتز السياسي وأهميته من الناحيتين الآيديولوجية والأمنية كانا أهم بكثير من منصب «نائب وزير». وهذا، حتى لو كان نائب وزير الدفاع في حقبة تولت فيها وزارة الدفاع (البنتاغون) أمر الإعداد للحرب من ألفها إلى يائها، إبان تصاعد نفوذ «المحافظين الجدد» - ومنهم وولفويتز ودوغلاس فيث وديفيد وورمزر - في عهد إدارة جورج بوش الابن السياسية، على حساب «الجمهوريين التقليديين» المعتدلين النافذين في عهد أبيه جورج بوش الأب، وعلى رأسهم جيمس بيكر والجنرال برنت سكوكروفت.

بول وولفويتز، شخصية يكاد يجمع كل من عرفها على تمتعها بالذكاء الحاد وتعدد المواهب، ويشهد على ذلك تقلبه في عدد من المناصب الدبلوماسية والإدارية السياسية والأكاديمية.

ولد وولفويتز في مدينة نيويورك في أواخر عام 1943، وتخرج في جامعة كورنيل المرموقة بريف ولاية نيويورك، حاملا درجة البكالوريوس في الرياضيات عام 1965، وفي عام 1972 نال درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة مرموقة أخرى هي جامعة شيكاغو.

وكان في شبابه مثل كثيرين من الشبان اليهود الأميركيين المثقفين ناشطا في الحزب الديمقراطي، وظل ديمقراطيا حتى عام 1981 عندما انتقل مع أترابه المتأثرين بفكر «المحافظين الجدد» – الذين كانت جامعة شيكاغو من أهم معاقلهم – إلى الحزب الجمهوري. وصار أحد ألمع وجوهه ووجوه ذلك التيار.

بدأ حياته السياسية والمهنية في وزارة الخارجية الأميركية في مطلع الثمانيات مديرا لقسم التخطيط السياسي بين 1981 و1982، ثم عين مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأقصى وحوض المحيط الهادي حتى 1986. بعدها عين سفيرا لدى إندونيسيا بين 1986 و1989، وبين 1989 ومطلع 1993 عين وكيلا لوزارة الدفاع لشؤون السياسات، وثم عين نائبا لوزير الدفاع بين 2001 و2005. وبين 2005 و2007 تولى رئاسة البنك الدولي.

وخارج نطاق العمل الحكومي تولى وولفويتز، وهو مطلق وأب لولد وابنتين، منصب عميد معهد بول نيتزه للدراسات الدولية المتقدمة التابعة لجامعة جونز هوبكنز.