المسار المختلف في الخليج

تاريخ الحركة الإسلامية في قطر .. بين الفكر الشمولي وحيوية الأفكار

الدوحة عام 1965
TT

تتبع الحركات الإسلامية في الخليج، يحكمه سيناريو متشابه، يكاد يصبح مكررا، يدور في حلقة واحدة، تبدأ من الطلاب المبعوثين إلى مصر للاستنارة، أو الاستزادة من العلم الصحيح، فيختلطون بأطياف الفكر القومي والإسلامي واليساري، فيعودون إما بصورة لعبد الناصر ومعها حفنة شعارات، أو بأعناق لفتها البيعة لحسن البنا ومعها أيضا حفنة شعارات بديكور مختلف، ويكونون هم الحاضنة الأولى لنواة التيار الإسلامي «الحركي»، فيوقظون إسلام السكينة، ويمتطونه أو يتحضرون لذلك، كما يسهم في هذه الفترة المعلمون والعاملون لنهضة الخليج الأوائل من مصر تحديدا والشام، وقد كان البنا حريصا على ربط قطاع التنظيم العالمي (متابعة الشؤون الخارجية) بقطاع من المعلمين والاستشاريين، يقدمون للحكام من فترة لأخرى، يدعمهم هو برحلاته وعلاقاته، وتأتي في أعقابهم الهجرة الثانية وهي هجرة قسرية، عقب تضييق السلطات المصرية على «الإخوان» في أعقاب أحداث المنشية، وانكشاف التنظيم السري والمحاكمات المصاحبة التي أودت بحياة مفكر «الإخوان» سيد قطب، وتأتي الهجرة الثالثة لإخوان سوريا في فترة بعد أحداث حماه الدامية، أضف إلى ذلك التأثر بالعراق الذي كان حاضرة التأثير في أقطار الخليج الأخرى، بما فيها الكويت، فتنتهي التشكيلات بإخوان «مصر والشام» في الخليج، يسدلون «غترهم» ويخالطون «بدو الخليج»، وتبقى التفاصيل الداخلية مبهمة، لمن الولاء، وكيف البيعة، وإلى غيره.

في عام 1961، وبعد ملابسات مختلفة، من اعتقال إلى إفراج مفاجئ، هاجر الشاب المصري حينها يوسف القرضاوي إلى قطر ليقوم على المعهد الديني الثانوي، الذي يطوره، ويسهم في الوسط الديني فيها، ويؤسس كلية الشريعة بجامعة قطر، وبالتزامن مع ذلك ينال الثقة، وتحولت قطر إلى محطة لرحلاته في دول الخليج، ولم يكن القرضاوي وحده، بل معه عبد المعز عبد الستار، والدكتور أحمد العسال، وعبد البديع صقر، فتولوا مهام الدعوة والدين، وكان حاكم قطر آنذاك الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني يوليهم الثقة، يقول عبد الغفار حسين في مقالة بجريدة «الخليج» الإماراتية: «ولم يكن الطريق سهل المسالك أمام التوسع الإخواني وغيرهم من الجماعات في الخليج العربي غير المنسجمة مع التيار القومي، ولذلك لم تقم في هذه المناطق تجمعات إخوانية منظمة لها الحول والطول قبل السبعينات من القرن المنصرم.. ولكن بارقة الأمل لمع وميضها في قطر، حيث لجأ إليها أفراد من (الإخوان) أخرجوا من مصر أو خرجوا منها، فتبناهم حاكم قطر الأسبق الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني الذي اعتبر (الإخوان) سلفيين مسلمين اضطهدوا في ديارهم فلجأوا إلى بلده وعليه نصرتهم، وكان الشيخ علي (رحمه الله) أميرا مسلما شديد التدين ويقرب إليه أهل العلم، ولم يكن منغمسا في أمور السياسة خارج إطار بيئته البسيطة، وجاء إليه أفراد من الإخوان المسلمين بينهم رجلان لهما مكانتهما في جماعة الإخوان، وهما الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عبد البديع صقر، ولعب هذا الأخير دورا قياديا نفع به (الإخوان)، وتولى الشيخ عبد البديع مركز المستشار لحاكم قطر ومديرا لدار الكتب القطرية التي تم تأسيسها في تلك السنين».

* إسلاميون في قطر..

قنطرة الإخوان

* يواصل حسين: «قطر كانت المكان الذي انطلق منه (الإخوان) صوب الإمارات، وبالذات دبي، التي ربطتها علاقة وطيدة بقطر ومنها المصاهرة بين الأسرتين الحاكمتين، ولم يكن المجتمع الإماراتي يومئذ (أواخر الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي) على وعي ثقافي وسياسي كاف يستطيع أن يميز به بين ما ينفعه في أمور السياسة وما لا ينفعه، وكانت تفاعلاته مبنية على المشاعر العاطفية المحضة تجاه القضايا والأحداث الجارية في المنطقة، وكانت وسائل الإعلام الموجهة في الدول العربية ذات الأنظمة الراديكالية هي التي توجه أحاسيس الناس وتسيطر عليها وتسيرها حسب أهدافها»، ويواصل: «وقد بدأ نشاط (الإخوان) في الإمارات من دبي التي أشرنا إلى ارتباطها بقطر، وانطلق هذا النشاط من مقر البعثة التعليمية القطرية التي جاءت من مساعدات قطر للإمارات في عام 1962، وكان للشيخ عبد البديع صقر ضلع في تأسيس هذا المكتب واختيار المدرسين والقائمين على شؤون المكتب، وكان الشيخ عبد البديع يتردد بانتظام على الإمارات، وأسس فيها مدرسة تابعة له اسمها مدرسة الإيمان في منطقة الراشدية في دبي وأعتقد أن هذه المدرسة ما زالت قائمة، وكان مديرو المدرسة من أقرباء الشيخ عبد البديع والمتصلين به، وكان معظم المبعوثين القطريين من المدرسين والإداريين من الإخوان المسلمين وجلهم من جنسيات فلسطينية وسورية مرتبطة بشكل أو بآخر بالجماعة ومناهجها السياسية. وجاءت مديرية مكتب البعثة القطرية لتثبت أن (الإخوان) عازمون على أن يكون لهم موضع قدم في الإمارات، إذ تولى أمر الإدارة إخواني شديد التعصب لـ(الإخوان) هو المرحوم عدنان سعد الدين السوري، وكان خطيبا مفوها ومجادلا شديد المراس، وكان حاد الخطاب جريئا في الدعوة إلى نهج (الإخوان) والتحامل على مخالفيهم، بعكس صاحبه الشيخ عبد البديع صقر الذي كان أكثر دبلوماسية وتحفظا في مهاجمة مناوئ (الإخوان)، وخاصة في العلن، وكان الشيخ عبد البديع يعمل في السر أكثر مما يعمل في العلن».

ويواصل: «والعجيب أن ممثلي الإنجليز الذين كان لهم وجود سياسي قوي في الخليج وفي الإمارات قبل عام 1968، كانوا يقفون موقف المتفرج بعين الرضا من نشاط (الإخوان) في هذه المناطق، ولعل ذلك يرجع إلى مناوأة (الإخوان) للراديكالية العربية وعلى رأسها الناصرية في مصر، حيث كانت مصالح الطرفين تلتقي عند هذه الحدود. وأول من تولى مديرية المكتبة العامة في دبي هو شقيق الشيخ عبد البديع الأستاذ أمين صقر منبعثا من قطر مع مساهمات قيمة من الكتب من مكتبة قطر الوطنية التي أسسها الشيخ علي بن عبد الله، كما تمت الإشارة فيما سبق. وتوالى على رئاسة البعثة القطرية وافدون عرب من ذوي الميول الإخوانية التشددية» (عبد الغفار حسين، الخليج الإماراتية، أغسطس «آب» 2012).

* قطر..أهل الهجرة المتأخرة!

* بالحديث عن الرموز الإسلامية المعدودة في الخليج، نجد أن «البدريين» (مصطلح يستخدمه الإسلاميون للتعبير عن الأوائل في الانسلاك في الدعوة) في البحرين يقودهم عبد الرحمن الجودر الذي بايع البنا في القاهرة. وفي الكويت نجد أبناء المطوع بها في الثلاثينات، ولكن لا يسجل المتابعون لمسيرة «الإخوان» في قطر حراكا لـ«الإخوان» يُذكر، وهذا لا يعني الانعزال التام للإسلاميين فيها، ولكنه يشي بشح المصادر الذي تحدث عنه محمود عاشور في دراسته عن «الإخوان» في قطر.

ويشير الدكتور عبد الله النفيسي إلى أنه مع منتصف السبعينات شرعت مجموعة من الشباب القطري، لا تتعدى المائة، في بناء تنظيم خاص لـ«الإخوان» في قطر، وتركز أغلب نشاط هذه المجموعة على النشاط الدعوي والتربوي.

* زمن المراجعات

* وبينما كانت هذه المجموعة البسيطة في قطر تنظم نفسها وتنشئ نواة التنظيم بشكله التقليدي حسب الهيكل التنظيمي للنموذج الإخواني، كانت بعض القيادات الشابة تدرس في الخارج، التي سيكون لها أثر كبير على مستقبل هذا التنظيم. إحدى أبرز هذه الشخصيات هو طالب كان يدرس الطب في القاهرة منتصف السبعينات، وهو جاسم سلطان، الذي سيكون له عظيم الأثر القيادي والفكري على جماعة الإخوان في قطر.

تكون جاسم سلطان - وعلى خلاف التكوين التقليدي للكوادر الإخوانية - بمزيج من الثقافة الإسلامية والاطلاع على العلوم الإنسانية، فبالإضافة لقراءته الكتب الإخوانية التقليدية لسيد قطب وسعيد حوى وفتحي يكن وغيرهم من كتاب «الإخوان»، فإنه «حين كان يدرس الطب كان اهتمامه كبيرا بالعلوم الإنسانية والأدب، وربما هذه الاهتمامات الإنسانية كانت أكبر من اهتمامه بالطب»، كما يقول عن نفسه. وأيضا ساهم اطلاعه على الأفكار السياسية المختلفة في الساحة العربية في وعيه بأهمية دراسة التراث الإنساني من الشرق والغرب، «بدأنا أكثر وعيا بالاتجاه إلى قراءة توينبي، وهيغل ومفكري عصر النهضة والتنوير وتراثهم المتعلق بالنهضة والحراك الاجتماعي، ومع امتداد التحولات الكبرى باتجاه الصين، وآسيا بدأت أيضا بدراسة هذه التجارب»، كما يتذكر.

ساهم وجود جاسم سلطان في مصر في منتصف السبعينات وقت نشوء التيار الإسلامي ومن ثم التحامه بجماعة الإخوان ومزاملته للقيادات الشابة الجديدة كعبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان، ساهم ذلك كله بتكوين وعيه حول الإشكالات التي ما زالت تحملها حركة الإخوان بشكلها التقليدي، وبحث الأفكار الإصلاحية في عقله وخطابه. ربما جاسم سلطان حمل ذات التوجهات الإصلاحية للقيادات الشابة في التنظيم المصري - جيل السبعينات - إلا أن عدم نجاح الكوادر المصرية في بلورة هذه التوجهات في مشروع تغييري داخل الجماعة الأم له عدة عوامل، منها تلك الحمولة التقليدية للقيادات الإخوانية القديمة والتي خرجت من السجون بداية السبعينات والتي لم يعانِ منها التنظيم القطري، وأيضا الفارق المهم في حجم التنظيم ومساحة البلدين، حيث تتمكن أي قيادة إصلاحية في بلد مساحته محدودة كقطر من الوصول لجميع الكوادر بسهولة والتأثير فيها، وهذه أيضا ميزة للتنظيم القطري على كثير من التنظيمات الإخوانية في المنطقة، إذ جعلت التواصل بين الكوادر أكثر مرونة وأقل بيروقراطية لصناعة القرار والتأثير فيه.

حين عاد جاسم سلطان وكوادر أخرى بداية الثمانينات من الدراسة في الخارج لقطر، واندمجوا في جماعة الإخوان المحلية اصطدموا بضيق أفق للقيادة (حقيقة كان ضيق أفق دافعا لطرح التساؤلات بأكثر مما كان يمنع التغيير). لم تكن الجماعة حاملة لأي مشروع أو رؤية إصلاحية واضحة سوى الأدبيات الإخوانية العامة، لذلك بدأت تنطرح الأسئلة الجدية داخل المجموعة من هذه الكوادر العائدة: من نحن؟ وإلى نسير؟ وهل هناك مشروع نحمله ونتحمل حمله؟ هل هذا ما نريد؟ ما مصلحة المجتمع القطري في كل ذلك؟ هل هذا الثوب مناسب ارتداؤه في قطر؟

وكما يقول عبد الله النفيسي في مقال له عن هذه التطورات: «اللافت للنظر أن المجموعة تعاملت مع هذه التساؤلات بكل رصانة وجدية وحزم وقررت تفويض أفراد منها للقيام بدراسة هذه الأسئلة دراسة تفصيلية واستحضار فكر المؤسس حسن البنا وتنزيل هذا الفكر على تجربة (الإخوان) في مصر وتجارب (الإخوان) خارج مصر»، وصف النفيسي لهذه الجدية بأنها «لافتة للنظر» يعود لكون تجارب إخوانية كثيرة ماتت فيها دعوات إصلاحية نتيجة ضعف القدرة على التساؤل وتبيئة التجربة في السياق المحلي بما يناسب المجتمعات التي نشأت فيها هذه التجارب.

عملية المراجعة الداخلية استمرت طيلة عقدي الثمانينات والتسعينات، ولم تستند تلك المراجعات لأي تراكم حقيقي لنقد داخلي في جماعة الإخوان، إذ يشير جاسم سلطان إلى أن الجماعة لم تصدر أي مراجعة أو نقد منذ عام 1949؛ سنة وفاة حسن البنا، كانت أولى ثمرات هذه المراجعات هي إصدار دراسة من جزأين عام 1991، الجزء الأول نشر بعنوان «حول أساسيات المشروع الإسلامي لنهضة الأمة.. قراءة في فكر الإمام الشهيد حسن البنا» واللافت للنظر أنه صدر باسم الراحل عبد الحميد الغزالي (1937 - 2011) الذي كان عضو مجلس شورى الإخوان في مصر، ومسؤولا عن القسم السياسي قرابة ثماني سنوات، والمستشار السياسي للمرشد العام، وربما كان هذا التغييب للمؤلف الحقيقي للكتاب وتقديمه باسم قيادي مصري كبير هو جزءا من الجدل الذي دار بين التنظيم القطري والجماعة الأم في مصر في مسيرة هذه المراجعات وما آلت إليه، والذي سنعرض له لاحقا. الجزء الثاني من الدراسة لم ينشر بعد، وخلصت الدراسة بالعموم إلى ذات الإشكال الذي دفع هذه المراجعات للبدء، وهو أن جماعة الإخوان بشكل عام تفتقر للوضوح في مشروعها، ماذا تريد بالضبط؟ وكيف تصل إليه؟ يقول أحد القياديين من أصحاب الدراسة: «الإشكال الأساسي عند (الإخوان) في مصر هو فقدان البوصلة (direction). إنهم مشغولون بالفعل اليومي والصراع على النقابات والأندية والاتحادات الطلابية والسيطرة على المساجد وينسون في غمرة كل ذلك التوجه الاستراتيجي والفكر المنهجي بعيد المدى».

استمر الجدل الداخلي في الجماعة القطرية، وانتهى في عام 1999م إلى قرار حاسم اتخذه مجلس شورى الجماعة بحل الجماعة لنفسها، واندماج أفرادها في مؤسسات المجتمع المدني القائمة وتكوين تيار إسلامي نهضوي بدل البقاء في هرمية تنظيمية. هذا القرار الذي أحدث جدلا كبيرا، اتخذ (بحسب الرواية السائدة) عبر قرار حر داخلي للجماعة، وتتويجا لمراجعات طويلة ونقد ذاتي عميق، إلا أن هناك من يسرد رواية أخرى، فيشير عبد العزيز آل محمود إلى أن بعض القيادات تخوفت مما يحصل في المنطقة من ملاحقة لجماعات الإخوان، ورأى أن الأفضل هو تجنب المواجهة. وتشير رواية آل محمود وروايات إخوانية أخرى إلى أن قرار الحل تم اتخاذه في ظل رفض بعض القيادات في الجماعة، وذهب البعض لمقابلة أحد أهم المرجعيات الفكرية والروحية للجماعة وهو الشيخ يوسف القرضاوي، الذي استاء من قرار جاسم سلطان ومن معه. وأعاد الرافضون بناء هيكلية الجماعة من جديد، بينما واصل من تبنى قرار الحل العمل كتيار عام لا تجمعه هيكلية تنظيمية هرمية. كانت رؤية الرافضين نابعة عن تمسك بالمنهج الإخواني التقليدي المتشبث بفكرة التنظيم، الذي عبر عنه محمد حبيب (نائب مرشد الإخوان سابقا)، حين علق على قرار حل جماعة إخوان قطر لنفسها قائلا: «التنظيم يحدد البوصلة والأصول حتى لا يتم فقدان الحركة والمنهج.. وهذه الدعوة - التحول من تنظيم إلى تيار - أثبت الواقع فشلها»، بينما رأت المجموعة التي دافعت عن قرار الحل والتحول إلي تيار أنه في الحالة التي كانوا فيها وجدوا أنه لا داعي لوجود التنظيم، أو أن المجتمع لا يحتاج لهذا النمط، وهذا أمر غير مُعمّم في كل المجتمعات؛ فكل مجتمع له ظروفه الخاصة.. وأن التيار تشكل طبيعي وفيه أفراد ومنظمات ومبادرات وأعمال تقوم بها جموع المجتمع ولبعضها خط ناظم فكري وليس تنظيميا محددا.. بينما فكرة التنظيم الشمولي هي وهم لأنها تشبه بالدولة وليس بأي دولة إنما بالدولة الشمولية التي سقطت بسبب شموليتها، كما يقول جاسم سلطان عراب المراجعات.

ما هو أبعد من الحل والمعارضة له وذلك الجدل، وبغض النظر عن نتيجة مراجعاتهم، أن القطريين عملوا ما كان ينبغي لكل إخوان الخليجيين عمله، وهو مراجعة ما ورد إليهم من أفكار تنظيمية وآيديولوجيا فكرية، لأن كل فكر وليد عصره ومكانه، ومن الخلل الفادح تلقيه دون أي محاولة لمراجعته، وتأسيس الذات بناء على أصالة فكرية خاصة وليس مجرد الاستهلاك والتقليد. يقول جاسم سلطان: «من الحوار تتولد أجوبة أكثر صلابة تقود الأمة طورا بعد طور للأمام.. إن ما يبدو تناقضا وطرحا بديلا لشكل معين أو أشكال معينه للوهلة الأولى.. هو استئناف للتفكير والفعل في مسار النهضة الذي قصده الجميع، فالأساس الحرص على حيوية الأفكار وديمومة تجددها، وليس الحرص على الأشكال التي ربما تجاوزها الزمن دون أن نشعر».