خليفة عويس مؤسس كتائب الأقصى: نهضنا بسرعة من الضربة الإسرائيلية ونستطيع توجيه ضربات غير مسبوقة

محمود الطيطي: لم ننتقم بعد لمقتل الكرمي ولن نرضى بغير رأس شارون ولدينا بعض الخطط

TT

خرج قائد كتائب شهداء الاقصى، الجناح العسكري لحركة فتح من مخبأه في مدينة نابلس بالضفة الغربية لمدة ساعة واحدة امس، ليلقي خطبة نارية يعلن فيها ان الهجوم الاسرائيلي لم يصب هذه الكتائب بالشلل، وانها تخطط الان لشن هجمات جديدة على الجنود والمستوطنين الاسرائيليين.

وصرح محمود الطيطي، احد مؤسسي كتائب الاقصى، الذي لم تتمكن اسرائيل من قتله او القاء القبض عليه، ان الكتائب تعيد تجميع صفوفها على طول الضفة الغربية وانها تقيم البنية التحتية من اجل قتال طويل وشرس ومديد. وفي عبارة تعتبر تغييرا كبيرا في التكتيكات، قال الطيطي انهم لن يرسلوا استشهاديين لضرب المدنيين في داخل اسرائيل، لكنه قال ان ضرب الاهداف العسكرية داخل الحدود الدولية لاسرائيل ليس امرا مستبعدا.

وقال الطيطي (30 سنة) وهو يتحدث في مقابلة تمت في البدروم (الطابق تحت الأرضي) في احد المقاهي في نابلس: «نحن لا ننكر اننا تلقينا ضربة قاسية. ولكننا ننهض بسرعة. ويدعي الاسرائيليون اننا نحتاج الى ثلاثة اشهر حتى نعيد تنظيم صفوفنا، ولكننا تمكنا حاليا من اعادة بناء بعض الخلايا التي ضربت. ونستطيع حاليا ان نوجه ضربات الى اسرائيل لم يسبق لها مثيل مطلقا، خاصة ان اسرائيل لا تتوقع توجيهها».

ويعتبر الطيطي من اخطر المطلوبين لدى اسرائيل. وقد صرح ان كتائب الاقصى ستستمر في تنفيذ هجماتها الانتحارية، واطلاق النار على المستوطنين الاسرائيليين والقواعد العسكرية الاسرائيلية، وعلى نقاط التفتيش والدوريات بالضفة الغربية وقطاع غزة. وقال الطيطي «الهجمات الارهابية هي واحدة فقط من الوسائل التي سنستخدمها في مفاجأة الاسرائيليين. اننا سنأخذ بثأر شهدائنا وثأر شعبنا الفلسطيني».

وتابع القول ان الكتائب لن توقف هجماتها الا اذا انسحبت اسرائيل من كل الضفة الغربية وقطاع غزة، ووافقت على اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وحلت قضية اللاجئين.

واضاف «في اللحظة التي ينسحب فيها الاسرائيليون من ارضنا ويفسحوا لنا المجال لبناء دولتنا، فاننا سنوقف القتال فورا».

وطوال الشهور الاربعة الماضية نظمت كتائب الاقصى اغلب العمليات الانتحارية وعمليات اطلاق النار ضد الجنود والمدنيين الاسرائيليين. وأدى المعدل المرتفع للوفيات في اوساط الاسرائيليين الى اتخاذ رئيس الوزراء ارييل شارون، هذه العمليات ذريعة لشن حملة عسكرية ضد المدن الفلسطينية هي الاوسع منذ حرب .1967 وتقول اسرائيل ان احد اهدافها الاساسية هي كتائب الاقصى، التي تأسست في ابريل (نيسان) 2001 باسمها الحالي واخذت المجموعة اسمها من المسجد الاقصى، عقب اندلاع انتفاضة الاقصى. ورغم مزاعم اسرائيل بانها أتت على الكتائب، الا ان الطيطي يقول ان الهجوم الاسرائيلي ادى الى توسيع القاعدة التي تتمتع بها الكتائب وسط الفلسطينيين، وجذب المزيد من الشبان والشابات الراغبين والراغبات في تنفيذ العمليات الاستشهادية الى صفوف الكتائب.

وقال الطيطي: «اعطانا الاسرائيليون دفعة قوية لتنظيم انفسنا بصورة مختلفة وتغيير اساليب عملنا. ونحن لدينا الآن خلايا تحت الارض، وقيادة بديلة تحسبا لأي طوارئ».

واعترف الطيطي ان الحملة الاسرائيلية ادت الى مقتل عشرات من اعضاء كتائب الاقصى والقبض على اكثر من مائة. ومن بين الذين قبضت عليهم اسرائيل قائد المجموعة ناصر عويس.

وتولى الطيطي الذي كان نائبا لعويس قيادة المجموعة. وقال انه تم تشكيل العديد من الخلايا السرية الجديدة للتعامل مع عمليات الحصول على الاسلحة، وتحديد العملاء، وتشكيل المتفجرات، والاتصال عبر الرسل.

وقال ان هذه الوحدات صغيرة ولا تعرف بعضها البعض ـ وهي سياسة تهدف الى خفض احتمالات التسلل او القبض التي ادت الى الكشف عن تلك الخلايا. ورفض تقدير عدد المقاتلين والانتحاريين في المجموعة، وقال انه حتى هو لا يعرف الحجم الحقيقي لمنظمته. وتقدر اسرائيل عدد اعضاء كتائب الاقصى بعدة مئات من المقاتلين الاشداء الى عدة الاف من الانصار. ورفض الطيطي ايضا مناقشة كيف يتم تمويل الجماعة، ولكنه نفى انه يتلقى تمويلا من السلطة الفلسطينية كما ادعت اسرائيل. ومنذ تشكيل عويس والطيطي وخمسة من الفلسطينيين لكتائب الاقصى في مخيم بلاطة في نابلس، فإن الكتائب كانت، نسبيا منظمة فضفاضة وطبقا لعويس والطيطي، يوجد العديد من قيادات الصف الثاني في جميع انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يديرون خلاياهم بالتعاون مع الاعضاء المؤسسين، ولكن بدرجة من الحرية.

وخلال المقابلة الصحافية التي استمرت ساعة، كان يصحب الطيطي قائد آخر من قيادات الكتائب هو ماجد المصري وحارسان. ولمح الى وجود مجموعة اخرى تتولى حراسته في المقهى والمباني المحيطة. وكان كثيرا ما يفحص الغرفة التي ينتشر فيها دخان السجائر، ولاسيما عند رنين الهاتف المحمول.

ورغم من انه واحد من اكثر المطلوبين في اسرائيل ـ وكان هدفا لمحاولة اغتيال ـ فقد كان الطيطي مسترخيا، ومازح حرسه كثيرا.

وكان الطيطي يرتدي سلسلة حول عنقه، معلق بها دلاية تحمل صورة قبة الصخرة في القدس وعلى الناحية الاخرى صورة لرائد الكرمي وهو من قادة كتائب الاقصى في مدينة طولكرم الذين يتمتعون بشعبية كبيرة.

وكان اغتيال اسرائيل للكرمي في اوائل يناير (كانون الثاني) الماضي هو الذي دفع كتائب الاقصى الى تكثيف جهودها في المناطق الفلسطينية وارسال مهاجمين انتحاريين ومسلحين الى اسرائيل لاول مرة. واعتبر هذا الفصيل، والعديد من الفصائل الفلسطينية الاخرى، اغتيال كرمي بأنه انتهاك لوقف اطلاق النار الذي دعا اليه عرفات في منتصف ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وقال الطيطي ان كتائب الاقصى لم تنتقم انتقاما كاملا لمقتل قائدها. واوضح «لدينا بعض الخطط للانتقام لاغتيال رائد. وبالنسبة لنا فإن رائد يساوي رئيس الوزراء بين الاسرائيليين ولن نرضى بأقل من ذلك».

* خدمة «نيوز داي» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»