بوادر انفراج في قضية بيت لحم بالسماح بخروج 27 فلسطينيا آخر

TT

تشهد ازمة المحاصرين في كنيسة المهد في بيت لحم منذ الثاني من ابريل (نيسان) الماضي، بوادر انفراج بعد ان اوقف المفاوضون الفلسطينيون المفاوضات عقب مقتل احد المحاصرين برصاص الجيش الاسرائيلي. فقد سمح لـ27 فلسطينيا نصفهم تقريبا من عناصر جهاز الامن الفلسطيني، بمغادرة الكنيسة. لكن عماد النتشة احد اعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض قال ان المغادرين الـ27 هم من المدنيين باستثناء عنصر امني مريض.

ويؤكد الاسرائيليون ان ايا من المغادرين ليسوا من قائمة المطلوبين لاسرائيل. وقال اللفتنانت كولونيل اوليفييه رافوفيتس «حسب علمي لا يوجد احد بينهم من الذين تلاحقهم اسرائيل للقيام باعمال ارهابية». ونقل المغادرون ومن بينهم ضابط برتبة عقيد في الاجهزة الامنية حسب قول رافوفيتس الى قاعدة عسكرية اسرائيلية لاستجوابهم. ونقل الجميع في حافلة كانت في انتظارهم باستثناء اثنين نقلا بالاسعاف بسبب اصابتهما بجروح.

وكان المفاوضون الفلسطينيون قد اوقفوا، أول من أمس، المفاوضات بعد أن قتلت القوات الاسرائيلية مسلحا فلسطينيا آخر كان ضمن المتحصنين داخل الكنيسة. ولم تعقد اي جلسات تفاوض امس لكن وزير الخارجية الأميركي، كولن باول، قال في واشنطن إنه يتوقع حدوث اتفاق قريب لحل المأزق القائم.

ودخل الحصار أسبوعه الخامس، لما يقرب من 180 رجلا فلسطينيا، قطعت عنهم الكهرباء وأصبح ما في حوزتهم من ماء وطعام ضئيلاً جداً. ومع هؤلاء، هناك 40 راهبا وراهبة ينتمون الى عدة طوائف مسيحية.

وادى الحصار الى عرقلة احتفالات عيد الفصح في الكنيسة بالنسبة لطائفة الاورثوذوكس الإغريق، التي تتبع تقويما مختلفا عن تقويم الكاثوليك والبروتستانت، وصادف يوم احتفالاتها بعيد الفصح يوم الأحد الماضي.

وتكمن المشكلة الرئيسية في مطالب إسرائيل بتسليم عشرة أفراد متهمين بالقيام بهجمات ضد الجنود والمدنيين الإسرائيليين. ويقول الإسرائيليون إن هؤلاء العشرة هم أعضاء في حركة حماس وتنظيم حركة فتح. ويصر الإسرائيليون على محاكمتهم في إسرائيل او قبولهم بالنفي خارج الأراضي الفلسطينية، لكن الفلسطينيين يطالبون بارسالهم الى غزة لمحاكمتهم هناك.

ولا يبدو أن أي طرف قد تراجع عن مطالبه، خلال الايام الستة الأخيرة، واثناء هذه الفترة استطاع الإسرائيليون أن يصيبوا اثنين ويقتلوا اثنين آخرين، بضمنهما ذلك الذي قتل يوم الاثنين.

ومع توقف المفاوضات، بدأت تظهر الى السطح الخلافات بين الفلسطينيين المحاصرين بشكل يختلف عن روح الوحدة التي استطاعوا الحفاظ عليها خلال الشهر الماضي. ونتيجة لذلك، قامت مجموعة من المحاصرين الفلسطينيين باخبار محطة تلفزيون محلية عن ان الوفد لا يمثلهم. وقالوا انه لن يلتزموا بأي اتفاق يتم الوصول عبر هذه الفريق المفاوض الحالي.

كذلك وزعت النشرات في بيت جالا، تعلن ان الفريق المفاوض ينوي التخلي عن مصالح الناشطين داخل الكنيسة. ووقع ما لا يقل عن 21 فلسطينيا موجودا داخل الكنيسة، بموافقتهم على الخروج الى المنفى، ومعظم الموقعين حسب مصادر قريبة من الوفد المفاوض ينتمون الى «التنظيم»، حيث طالبوا بابعادهم الى لندن وباريس وقبرص.

لكن حنا ناصر رئيس الوفد المفاوض ورئيس بلدية بيت لحم قال ان عرفات ضد اي اقصاء من هذا النوع، بل انه اصر على اخذهم الى غزة لمحاكمتهم. وقال ناصر في هذا الصدد: «ليس بيد الموجودين داخل الكنيسة ان يقرروا الى اين يذهبون، انه شيء خطير لم يسبق له مثيل، ونحن ليس بامكاننا القيام به».

*خدمة «لوس أنجليس» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»