قمة أوروبية ـ أميركية غدا يعتزم فيها الاتحاد تجديد مقترحه بعقد مؤتمر دولي للسلام

TT

أكد رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي امس أنه سيحث الرئيس الأميركي جورج بوش خلال القمة الأوروبية ـ الأميركية المقررة يوم غد الخميس في واشنطن على استخدام نفوذه لدى اسرائيل لسحب قواتها من الاراضي الفلسطينية. كما علمت الشرق الأوسط أن برودي سوف يحمل معه الى القمة مقترحه القديم الداعي لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط تشارك فيه السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات واسرائيل الى جانب الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والدول العربية وروسيا.

وقال برودي في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر المفوضية ببروكسل ان القمة الأوروبية ـ الاميركية ستعطي حيزاً واسعاً من أعمالها الى الأزمة في منطقة الشرق الأوسط. وانتقد رفض اسرائيل المتكرر لعدم السماح للجنة تقصي الحقائق بدخول مخيم جنين قائلاً «إذا كانت اسرائيل لا تخشى (الحقيقة) فلماذا تمنع اللجنة من الدخول الى المخيم». ووصف برودي الرفض الاسرائيلي بأنه «غير مقبول» ومناف للرغبة الدولية والشرعية الدولية ايضا.

ودعا برودي باسم الاتحاد الاوروبي الرئيس بوش الى مساندة المطلب الاوروبي الداعي الى السماح الى المنظمات الدولية غير الحكومية بالدخول بكل حرية الى مخيم جنين وتقديم العون الى اللاجئين. كما دعاه للضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون للسماح للسلطة الفلسطينية واجهزتها المختصة بالقيام بمهامها في الاراضي الفلسطينية.

وكانت المفوضية الاوروبية قد وجهت رسالة امتنان الى بوش على ضغطه على حكومة شارون لقبول تسوية فك الحصار على الرئيس عرفات. واكد كبير المتحدثين الاوروبيين في مفوضية بروكسل ان تلك التسوية جاءت كنتيجة مباشرة للجهد الذي بذله ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز الذي اوضح للادارة الاميركية خطورة استمرار محاصرة اسرائيل للرئيس الفلسطيني في مقر رئاسته منذ ما يقارب الشهر.

من جانب آخر، اكد برودي ان اوروبا ستتولى مهمة حمل الرئيس عرفات على العمل على وقف العمليات الانتحارية ضد المدنيين الاسرائيليين.

وبشأن الموقف الاوروبي مما يتردد عن اعتزام الولايات المتحدة شن عمليات عسكرية في العراق لاطاحة نظام الرئيس صدام حسين، قال برودي انه سينقل الى الرئيس بوش الموقف الاوروبي «المتخوف من العواقب الوخيمة لمثل تلك العمليات على الاستقرار العالمي».

بدوره، التقى المفوض الاوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن مع نائب وزير الخارجية الاميركي بات جونز في بروكسل بهدف التحضير للقمة الاميركية ـ الاوروبية. وقال باتن في مؤتمر صحافي عقب اللقاء ان المباحثات تركزت حول تحضيرات القمة والموضوعات التي ستدرج على جدول الأعمال ومنها تطورات الوضع في منطقة الشرق الاوسط والمسألة الأفغانية بالاضافة الى علاقة الشراكة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، التي قال عنها المفوض الاوروبي «لا يمكن لأحد من الطرفين الاستغناء عن الآخر، وان حجم التبادل التجاري بينهما وصل الى مليار دولار يومياً».

وحول الملف الشرق اوسطي قال باتن ان هناك تنسيقاً بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من اجل اعادة اعمار مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية وان هذا الموضوع ستتم مناقشته ايضاً خلال لقاء رباعي يضم الى جانب الطرفين الاميركي والاوروبي كلاً من روسيا والأمم المتحدة. واضاف باتن انه تبادل مع جونز الرأي حول الاوضاع الانسانية في الاراضي الفلسطينية وسبل تقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية.

وهذا المؤتمر الصحافي الذي استمر حتى ساعة متأخرة من مساء اول من امس سبقه لقاء جمع بين المفوض الاوروبي كريس باتن والسفراء العرب المعتمدين لدى الاتحاد الاوروبي في بلجيكا. وتركزت المباحثات خلال اللقاء حول تطورات الوضع في منطقة الشرق الاوسط والرفض الاسرائيلي لمجيء لجنة تقصي الحقائق الدولية وزيارتها لمخيم جنين. واستعرض المفوض الاوروبي خلال اللقاء الجهود التي يبذلها الاتحاد الاوروبي لاقناع اسرائيل بضرورة الالتزام بالقرارات الدولية.