سعود الفيصل: الانسحاب الإسرائيلي خطوة أولى ضرورية

باول: نتطلع لمواصلة العمل مع السعودية لتجاوز المأزق في المنطقة

TT

اجرى الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي محادثات مع نظيره الاميركي كولن باول في مقر الخارجية الاميركية امس شارك فيها السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز.

وقال الوزير باول في تصريحات للصحافيين انه يأمل في انتهاء المواجهة القائمة في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم قريبا، كما اعرب عن امله في اتمام الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية التي احتلت مؤخرا مما يوفر الاجواء اللازمة للتحرك قدما على مسار السلام من كافة النواحي الامنية والسياسية والاستراتيجية.

واعلن الوزير باول ان الادارة ستظل على اتصال وثيق ومستمر مع القيادة السعودية، وكذلك مع مصر والاردن خلال الفترة المقبلة في اطار المساعي والجهود التي تبذل للخروج من المأزق الراهن في المنطقة. واضاف: «اننا على اتصال يومي تقريبا خلال الاسبوعين الماضيين، منذ الاجتماع الذي عقد في كروفورد»، (بين الرئيس الاميركي جورج بوش وولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز).

واشاد الوزير الاميركي بالتعاون الوثيق القائم بين الولايات المتحدة والسعودية. وجدد تعبير بلاده عن تقديرها «للمبادرة التي اطلقها الامير عبد الله وطرح فيها رؤيته، وهي التي اصبحت رؤية عربية بعد تبني القمة العربية التي انعقدت في بيروت اواخر مارس (اذار) الماضي لها، وانها تشكل واحدا من العناصر المهمة لاستراتيجيتنا للتحرك قدما».

وقال: «ان الخطاب الذي القاه الرئيس بوش في الرابع من الشهر الماضي بالاضافة الى قراري مجلس الامن الدولي 242 و338 ورؤية الامير عبد الله، التي هي رؤية عربية، توفر لنا الكثير للقيام بعمله».

واضاف قوله انه ابلغ الامير سعود الفيصل بأنه يتطلع قدما للبقاء «على اتصال وثيق ومستمر مع القيادة السعودية ومع المصريين والاردنيين، وآخرين كثيرين. ونحن نتحرك قدما نحو تجاوز هذه الفترة من الازمة».

وقال: ان واشنطن تتطلع قدما للعمل مع السعوديين وغيرهم من القادة العرب على الصعيد الامني والاقتصادي، وعلى العنصر الاهم وهو الصعيد السياسي.

ومن جهته قال الامير سعود الفيصل ان الجانبين (السعودي والاميركي) على اتصال مستمر و«اننا نحاول تحريك عملية السلام الى الامام»، واضاف انه يتوجب على جميع الاطراف المعنية ان تقوم بما يترتب عليها لدفع عملية السلام الى الامام.

واعرب عن امله في «ان تنتهي الجهود التي تبذل لاكمال الانسحاب الاسرائيلي، مما يمكننا من التحرك نحو الخطوات التالية».

وقال: انه حان الوقت لأن «تتقدم كل الاطراف بمواقف ايجابية، لتغيير الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط». واكد: «ان الانسحاب خطوة اولى ضرورية، ولكن العمل المهم مقبل بعد ذلك في الخطوات التالية».

وردا على سؤال عن المؤتمر الدولي الذي اعلن الوزير باول ان الاستعدادات بدأت لعقده في غضون شهرين، اجاب الامير سعود الفيصل ان المؤتمر ليس هدفا في حد ذاته، وقال ان بلاده ستعطي رأيها في المؤتمر بعد معرفة الهدف منه وما الذي سيؤدي اليه.

ونفى سعود الفيصل اي نية سعودية لعقد لقاء مع مسؤولين اسرائيليين لبحث موضوع السلام، وقال: ان على جميع الاطراف ان تتحمل مسؤولياتها لتغيير الظروف التي تمر بها المنطقة.

من جهة ثانية، قال الرئيس جورج بوش في تصريحات صحافية في ولاية ميتشيغن أمس، عما اذا كان يخطط لابلاغ شارون عندما يجتمع معه غدا (اليوم) في البيت الابيض ان عليه ان يتحدث مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من اجل التحرك نحو المفاوضات، وقال: انه ستكون له مناقشة خاصة مع رئيس الوزراء ارييل شارون وانه سيبلغه وسيتناقش معه في ما يجب القيام به وان يظهر للعالم بانه يؤمن بالسلام».

وقال: انه وضع امام جميع الاطراف الشروط المطلوبة للوصول الى السلام، وان على جميع الاطراف «الدول العربية، واسرائيل والرئيس عرفات والطرف الفلسطيني ان يقوموا بمسؤولياتهم».

وذكر انه ستكون هناك مناقشات جادة ليس فقط مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، وانما ايضا مع الملك عبد الله (يجتمعان غدا الاربعاء) وقال ان هذه الاجتماعات تأتي بعد الاجتماعات التي تمت بينه وبين ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز، وكذلك مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، وقال: انه سيواصل القيام باجتماعات اخرى من اجل حشد العالم حول رؤية للسلام. وكرر قوله ان عرفات خيب ظنه، وقال انه يتطلع ليسمع ما سيقوله شارون خلال اجتماعهما غدا (اليوم). وقال ان من دور الولايات المتحدة في المنطقة وضع رؤيتها للسلام، وهي التي حددها في وقت سابق، وان ما ستقوم به بلاده هو حث كل الاطراف على ان تقوم بمسؤولياتها من اجل الوصول الى السلام.

وأضاف «لذلك من المهم جدا، على سبيل المثال ان العالم العربي مشارك في عملية السلام والمناقشات هادفة نحو تحقيق السلام». وأننا «نحرز بعض التقدم».

وفي اطار المساعي والجهود المكثفة، عقد الوزير باول محادثات مع شارون امس، كما اجرى محادثات امس مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. وقال مسؤول في الادارة الاميركية لـ«الشرق الأوسط» ان هذه المحادثات المكثفة والمتواصلة تناولت الخطوات المطلوبة، وكل ما يتصل بعناصر الاستراتيجية لاحلال السلام، وما يتعلق بالمؤتمر الذي سيعقد في غضون شهرين.