مقتل 15 عسكريا في كمين نصبه 50 مسلحا جزائريا بمنطقة القبائل

حريق جديد في سجن شرق البلاد يخلف 10 جرحى

TT

الجزائر ـ الوكالات: افادت صحف جزائرية امس ان 15 عسكريا قتلوا اول من امس في كمين نصبته جماعة اصولية مسلحة في غابة مزرانة قرب تيزي وزو (منطقة القبائل على بعد 110 كيلومترات شرق العاصمة).

وقالت ان قافلة عسكرية تعرضت لكمين على الطريق الذي يربط بين مدينتي تغزيرت ودلس الساحليتين في منطقة القبائل واللتين تحيط بهما جبال مزرانة. واضافت ان المعتدين وهم حوالي خمسين شخصا ينتمون الى «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» بزعامة حسن الحطاب.

وتابعت انهم استخدموا عبوات ناسفة لوقف القافلة قبل ان يطلقوا النار عليها بغزارة بالاسلحة الرشاشة وينسحبوا باتجاه غابة مزرانة. ولم يتسن الحصول على معلومات رسمية صباح امس حول هذا الهجوم.

ويشن الجيش منذ ثلاثة اسابيع هجوما واسعا على احد معاقل الجماعة السلفية في منطقة جبلية اخرى في سيدي علي بوناب على بعد نحو خمسين كيلومترا شرق العاصمة بمنطقة تيزي وزو ايضا.

وكانت «الجماعة الاسلامية المسلحة» قد قتلت 21 عسكريا في الثاني من ابريل (نيسان) الماضي في كمين نصبته في منطقة سعيدة (غرب العاصمة).

وفي حريق جديد امس، اتسعت موجة التذمر والاحتجاج داخل السجون الجزائرية منذ الثاني من ابريل الماضي وشملت خمسة سجون، مما ادى الى مقتل نحو خمسين سجينا واصابة نحو مائة آخرين بجروح مما وضع وزير العدل الجزائري احمد اويحيى في موقف حرج. فقد أصيب عشرة سجناء آخرون إثر حريق شب في سجن الجديد بوصوف بولاية قسنطينة بشرق الجزائر. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية امس عن مصادر أمنية جزائرية قولها إنه تم إشعال النار من طرف سجناء بإحدى قاعات السجن التي كانت تأوي 30 سجينا. فتكرار الحرائق بسيناريوهات متطابقة، والتفسيرات المبهمة للسلطات الرسمية واعلانها في كل مرة فتح تحقيق لكشف اسباب هذه الحوادث، لم يقنع اهالي المسجونين ولا الصحافة المحلية التي رأت في الامر «محاولة لزعزعة مكانة وزير العدل».

وقالت صحيفة «ليبرتيه»: «ان بعض المراقبين يعتقدون ان الهدف من عمليات التمرد هذه زعزعة مكانة وزير العدل القوي الذي يشغل في الوقت نفسه منصب الامين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عشية استحقاق انتخابي مهم». وستنظم انتخابات تشريعية مقررة في الجزائر في 30 مايو (أيار) الحالي.

وكتبت صحيفة «لو ماتان» يربط الكثير من المراقبين على الساحة السياسية بين النيران التي تندلع دائما بنفس الطريقة داخل السجون وبين الانتقادات الشديدة اللهجة التي يصدرها اويحيى ضد الاصوليين. واضافت الصحيفة ان هذه الحرائق تهدف الى منع اويحيى من الاهتمام بحزبه الذي «يشكل احد التشكيلات الاساسية في الائتلاف الحكومي» مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.

ودافع اويحيى عن نفسه معتبرا ان «حصر المسؤولية في مشاكل من هذا النوع في شخص واحد، يضفي على القضية كثيرا من الالتباس».

وتحدث اويحيى عن «ظاهرة العدوى»، وقال ان «السجناء عندما شاهدوا ما يحدث داخل السجون التي شهدت هذه الحوادث قاموا بالشيء نفسه».

وكان محند اسعد عضو اللجنة المكلفة باصلاح العدالة قد ندد الاحد الماضي في حديث لصحيفة «لو ماتان» بالوضع «المنذر بالخطر» داخل السجون. وكانت حصيلة الضحايا في حريق السجن المركزي في سركاجي بالجزائر العاصمة في 30 ابريل الماضي الاثقل، حيث قتل 19 سجينا بحسب حصيلة رسمية و23 بحسب الصحافة.

كما قتل 20 سجينا وجرح 22 في الثاني من ابريل الماضي في سجن شلغوم العيد بولاية قسنطينة بشرق البلاد في حريق آخر سببه سجين اشعل النار في فراشه.

وأدى حريق اشعله احد السجناء مساء السبت الماضي في سجن الحراش في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائر الى اصابة 25 سجينا بجروح.

وتعد مشكلة اكتظاظ السجون مسألة مزمنة في البلاد، حيث يبلغ عدد السجناء 42 ألفا موزعين على سجون متداعية، الامر الذي يفسر العدد المرتفع للضحايا في حوادث مماثلة. ويعود تاريخ بناء حوالي مائة من سجون الجزائر الـ145 الى اكثر من قرن.