محلل سياسي إسرائيلي: حل الدولتين غير ممكن ولا بد من إقامة دولة واحدة لليهود والفلسطينيين

TT

دعا المحلل السياسي الاسرائيلي اسرائيل شامير الى اقامة دولة واحدة ديمقراطية لليهود والفلسطينيين، معتبرا ان لا حظ لحل الدولتين ابدا.

وأكد الكاتب الصحافي الروسي الاصل المعروف بعدائه للصهيونية ان من الضروري «تفكيك الدولة اليهودية»، وعدم السماح لليهود بالهيمنة على حركة العولمة. وقال ان المجتمع الاسرائيلي يعاني من انقسامات عميقة تجعله عبارة عن مجتمعات متباعدة، معربا عن اعتقاده في ان «شارون يمكن ان يسقط غدا لولا اباطرة الاعلام الاميركيين والبريطانيين يغدقون عليه الاموال».

وبرر المحلل الذي كان يتحدث امس في مقر مجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني (كابو) في لندن، اطروحته بحجج عدة، فقال انه سئم مما يتردد في وسائل الاعلام عن انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة، مؤكدا ان ذلك لن يتم «ما لم تجبر اسرائيل على الخروج من الاراضي الفلسطينية بقوة السلاح، وشن حرب على الدولة اليهودية امر مستحيل». وأضاف «لذلك، لماذا لا يقال للاسرائيليين ابقوا حيث انتم بشرط ان تقام دولة واحدة علمانية لجميع ابنائها حقوق متساوية». ولفت الى ان الحل الوحيد للمشكلة يكمن في رأيه بـ«تفكيك الدولة اليهودية التي قامت على التمييز ضد الفلسطينيين» وانشاء دولة بديلة للجميع قادرة على استيعاب اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في الشتات.

وقال اسرائيل شامير ان الحلول التي اشتملت على تقسيم دولة معينة خلال القرن الماضي، لم تنجح لا في «حالة الهند وباكستان ولا في حالة تركيا واليونان، ناهيك عن التقسيم الذي تعرضت له فلسطين وهو اشد فشلا». واوضح ان «الفلسطينيين والاسرائيليين تجمعهم علاقات متداخلة، ولا يمكن فصل احدهما عن الاخر على رغم ما يقال عن امكانية ذلك».وساق مدينة الخليل مثالا على المكان الذي يتجلى فيه التداخل الذي يصعب تفكيكه بين اليهود والعرب. وفي رد على ملاحظة حول اتساع الهوة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بسبب الاحداث الراهنة مما يعني ان اقامة دولة واحدة اقتراح غير واقعي، شدد المحلل الاسرائيلي على ان الوضع في الحقيقة مختلف. واضاف ان بين «اليهود الشرقيين والعرب الفلسطينيين روابط امتن مما بينهم وبين اليهود من اصل اوروبي». وزاد لو رغب «اليهود الشرقيين (سفارديم) في تفجير مكان ما، لكان في تل ابيب وليس هدفا عربيا»، واكد ان في اسرائيل مليون مواطن من اصل روسي يعيشون في شبه استقلال عن محيطهم، وبينهم نسبة جيدة من المسيحيين الارثوذكس، ولفت الى ان التواصل بين هؤلاء الروس خصوصا المسيحيين وبين الفلسطينيين قد يكون اعمق من تواصلهم مع اليهود الاسرائيليين من اصل اوروبي. وخلص الى ان المجتمع الاسرائيلي عبارة عن مجموعات مشتتة، مما يعني ان تفكيك الدولة امر ممكن. وقال شامير ان نسبة 30 في المائة من اليهود ومثلها من العرب الفلسطينيين اعربوا عن تأييدهم لفكرة الدولة الواحدة بيد ان الاعلام تكتم على النبأ «الذي يعامله وكأنه من المحرمات التي لا يجوز الحديث عنها». ولم يستبعد ان تستمر اسرائيل لمئات الاعوام على الرغم من تناقضاتها الداخلية اذا بقيت تتلقى المساعدات المالية الاميركية. واشار الى ان الصهاينة البريطانيين والاميركيين اكثر تشددا (صهيونيا) من اولئك الذين يعيشون في اسرائيل».

وتابع المحلل السياسي قائلا «اذا كان حل الدولتين هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق، فلماذا لم يتحقق حتى الآن»؟ وزاد«انهم (الاسرائيليين) يتحدثون عن ضرورة هذا الحل منذ 30 عاما، حتى ان شارون نفسه يقول حاليا ان قيام دولة فلسطينية هو امر حتمي». واضاف «بوسع شارون ان يواصل الحديث عن حل الدولتين لمئة عام من دون ان يترجم هذا الكلام الى فعل»، الامر الذي يدل في رأيه الى عدم امكان تطبيق حل الدولتين.