الأسرى الفلسطينيون يتعرضون للتنكيل والتجويع في المعتقلات الإسرائيلية

TT

أكدت مؤسسة «مانديلا» لحقوق الانسان في الضفة الغربية ان الأسرى الفلسطينيين في سجن أنصار «3» الصحراوي في صحراء النقب ومعسكر «عوفر» القريب من رام الله، قد تعرضوا لأوضاع بالغة السوء تهدد حياتهم على اكثر من صعيد. وقدمت المؤسسة في بيان أصدرته بالاستناد الى 3 زيارات نظمتها الى السجنين في 5 و9 الشهر الحالي شرحا مفصلا عن معاناة المعتقلين سيما على صعيد الظروف المعيشية والحصول على الخدمات الطبية.

ونقل المحامون بثينة دقماق وسلامة هلسة من مؤسسة «مانديلا» وحليمة ابو صلب من مركز المرأة للإرشاد القانوني عن 20 معتقلا في «أنصار» شكواهم من سوء أوضاعهم الاعتقالية والمعيشية.

وتذمر المعتقلون العشرون من نقص الطعام المقدم لهم كما ونوعا وعدم وجود تيار كهربائي وإجبارهم على النوم على مجسم خشبي يغطى بفرشة اسفنج رائحتها نتنة وانتشار الأفاعي والحشرات بكثرة وحرمانهم من الحصول على مواد تنظيف كافية والصحف اليومية.

كما حمل المعتقلون على عملية «العد» التي تجرى ثلاث مرات في اليوم، تستغرق كل منها نصف ساعة جلوسا على الأرض خارج الخيام وتحت أشعة الشمس بينما يصوب الجنود بنادقهم باتجاه المعتقلين. وأشاروا الى تمديد الاعتقال الإداري للمعتقلين حسان خضر اشتية من قرية سالم بمحافظة نابلس ورياض محمد محمد اشتيوي من قرية كفر قدوم بمحافظة قلقيلية ويوسف احمد قمبز من قرية فرخة في سلفيت.

وتطرق المحامون الى رداءة الوضع الصحي لشتيوي وقمبز بشكل خاص، اذ يشكو الأول المعتقل منذ 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي من «ديسك» وحصى الكلى بينما يعاني الثاني الذي اعتقل في 20 فبراير (شباط) الماضي من حصى في الكلى ايضا.

وتناول بيان «مانديلا» تدهور الحالة الصحية لعدة معتقلين جراء سوء الرعاية الطبية المتوفرة لهم وعدم تقديم العلاج اللازم لهم. وساق نموذجا على ذلك حال عدة معتقلين من أبرزهم مازن محمد ابو سمرة، ويعاني من ضعف النظر جراء فقده قدرة الإبصار بعينه اليمنى بسبب الضرب المبرح الذي تعرض له أثناء نقله بين سجون الاحتلال، الى جانب آخرين مثل محمود عايد ابو شرخ الذي يشكو من صداع حاد وضيق في التنفس.

ونوه البيان الى اتخاذ المعتقلين في صحراء النقب عدة خطوات احتجاجية ضد الممارسات الإسرائيلية مؤخرا بينها إعادة وجبات الطعام مما تمخض عنه عقد اجتماع بين ممثلي الأسرى وادارة المعتقل يوم الأربعاء الماضي وعدت فيه إدارة السجن بتحسين ظروف اعتقالهم دون ان تنفذ ذلك فعليا حتى الآن.

على صعيد آخر حمل معتقلو معسكر عوفر على قلة وجبات الطعام وسوء نوعيتها، فوجبة الطعام تتألف من علبة «لبنة» وقطعة خيار توزع على ستة معتقلين اما الغذاء فقطعة «لحم حبش» رديئة للغاية والعشاء لبنة وخيارة مع عدة شرحات خبز تكفي فقط لسد الرمق.

كما انتقدوا انعدام مواد النظافة وسوء المرافق الصحية التي تنبعث منها روائح كريهة تسبب أمراضا ولا يسمح لهم بتغيير ملابسهم مما يهدد بإصابتهم بمكاره صحية. وتم الكشف عن الظروف بالغة السوء يعانيها اسرى «عوفر» من قبل ثلاثة، منهم عمار الشافعي وبلال شوامرة وكلاهما من مدينة البيرة وطارق النمري وكانوا قد اعتقلوا في فترة سابقة من الشهرين الماضيين. وأدلى المعتقلون الثلاثة بشهاداتهم إبان زيارة بثينة دقماق والمحامية حنان البكري من مركز المرأة للإرشاد القانوني لهم في وقت سابق من الأسبوع الماضي التي نظمت بعد صعوبات جمة.

وذكرت بثينة دقماق وحنان البكري ان زيارة «عوفر» تخضع لمزاجية المسؤولين عن تنظيم الزيارة في الجانب الإسرائيلي ويتهددها في كثير من الأحيان إلغاء المسؤول الإسرائيلي لها تحت ذرائع وهمية.

وعرض بيان «مانديلا» شرحا موجزا عن التعقيدات التي تضعها سلطات الاحتلال أمام لقاء أسرى «عوفر» بدءا من إرسال قائمة بالأشخاص المزمع زيارتهم وانتهاء بإتمامها.