إصابة العشرات في مواجهات مع قوات الأمن الأردنية بعد منع مسيرة العودة من الوصول لجسر الملك حسين

TT

اصيب اكثر من 15 اردنيا بجروح طفيفة وتعرض العشرات لحالات الاعياء والاغماء أمس نتيجة استنشاق الغازات المسيلة للدموع بعد مواجهة مع قوات الامن العام الاردني التي منعت المشاركين في مسيرة العودة من الوصول الى جسر الملك حسين الذي يربط الاردن مع المناطق الفلسطينية المحتلة.

ومنعت قوات الأمن الأردنية آلاف المتظاهرين من والوصول الى جسر الملك حسين، حيث القت قوات الامن القنابل المسيلة للدموع، وجرت مواجهات بين الطرفين اثر تراشق بالحجارة حيث ردت قوات الامن باطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الدخانية والصوتية وخراطيم المياه واستخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين، ومنعت بالقوة وصول الحشود الى بداية الطريق المؤدي الى جسر الملك حسين في مدينة الشونة الجنوبية. وقد تجمع اكثر من 12 الف متظاهر في ساحة نصب الجندي المجهول لمعركة الكرامة في وادي الاردن 52 كيلومترا غرب العاصمة عمان شرق مدينة الشونة الجنوبية حيث اجتمعت الحشود السياسية والنقابية التي وصلت من مختلف المحافظات الاردنية.

وحاولت قوات الامن التي وضعت حواجز تفتيش على الطرقات الحيلولة دون وصول المشاركين من عمان والزرقاء واربد حيث هم المتظاهرون الذين منعوا عند بلدة ناعور 17 كيلومترا في التوجه الى السفارة الاسرائيلية في عمان وعندها تداركت قوات الامن الموقف وسمحت لهم بالوصول الى موقع نصب الجندي المجهول.

وانتظمت المسيرة التي دعت اليها النقابات المهنية وانطلقت صباحا من مقار النقابات بمختلف محافظات الاردن وذلك للتأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفض مبدأ التعويض والتوطين الا ان الاحداث التي تشهدها الاراضي المحتلة فرضت نفسها على تلك المسيرة وكانت الشعارات واللافتات التي رفعت خلال المسيرة بالمئات تركز على ادانة الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين والمطالبة بطرد السفير الاسرائيلي والدعوة الى الجهاد في سبيل الله.

وقد القيت كلمات مقتضبة بعد تجمع المشاركين بالمسيرة عند موقع نصب الجندي المجهول لمعركة الكرامة بالشونة الجنوبية انصبت جميعها على ضرورة وقف التطبيع مع اسرائيل وقطع العلاقات معها والدعوة للجهاد ووقف المفاوضات وكذلك التأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفض مبدأ التعويض والتوطين.

وقام المتظاهرون بعد اداء صلاة الظهر عند النصب التذكاري وقراءة الفاتحة للشهداء برفع الاعلام السوداء حدادا على شهداء الانتفاضة الفلسطينية واحراق الاعلام الاسرائيلية والاميركية، كما قاموا بالتنديد بالحكام العرب لعدم اتخاذهم قرارات قاطعة بقطع العلاقات مع اسرائيل وعدم اعلان فتح باب الجهاد ضد الصهيونية.

وقد انتشرت قوات مكافحة الشغب الاردنية بكثافة عالية في موقع المسيرة ونشرت الاليات المدرعة، في حين كانت الطائرات المروحية تتابع اتجاهات المسيرة وتوجه القوات على الارض نحو تحركاتها واتجاهاتها وقد ساعدت الامطار الغزيرة التي تساقطت على المنطقة في تأخير المتظاهرين حيث بدأت طلائع المسيرة بالتوجه الى جسر الملك حسين الذي يبعد عن الموقع نحو ستة كيلومترات حيث سمح للمتظاهرين بالمسير لمسافة كيلومتر واحد حيث كانت قوات الامن العام متحصنة في حواجز الية في بداية الطريق المؤدي الى جسر الملك حسين وسط مدينة الشونة الجنوبية وقد حاول المتظاهرون تجاوز قوات الامن الا ان سرعان ما بدأت القنابل المسيلة للدموع والدخانية تطلق من قبل الامن العام والتي رد عليها المتظاهرون بالرشق بالحجارة الامر الذي ادى الى سقوط الجرحى في صفوف الجانبين.

وكانت النقابات المهنية والاحزاب السياسية قد نظمت مسيرة العودة في عام 1989 حيث جرت مواجهات مع قوات الامن العام انذاك وجرح العديد من المشاركين.