قادة دول الخليج يحددون 26 الجاري موعدا لقمتهم التشاورية الثانية في جدة

تكهنات بحضور الشيخ زايد الغائب عن القمم الخليجية منذ 1998

TT

وافق قادة دول الخليج على الالتقاء في 26 مايو (أيار) الجاري، وذلك موعدا لقمتهم التشاورية الثانية المقرر عقدها في مدينة جدة السعودية، وهو لقاء نصف سنوي اقرت العمل به قمة المنامة عام .2000 واذا ما صحت التكهنات، فان اوساط دبلوماسية خليجية لم تستبعد حضور رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو الغائب بسبب ظروفه الصحية عن قمم الخليج التي تلت قمة ابو ظبي في العام .1998 ووفقا لأوساط الدبلوماسية الخليجية فان القادة سيقضون الجزء الاكبر من قمتهم في النظر الى الخيارات المتاحة لمواجهة تطورات الصراع العربي ـ الأسرائيلي في حال استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في مواصلة العنف ضد الفلسطينيين.

كما سيتشاور قادة الخليج في آلية تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين دولهم، حيث سينظرون الى توصيات شبه نهائية رفعت للقمة من قبل جهات معنية بهذا الملف، وناقشها الاجتماع الوزاري نهاية الاسبوع الماضي في جدة.

وحينما سألت «الشرق الأوسط» يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في عمان عن احتمالات اقرار القمة لمشاريع قرارات جاهزة في الشأن الاقتصادي والاجتماعي قال «القمة تشاورية، والقادة لهم مطلق الصلاحيات في اتخاذ ما يرونه في أي وقت».

وكانت قمة مسقط في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، واصلت تلبية مجلس تعاون دول الخليج العربي لطموحات شعوبه، حيث اقرت حزمة من مشاريع القرارات المنتظر لها، بعد البدء في تطبيقها في غضون السنوات القليلة المقبلة، ان ترفع وتيرة التعاون بين البلدان الستة، لمواجهة تكتلات سياسية واقتصادية اقليمية ودولية.

وعلق دبلوماسيون رفيعو المستوى في احاديث جانبية مع «الشرق الأوسط» على لهجة البيان الختامي للدورة 26 الاستثنائية للمجلس الوزاري الاربعاء الماضي، بانها تشير الى تمسك دول المجلس بروح العمل السياسي المبتعد عن الخطابات النارية غير الفعالة في خدمة القضايا والحقوق العربية.

وحول ما اذا كانت لهجة البيان الختامي تعبر عن قناعة خليجية مبنية على تعهدات دولية بان التطورات في الشرق الاوسط في طريقها للانفراج، قال الدبلوماسيون «لهجة الخطاب مبينة على قناعة دول المجلس بان الحقوق العربية في فلسطين لا تقبل المساس او التنازل». ورغم ان البيان الختامي وتصريحات الوزير بن علوي الذي ترأس الدورة الاستثنائية، طالبا بتدخل دولي واسع لتكريس الضغوط على سياسيات شارون، إلا ان الثقة بان رئيس الحكومة والليكود الاسرائيلي لا يستطيعان المضي قدما في سياسات العنف، كانت تغلف مضمون البيان، وتصريحات الوزراء. وفسّر الدبلوماسيين اللهجة الواثقة في تصريحات وزراء خارجية المجلس حول الموقف من الصراع العربي ـ الاسرائيلي بان دول الخليج تدرك ان المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة، بات اكثر ضيقا بما يرتكبه الإسرائيليون من جرائم شنيعة في حق الفلسطينيين.